
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَرنـو النُجـوم بِلَحظِهـا البرّاق
وَالجَــوّ فـي الإِرعـاد وَالإِبـراق
فَــإِذا تَبَسـَمَت البُـروق لِغبطـة
بَكَـت السـَماء بَـدمعها المهراق
وَكَــذَلك الأَرَضـون فـي أَكنافِهـا
جَــدب يشــاب بِوابــل غيــداق
مَـن كـانَ سـالم دَهـره فَليعتَبر
بِتَعـــانق الأَســياف وَالأَعنــاق
لَـولا الإِسـاءَة مـا تَميـز محسـن
تَبـدي السـُموم فَضـائل الترياق
وَلَقَـد حَبسـت النَفس عَن شَهواتها
وَجَمعــت أَجفـاني عَلـى الأَحـداق
وَمَنعـت مـا اِنظَمت عَلَيهِ جَوانِحي
وَجَعَلـــت شــُكرَكُم عَلــى الإِطلاق
لا تَقطَعـوا أَمَلـي الَّـذي أَملتـهُ
ملـق الكِـرام يَزيـد فـي الإِملاق
وَتَخلقــوا بِالمُكرَمــات تَلطفـاً
فَالكُـــل مُفتَقــر إِلــى الخلاق
لا تَجعَلـوا مَـدحي لمـدحكم جـزاً
وَصــل الممنـع منيـة المُشـتاق
لا تَحســَبوا أَنـي عَجـزت وَإِنَّمـا
جَــف المــداد لِجَفــوة الأَوراق
قسماً بِمَن جَعَل البَديع مِن الثَنا
ذخــر المُنـافق خشـية الإِنفـاق
إِنـي عَلـى العَهد القَديم وَإِنَّما
حَـــظ الأَديــب عَــداوة الأَرزاق
لَكـن أَتيـت مُـؤَخراً مِـن بَعد ما
لَـدغ الزَمـان وَمـا لَـهُ مِن راق
وَأَرى كَـثيراً في النُجوم ثَوابِتاً
وَالبَــدر ذا كلـف حَليـف محـاق
عــاملتموني بِالجَفـاء رويـدَكُم
الــــوَرد ذو أَرج بِلا إِحـــراق
مـالي أَراكُـم تُنكِـرون مَكـانَتي
الشــَمس لا تَخفــي مَـع الإِشـراق
قلــدتمُ غَيـري الجَميـل وَقلتـمُ
حَســب المُغَــرّد زينـة الأَطـواق
أَســدَيتُمُ الجَـدوى لَـهُ وَسـَددتُمُ
طُــرق الرَجــاء عَلـيَّ بِـالإِطراق
إِن لَـم يَكُـن مثلي يُسيء وَمِثلَكُم
يَغضـــي فَــأين مَكــارم الأَخلاق
أَرجــو وَجــودَكُم وَجـودَكُم مَعـاً
وَالشـــارِدات كَحلبــة بِســباق
قَـد زادَكُـم شـَرَف الأُصول فَضائِلاً
فَأَضـــــفتُم الأَخلاق لِلأَعــــراق
فَعَلَيكُــم منــي السـَلام خِتـامه
مســك زَكـيّ النَشـر فـي الآفـاق
الساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).