
الأبيات142
سـفح الـدموع لـذكر السـَفح وَالعلـم
أَبــدى البَراعـة فـي اسـتهلاله بِـدَم
وَكَــم بَكيــت عَقيقـاً وَالبُكـاء عَلـى
بَـــدر وَتوريـــتي كــانَت لبــدرهم
وَذَيـل الـدَم دَمـع العيـن حيـنَ جَـرى
كَمـا سـَرى لاحـق الأَنـواء فـي الظلـم
تَســيل عَينـي لتلميـح البُـروق لَهـا
بِمـا جَـرى مِـن حَـديث السـَيل وَالعَرم
وَرَبَّ ريـــم كَريــم القَــوم طَرّفنــي
بِســَهم لَحـظ وَغَيـر القَلـب لَـم يَـرُم
فَعطفـــه فـــاتن للســـمر نســبته
وَطَرفـــه فاتـــك لِلبــاترات نَمــي
مِـن مَعشـَر إِن نَضـوا أَسـيافَهُم وَرَنوا
راعـوا نَظيـر المَواضـي مِـن جفـونَهُم
أَقمــار تَــمّ تَعـالوا فـي مَنـازلهم
فَالصـــَبُّ مَـــدمعه صـــَبٌّ لَبعـــدهم
لا غـاضَ إِذ غـاظ يَـوم الـبين شانئهم
دَمعــي وَلا زَان لَفظــي غَيــر ذكرهـم
أَنـا ابـن أَوس بِمَـدحي المَعنـوي لَهُم
فَلَيــت لـي ابـن عَطـاءٍ مِـن خَيـالَهُم
أَريــد بِالمَــدح فيهُـم نيـل مَكرُمـة
لِكَــي تَجــانس مَعنــى حســن وَصـفهم
وَيــل اللــوائم كَـم لَجّـوا فلمتهـم
فَاِســتَدرَكوا لــومَهُم لَكــن بِلُـؤمَهُم
أَدمَجَـت فـي مَعـرَض المَدح الهجاء لَهُم
وَقُلـــت أَنتُــم وَلا فَخــر ذوو شــَمم
إِنــي أَنــزه قَــولي عَــن مَــذَمَتِهم
وَالجَهـر بِالسـوءِ فاعلم لَيسَ مِن شِيَمي
قــالوا تفننــت فــي قَـول بمـوجبه
فلــوك قلــت عَلــى نيــران حُبِّهــم
دَعـــوا اِنتِقــاد كَلامــي إِنّ حبهــم
لَـو لَـم يَكُـن مَـذهَبي بِالمَدح لَم أهم
قـالوا اسـلهم قُلـت أَشواقي تَراجعني
قـالوا اِرتَقـب قُلـت إِسـعافاً بِقُربهم
إِن رمـت تَلفيـق أَعـذاري وَهـانَ دَمـي
فَلَـن يَلامـوا عَلـى قَتلـي وَهـا نَـدَمي
أَغـاير النـاس فـي بغـض الحَياة إِذا
بــانوا وَأَهـوى حَمـامي بَعـدَ بعـدهم
تَركــي بِـهِ قَـول قـاليهم يَهـو عَلـى
ســَمعي لــتركيبه مِـن مُطلَـق الكلـم
لَـم يَسـلب الحُـب إِيجـاب الصُدود بَلى
قَـد يَسـلب النَـوم مِـن عَيني فَلَم أَنَم
تَخَيَـروا لـي الضَنى وَالسُقم إِذ هَجَروا
فَصـُرت مِـن حَـرّ مـا بـي زائد الضـَرم
أَن أَحرَقـت نـار وَجدي في الهَوى جلدي
عَلـى اسـتعارة ثَـوب الصـَبر لَـم أَلَم
مــا حيلـة العَبـد وَالأَقـدار جاريـة
إِذا تَــوارد دَمعــي بَعــدَهُم وَدَمــي
يَسـتَطرد الـدَمع شـَوقي حيـنَ أَذكرهـم
طَــرد الســَوابح فـي مَضـمار سـَبقهم
قَـد طـابَقوا صـَحتي بِالسَقم حينَ نَأوا
وَلَـو دَنـوا لَشـفوا مـا بـي مِن الأَلم
كَــم اِكتَفَيـت بِتَصـدير الـدُموع وَلَـم
أبــح بســر غَـرام فـي الفُـؤاد كَـم
لَـو لَـم يَكُن ذكرَهُم يَشفي العَليل بِما
يَســليه مــا طـابَ تَعليلـي بـذكرهم
وَعــارف كَنــه حــالي قَــد تجـاهله
وَقــالَ لــي بِـكَ عشـق أَم ضـَنى سـَقم
وَرَبّ لاحٍ عَلَيهُـــم لا التفـــات لَـــهُ
لا درّ درّك دَعنـــي مِــن أَذى الكلــم
أَبهَمـــت قَولــك للمضــنى لترشــده
قَــد كــدت لَكنــه فـي حَيّـز العَـدَم
دَع التَهَكُـم وَاِنصـَح مـا اِسـتَطَعت وَقُل
إِنــي سَأَصــغي لِنُصــح مِنــكَ مُتّهــم
وَاربـت فـي اللَـوم عَـن عُذر وَإِنَك ذو
حَـــزم هَــديت لحــبّ فيــكَ مُلتَــزم
هــــازلتي بِكَلام قَــــد أَرَدت بِـــهِ
جــداً وَقُلـت قَتيـل العشـق لَـم يلـم
ســَدَدت قَولــك أَم سـَمعي إَلَيـك فَـدَع
تَســهيم لَومــك إِنـي عَنـكَ فـي صـَمم
أَوجـز أَطـل أَرض أَغضـَب عـادِ والِ أَعَن
أُكتــم أَذع وَشِّ فــوف إِســع نـم لَـم
فَســَوفَ تَفحــم مثلــي فــي مَناقضـة
إِن شـَبَت أَو شـَبَ مـاءَ البَحـر بِالضَرم
عــدل المــؤنب عَــذل حيــنَ صــَحفه
نَســَخَت تَحريفـه فـي الحُكـم بـالحكم
يـا حـادي العيـس ذرهـا في ترادفها
وَاِقصـُد بِهـا مَهبَـط التَنزيـل مِن إِضَم
هلـــم إِن إِمامـــاً مـــا نَـــأمله
وَعَكَســـنا مُســـتَحيل بَعـــد أمهــم
وَكَيــفَ يَعكــس مَــن أَهــدى لسـادته
نَظـم البَـديع بَـديع النَظم في الكَلم
عَـج بـي عَلـى دارهـم علـيّ أَنال يَدا
فَلِلعَطـــاء اِتِســـاع فــي ديــارهم
فَـــإِنَّهُم وَشــَعوا فينــا مَكــارمهم
بِــذاخر الــوافرين الفَضـل وَالكَـرَم
إِذا تَمَكــن منـكَ الخَـوف فـادع بِهُـم
لِكَــي تَحــل مِـن التَـأمين فـي حـرم
وَلا يَكـــون رُجــوع حيــنَ تَقدصــدهم
بَلــى يَكــون عَــن الأَوزار وَالجــرم
يـا نَفـس حَتّـى مَـتى طالَ العِتاب أَما
قَـــد آن وَيحَــك إِقلاع عَــن اللَمــم
لَقَــد تَفَننــت فـي اللَـذات منطلقـاً
لَكِنَّنـــي الآن فـــي قَيـــد النَــدَم
إِن أَوثَقتَنـي ذُنـوبي لَيـسَ يَضـمَن لـي
حُســـن التَخَلـــص إِلّا ســـَيد الأُمــم
محمـد ابـن عَبـد اللَـه ابن أَبي الب
طحــاء غَـوث البَرايـا فـي اطرادهـم
إِذا جنيــت فَزاوجــت الرَجــاء عَفـى
عَنــي فَزاوَجــت فيـهِ المَـدح للعظـم
أَرجــو تَعطفــه يَــوم المعـاد كَمـا
تَرجــوه كُــل البَرايـا يَـوم حَشـرِهم
مُؤمّــــل منعـــم يُرجـــى فَـــآمله
مَــتى يصــله يصــله مِنــهُ بِـالنعم
عـــم العِبـــاد بِمَعـــروف يــوزعه
عَلَيهُــم بِالعَطــاء الواســع العمـم
بــــرّ رَؤف رَحيـــم للإِلـــه دَعـــى
تَشـــريعه مُســتَقيم واضــح اللقــم
لَـم يَنـف عَفـواً بِايجـاب العِقاب وَلَم
يُعــاقب الفَضــل وَالإِحســان بِالنَـدم
أَلمُصــطَفى صـَفوة الرَحمـن مِـن لسـنا
أَنـواره اِنشـَقَ بَـدر التـم في الظُلم
مُهَـــذَب رَبــه فــي المَهــد أَدّبــه
مُـذ كـانَ طفلاً وَقَـد آواه فـي اليتـم
فَالشـــَمس طَلعتــه وَالنُــور غرتــه
تَرشـيحه فـي الضـُحى وَاللَيـل كالعلم
فــي كَفِــهِ لَجــج فــي وَجهِــهِ بلـج
فــي ثَغــرِهِ فَلــج تَســميط مُنتَظَــم
شـبهت شـَيئين فـي الهـادي بمثلهمـا
يَمينــه وَالنَــدى كَــالبَحر وَالـديم
مُؤلــف معنييــه فــي ســَطا وَعَطــا
فَهُـوَ المَنى وَالمُنى في الحَرب وَالسلم
ذلّــت لعزتــه الأَعــداء حيــنَ رَأوا
مَحــوَ الصــَحيفة عُنوانــاً لِمحــوهم
لَــو أَنَّهُـم فَعَلـوا مـا يوعظـون بِـهِ
فـي النـور لاقتَبَسـوا نـور اِهتِدائهم
أَلظـالمو النَفـس عُـدواناً وَما ظَلَموا
وَالظُلـم لِلنَفـس تَعريـض إِلـى النَقـم
أَوهــامَهم خيّمـت فيهُـم وَقَـد زَعَمـوا
ان لا يَحــل الــرَدى يَومــاً بِحَيهــم
فَجـــاءَهُم بِأَســـوَد فـــي ســُيوفِهم
تَصــريع مــا نَظمــوه مِــن صـُفوفِهم
وَكُــل طَــرف إِلــى الغايـات حـافرَهُ
يُســابق الطَــرف مِنـهُ فـي اِتبِـاعَهُم
وَأَوجَـز القَتـل فيهُـم بَعـدَ ما ظَلَموا
بِحَـــد مُنتَهـــب الآجـــال مُخـــترم
كَــالقَوس مِنـهُ سـِهام المَـوت مُرسـَلة
لَـهُ اِختِـراع بَـدا فـي هـام كُـل كَمي
يَشـكو الصـَدى فيـهِ مـاء لا يَسيل وَقَد
عَمــاه طـول البُكـا مِـن جفنـه بَـدَم
أَدارَ فيهــم كُــؤوس المَــوت مُترعـة
فَمــا اِهتــدوا لِنَجـاةٍ فـي مَجـازهم
وَكَـم لَهُـم صـَفقة فـي الشـُرك خاسـِرَة
فـي الشُرك بِاللَه لا في البَيع وَالسلم
كَـم أَوغَلـوا في السَرى مِن بَأسِهِ فرقاً
وَحــدّهم كــانَ حَــدّ الصـارم الخـذم
لَـو أَنَّهُـم بَلَغـوا نسـر السـَماء سَما
إَلَيهُـــم بِعِقـــاب صـــاحب العلــم
وَكُلَمـــا حَمَلـــت بِالخَيــل طائِفَــة
مِنهُــم تَولــد مِنهــا حَمــل سـَببهم
وَالضــَرب يَمشـق نونـاً فَـوقَ أَعيُنَهُـم
وَنكتـــة الطَعــن تَتَلــون وَالقَلَــم
وَالسـَيف كَالسـَيل في تَفريق ما جَمعوا
وَالخَيــل كَالسـَيل أَودى جريهـا بِهُـم
فَكــادَ يَغــرَق مِــن أَبقَــت صـَوارمه
لَــولا الســَوابح بَحــرٌ مِـن دمـائَهُم
يقسـم الجَمـع مِـن أَعـداه يَـوم وَغـا
فَالهــام لِلســَيف وَالأَجســام للرجـم
كَـــم أَمهّـــم بِصــَناديد صــَوارمهم
كَـالبَرق فـي عـارض فـي الأُفـق مُنسَجم
كَـــأَنَّهُم وَهُـــم لا شـــَيء يَشــبَههم
كَــواكب حَــولَ بَــدر فــي مَســيرَهُم
وَالكُــل مُنتَســق الأَقــوال مُتَسـق ال
أَفعــال مُســتَبق الأَفضــال ذو همــم
يَطــوي وَيَنشــُر بِالتَجريــد مُقتَضـِباً
لِلبيــد وَالخَيــل وَالأَسـياف وَالقمـم
يَعلــو بــذي شــَطب للهــام مُقتَضـب
تَشـــطير مُقتَســـم بِالعَــدل مُتّســم
بيـــض صـــَوارمهم حُمـــر مَدبجـــة
زُرق الأَســنة ســود النَقــع وَاللمـم
مــا قــابلوا مُقبلاً فـي عـز مُقتَحـم
إِلّا اِنثَنــى مُــدبرا فــي ذُلّ مُنهَـزم
كَـم مثلـوا بِالعـدى فـي كُـل مُعتَـرك
وَالأَســد تَفتَــرس الأَوعـال فـي الأَجَـم
وَقَسـموا القَتـل في الأَعداء حينَ بَغوا
رَميــاً وَطَعنــاً وَضـَرباً فـي رِقـابهم
وَفَرَقــــوهم بِـــأَطراف الأَســـنة إِذ
ضـَلوا السـَبيل وَدامـوا في اِشتِباههم
وَاِستَعرَضـوا بِالقَنـا وَالنَصـر قائدهم
جَيـــش الَّــذين تَصــَدوا لِاعتراضــهم
وَاِسـتَتَبعوا بِالمواضـي مَن طَغى فَمَحوا
لَيـل العَجاجـة مَحـو الظلـم وَالظلـم
يَجــزون بِـالبَغي مَـن يَبغـي مشـاكلة
مِــن غَيــر جــور عَلَيــهِ لاحتراسـهم
عَـرض بَـذَم الأَعـادي فـي المَديـح لِمَن
لا عَيـبَ فيهُـم سـِوى الإِيثار في العَدَم
وَاِجمَـــع لِمُؤتَلــف فيهُــم وَمُختَلــف
مِــن البَــديع وَزد فـي مَـدح شـَيخَهُم
لَـم يَحصـر المَـدح مـا تَحوي شَمائلهم
بَــل فــي المَديـح إِشـارات لِفَضـلِهُم
كُـــل صــَفي لعــز الــدين مُســتَبق
أَحســَن بِتَــوجيه مَــدحي فـي تَقيهـم
مـا السـُحب جادَت بِتَفريع النَدى سحراً
عَلــى الرِيــاض بِأَنــدى مِـن أَكفهـم
عَلــوا مَحلا كَمــا سـادوا عَلا وَسـموا
هــام السـماك وَحَلّـوا عاطـل الهمـم
وَاللَـه أَكمَـل إِذ أَوفـوا العُقود لَهُم
دينــاً وَأَحســَن بِــالتَتَميم للنعــم
وَالنَظــم وَالنَــثر وَالآيــات بينــة
ملــءُ المَســامع فـي تَرتيـب مَـدحهم
لِلّــه مِنهُــم ســُيوف حيــنَ جَرّدهــا
لِنَصــرة الــدين أَفنَــت كُـل مُجتَـرم
يَـــرون صـــَعب العلا ســـَهلاً لِأَنَّهُــم
أَنصــار خَيــر نَــبيّ ثــابت القَـدَم
بــاكي الســِنان ضـَحوك السـن آملـه
تَغنيــه كَنيتــه عَــن إسـمه العلـم
أَردى البُغـاة وَأَرضـى المُبتَغيـن بِما
أَبــدى وَأَبــدَع مِـن حُكـم وَمَـن حِكـم
وَاِسـتَخدَم الشـُهب فـي الأَعـداء مُسَرَجة
تَرمـــي الشــَياطين رَدّاً لاســتراقهم
فَالســابِقات وَبيــض البـاترات وَسـم
ر الخَـط جَمعـاً لَـهُ مِـن جُملـة الخَدَم
قـالوا هُـوَ الـدَهر قُلـت الفَرق مُتَضح
فـي الـدَهر غَـدر وَهَـذا حـافظ الذمم
ســاوى النَــبيين تَشــريعاً وَسـادَهُم
بِمحكـــم ناســـخ أَحكـــام شــَرعهم
ذو البَينــات الَّـتي تَفسـير معجزهـا
نــور البَصــائر وَالكشــاف للغَمــم
لا تَطلُبــوا مَثَلاً فــي المُرسـلين لَـهُ
هَيهـات مـا الشَمس في الإِشراق كَالنَجم
فَهوَ العَزيز عَلى اللَه العَزيز وَفي ال
ذكـر العَزيـز لَـهُ التَرديـد بِـالعَظم
كَــم أَودَع اللَــه مِـن أَسـرار ملتـه
فــي غَيــر أُمتــه مِـن سـالف الأُمـم
وَهُـوَ الَّـذي لَـم يَفـه فـي حَـل مُشكلة
إِلّا وَأَوضـــح مِنهـــا كُـــل منبهــم
قَــد وافــق الإِسـم مِنـهُ وَصـف أُمتـه
فَكُلَهُـــم شـــاهد لِلّــه ذي القــدم
لا مَكَنتَنــي المَعــاني مِـن شـَواردها
إِن لَــم أَبَـرّ بِمَـدح المُصـطَفى قَسـمي
مَـن لَـم يَكُـن مَـدح خَيـر الخَلق همته
فَجمعـه القَـول لَـم يَنسـب إِلى الهمم
جَمَعــت فــي مَــدح طَــه كُـل نـادرة
يَبــدي لَهــا كُـل سـَمع ثَغـر مُبتَسـم
أَضــرَبت عَـن كُـل مَمـدوح بِمَـدحي خَـي
ر الرُسـل بَـل خَيـر خَلـق اللَـه كُلَهم
أَرجــو بِحُســن بَيــاني فـي مَـدائحه
تَخَلُصـــاً مِـــن عَــذاب دائم الأَلَــم
عَـــدَدت وَصــف نَــبيّ لا شــَبيه لَــهُ
فـي العَـزم وَالحَـزم وَالإِقدام وَالقَدَم
كَــرَرت مَــدحاً لَــهُ تَحلــو مَـذاقته
تَحلــو مَــذاقته فــي مَسـمَعي وَفَمـي
جــاريت بِالمَــدح فيــهِ كُـلُ مُلتَـزم
مُستَعصـــم بِبَــديع النَظــم مُعتَــزم
وَشــَحتُ نَظمـي بـدُرّ المَـدح فـي قَمَـر
بِالحُســن مُشــتَمل بِــالنور مُلتَثــم
مُرَصـــع لِبَـــديع النَطـــق مُحتَشــم
مشــفع فــي جَميــع الخَلــق محتكـم
أَهــديت مــن كلــم كَالــدُرّ مُنتَظـم
تَســـجيع مُلتَـــزم لِلمَــدح مُغتنــم
أَوزان قَــولي وَمَعنــاه قَـد اِئتَلفـا
كَمــا تَــأَلَفت الأَرواح فــي القــدم
وَاللَفــظ مُؤتلــف بِــاللَفظ مُنتَظــم
مِـن جَـوهر النطـق فـي سلك مِن الحكم
وَالـوَزن يَـألف أَلفاظـاً قَـد اِنسـَجَمَت
فــي مَـدح سـَيّد أَهـل الحـلّ وَالحَـرَم
قــولي وَتَطريــزه وَالمَــدح مُنتَظــم
فــي حســن مُنتَظَـم فـي حسـن مُنتَظـم
أَنشـَأت مِـن كلمـي مـا شـئت مِن حكمي
جَــزّأت منتظمــي أنبــأت عَـن لَزمـي
جَـــزءيّ مَـــدحي بــالكلي ملتحقــض
فـي واحـد هُـوَ كُـل الخَلـق في العَظم
لَفظـي وَمَعنـاه فـي مَـدحي لَهُ اِئتَلَفا
مِـن لُؤلـؤ لِوَصـف فـي سـَمط من الشِيَم
وَمــا تَغــاليت فـي مَـدح يَكـاد إِذا
تَلــوته أَن يَقينــي صــَولة العَــدَم
أَحكَمـت نظـم القَـوافي وَاِنتَخَبـت لَها
فَـرائِداً تَـزدَري فـي النَظـم بـاليتم
عَمَـــت فَواضـــله جَلـــت فَضـــائله
مَـن ذا يُمـاثله فـي العُـرب وَالعَجَـم
يـا شـامل الجَمـع مِـن جـود وَمِن كَرَم
تَفصــيل مجملــه بالوصــف لَـم يـرم
ذيّلـت مـا طـالَ فـي مَـدحي إَلَيكَ بِما
أَرجــوه مِنـكَ وَمَـن يَرجـوك لَـم يَضـم
لَــم أَئنِ عَنـك عنـان القَصـد مُلتَجِئاً
إلا إَلَيــكَ لِكَــي أَنجــو مِـن الضـَرم
وَإِن مِثلــــك تِغنيــــة بَراعتــــه
يــا مُنتَهــى طَلَـبي عَـن ذكـره بِفَـم
وَفــي مَــديحك أَدمَجـت المَـرام عَسـى
أَرى بِجاهــك دَهــري مُلقــى الســلم
فَاِبسـط إِلـى أَمـل الفَضل العَميم يَدا
تَفيـض بِـالجود فيـض الوابـل الـرَزم
فَمـــا اِســـتَهَل بِـــإِخلاص بِراعتــه
إِلا وَأَمّـــل فيهـــا حســـن مُختتــم
الساعاتي
العصر الحديثالساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).
قصائد أخرىلالساعاتي
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025