
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نُفــارِقُهُ بِـالرَغم وَالعَيـن تَـدمَع
وَنَرضـى بِـأَمر اللَـه وَالقَلب يَخشَع
وَنَصــبر لِلبَلــوى وَنُبـدي تَجَلُـداً
وَإِنــا لَمحزونـون وَالصـَبر أَنفَـع
لَقـد أَحزَنـت يَعقـوب فرقـة يوسـف
وَأَعقبنــا الأَحـزان هَـذا المشـيع
وَلَكـن قَضـاء اللَه في الخَلق مُبرَم
وَمــا لِقَضــاء اللَــه رَد فيَـدفع
نســلم لِلمَقــدور كُرهــاً وَطاعَـةً
وَلَيـسَ لَنـا فـي الأَمـر شَيء فَنَطمَع
وَلَـم يَـكُ فـي الدُنيا خُلود وَإِنَما
سـَبيل بِهـا نَلهـو غُـروراً وَنَرتَـع
وَتلـك الأَمـاني بِـالنُفوس تَواصـَلَت
وَعمـر الفَـتى مـا بَينَهـا يَتَقَطـع
نَـرى كُـل مَيـت يـورث الحَـي حَسرة
فَلا هِــيَ تُبقيـهِ وَلا المَيـت يَرجَـع
وَنَطمَع فَوقَ الزاد حرصاً عَلى البَقا
وَنـــورثهُ تَأســاء مــا نَتَوَقَــع
وَإِن مُصــاب المَـرء أَولـى بِنَفسـِهِ
إِذا كــانَ عَمـا غَـرَهُ لَيـسَ يَقلَـع
وَمَـن ضـيع الأَيّـام فـي غَيـر صالح
وَلَــم يُحسـن الأَعمـال فَهُـوَ مضـيع
وَمـا طـول أَحزان الفَتى بَعد فائت
إِذا لَـم تَكُن تُجدي مِن الحُزن أَدمع
وَمـا كـانَ لِلتَعليـم قَـولي وَإِنَّما
أَذكُـر وَالـذِكرى إِلـى المَرء تَنفع
أَجلـك يـا تـاج الأَكـارم أَن تَـرى
حَزينـاً لِـذخر فـي القيامـة يَشفَع
وَهَـل يَمنَـع التَأسـاء مِنـكَ سَكينة
وَظَنــك فـي المَـولى أَجـل وَأَرفَـع
فَعـش أَنـتَ وَاِسلَم لِلمَكارم وَالعُلى
وَلا زلــت فــي عــزّ بِــهِ تَتَمتـع
الساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).