
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
آثــارُ أَغلَــب لِلــزُوار قائِلَــة
نَحـنُ الـدَليلُ عَلـى مَجـدٍ بتَأثيـلِ
آثــارُ مَـن عَمَّمـوا عَـدلاً وَمرَحمـةً
مــا بَيـن حمّـالِ تَـوراةٍِ وَاِنجيـل
آثــارُ علـمٍ فَلا الأَهـوالُ تَمحيهـا
مِثـل الَّـتي سَمّيت قِدما أَبو الهولِ
مُلــكٌ وَعَــدلٌ وَمَجـدٌ فـاضَ مَنبَعَـهُ
بِـالعلم مـا بَيـنَ مَعفـول وَمَنقولِ
دارَ الزَمانُ وَزالَ المُلكُ وَاِنقَرَضوا
وَالـدَهر مـا بَيـن تَغييـرٍ وَتَحويلِ
فَـاِنظُر لِآثـاِرِهِم فـي الكَونِ صامِتَةٌ
وَالصـَمت أَبَلـغ تَـأثيراً مِنَ القَولِ
لَو أَشرَفوا مِن قُصور الخُلد عَن خَلَفٍ
سـالَت دُمـوعُ مَـآقيهم كَمـا السَيلِ
فَاِستَنشِق الطيبَ مِن آثارِ مَن مَلَكوا
مِمالـكَ الأَرض ذات العَـرضِ وَالطـولِ
وَقِــف عَلَيهـا وَناجيهـا كَعـادَتِكُم
يـا أَبلَـغَ النـاسِ في وَصفٍ وَتَمثيلِ
قَـد كـانَ جامِعُنـا في الأَرض قاطِبَةً
بِــالعلمِ أَعلامــهُ خصــّت بِتَفضـيلِ
لَـم يُغنِ كانَ وَكُنا في الحَياةِ وَلا
يَجــدى سـِوى عَمـل يَقضـي بَتَبـديلِ
قُـل للأُلـى بَغرورِ الملكِ قَد فُتِنوا
آثـار مَـن غَبَـروا درسٌ إِلى الجيلِ
تَمَـدّنُ السـالفين المُهتَـدين هَـدىً
وَلا تَمَــدّن فــي عَصــر الأَضــاليلِ
فَـالأَرض حَمراءٌ مِن سَفك الدماءِ وذا
حـالٌ بِـهِ عُرِفـوا مِـن عَهـد قابيلِ
أَبنـاءُ آدمَ في الدُنيا لَو اِتَّحَدوا
لَمــا رَأَينــا وَجــوداً للاهاويـلِ
شــَرحٌ يَطــولُ وَلَكـن مَـوقِفي لَكُـم
فـي الحـال مَوقـفُ تَرحيـبٍ وَتَبجيلِ
يـا صـافيَ الشِعر انَّ الشِعر محتضرٌ
يَشــكو الألــى زوَّقـوهُ بِالأَباطيـلِ
شـِعرُ الكِرامِ الفُحولِ اليَوم مُبتَذَلٌ
مـا بَيـنَ نـوحٍ وَمَـدحٍ غَيـر مَقبولِ
فَأَدرِكَهُ مِن قَبلِ أَن يَقضي عَلَيه وَكُن
آسٍ يُعالـــــج أَدواهُ بِتَعــــديلِ
ملِـكُ القَريـض وَأَنـتَ اليَومُ صاحبهُ
يَسـمو عَلـى ملـك أَصـحاب الأَساطيل
فَـالبَيت مِـن شـِعرَكُم صَهباءُ صافيةٌ
وَالحُكـمُ فـي شـاربيها حُكم تَحليلِ
أَودَعتَــهُ حِكَمــاً جــاءَت مُفَصــلةً
لَــولا الدِيانـة قُلنـا أَيّ تَنزيـلِ
جَعَلـت بِالنَهجِ في مَدح الرَسول لَكُم
وَقايـةُ الجسـمِ يَومَ الحَشرِ وَالهَولِ
هَــذي زِيـارَتكُم مِـن خَيـرِ رابطـةٍ
في الحُبِ بَينَ بَني الخَضراءِ وَالنيلِ
صالح السويسي القيرواني.أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة.وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس.عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية،وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة.له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر)، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى)، وغيرها.وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء)، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس.