
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اسـمع حـديثي فـإن الصـدق مقبـول
وانظـر دليـل اشـتياقي يبد مدلول
فلـي شـجون مـن الأشـجان مـا عُرفَتْ
قبلـي لمـن قلبَـه بـالبين مَتبـولُ
أنــا الـذي وصـلتْ أسـباب وحشـَته
وليــس لــي ســبب للأنــس موصـول
وقطَّــع الوجـد أحشـائي فلـي كبـدٌ
نجيعُهـا فـي طلـول البعـد مطلـول
قـد كـان ينصـرُ صـبري قبل فرقتكم
واليـوم أصـبح صـبري وهـو مخـذول
يـاللغريب الـذي شـطَّ المـزار بـه
فللجــوى والنــوى فيــه أفاعيـلُ
قـد جـنَّ شـوقاً إلـى أحبـابه فغدا
كـأنه فـي الـورى المجنـون بهلول
يهيــم فـي الأرض لا يـدري أمنزلُـه
بـالقفر أم حيـث ربعُ القوم مأهول
حيـرانَ قـد ضـلَّ في تيه الأسى فعسى
هـادٍ مـن القـرب إن البعـد تضليلُ
ظمــان يســآل عـن وِرد ينـال بـه
ريّ الغليــل وفـي أجفـانه النيـل
هيهـات يرويـه مـاء الـدمع صـعّده
فــإنه فــي ضـرام النـار محمـول
ويـح الشـجي إنـه مـا زال في غصص
مـذ كـان عـن ساحة الترحيب ترحيل
فحســبه اللـه لا يشـكو إلـى أحـد
إن الــذي شــاءه الرحمـن مفعـول
قد أنكر الحال إذ حال الزَّمان على
معــالم الأنــس فـالمعلوم مجهـول
يـرى النهـار كمثـل الليل من كربٍ
كـــأنه ليــس للســاعات تنقيــل
للنـاس مـن دهرهـم انجـاز موعدهم
ووعـده فـي انتظـام الشـمل ممطول
لـولا الأمـاني الـتي أضـحت تعللـه
مـا عـاش يومـاً وبعض العيش تعليل
وفــي التحيــة محيــاه إذا وردت
مــن سـيد غيبـه المـأمون مـأمول
وانشـــقتْ نـــدتهاديه فتنفَحـــه
مـن طيبهـا المسـك ممنـوحٌ ومنحول
يـا حبـذا هـي إذ تَهـدى إلـي وإذ
نوالهــا فــوق مـا أمَّلـت مبـذول
يجـود لـي السـيد الأعلـى بنفحتها
جــود احتفـاء بـه للريـح تحميـل
فيلتقــي وفرُهــا مملـوك نعمتهـا
بمــا اقتضــاه لهـا بـرٌ وتبجيـل
وللصــحائف تــأتيني بهــا كــرم
كــأنه للأيــادي الــبيضِ تمثيــل
تلتـاح فـي الأفـق المرقـوب طالعُه
ومـا لهـا مـن سـماء الفضل تأفيل
إذا لمحــت ســناها وهـو يبهرنـي
فإنمـــا هـــو تكــبير وتهليــل
للــه منهــا ثلاث قـد سـعدتُ بهـا
كأنهــا للســعود الزهــر تشـكيل
أقبلتهـا وجـه أمـالي وكـان لهـا
منــي بحكـم الهـوى لثـمٌ وتقبيـل
وقمـت أنضـو حسـاماً مـن مفاخرهـا
وفــوق رأســي بهـا تـاج وإكليـل
أعـزَّت النفـس إذ عـزت فليـس لهـا
بعــد اعتنــائك تــذليل وتضـليل
يـا سـيدي بـك فخري في الأنام وما
بغيــرِ مجــدك للعليــاء تأثيــل
أنـت العمـاد الذي ما زال معتلياً
بحيــث للنجـم فـي مرقـاه تأميـل
أنـت المقـدم فـي كـل الفضائل إذ
ســـواك فيهــن مســبوق ومفضــول
أنـت الـذي بيميـن الدين منه إذا
مـا يَنصـر الحـق ماضي الحد مسلول
أنـت الـذي جمعـتْ شـتى العلوم له
حـــتى تعاضــَد معقــول ومنقــول
بــل اسـتبان سـبيلُ الأمـر متضـحاً
فــي الحكــم يـبرزُه نـص وتأويـل
لــك الطهـارة ود المـاء صـورَتها
إذ صـفوه فـي صـوان المـزن مجعول
يـا واحـد الـدهر قـولاً لا أنـازعه
إنكــارُ برهــانه عجــزٌ وتعطيــل
لــك البلاغــة قـد أبلغـتَ حجَّتهـا
حـــتى تَـــبين محصــور ومحصــول
لـك الكمـال الـذي أوصـافه شـهِدت
بـــإنه لوجــود الفخــر تكميــل
الــبيت ذو شــرف والنفـس فاضـلةٌ
والخلــق مسـتكرم والعـرض مصـقولُ
تبـارك اللـه مـا أسـنى وأشرف ما
ســنى لكــم منـه تشـريف وتفضـيل
علـى العلا قـد جبلتـم وهـي موجبةٌ
أنــي علــى حبكـم واللـه مجبـول
مـا لـي سواكم من الدنيا وساكنها
ســؤالٌ ولا أمــل أبغيــه مســؤول
فليــت شــعريَ هـل أحظـى بقربكـم
وهـل لمـا فـات يـومَ البين تحصيل
ذخــري عمـادي عتـادي عـدتي وزري
تــرى الأســاطير تـدني والأسـاطيل
هـل حيلـة فـي لقـاء صـد عن أملي
فيــه مـن الـدهر تبـديل وتحويـل
مـا كـان أكـرمَ عهـدي في معاهدكم
لـو لـم يكـن حبل وصلي منه مفصولُ
واللــه مـا نسـيتْ نفسـي مآنِسـنا
حيــث الهــديل وللأغصــان تهـديلُ
وحيــث راقــت ورقَّــت كـل مبهجـة
وطــاب مــن ريقـه الأيـام معسـولُ
وحيــث ابــن عصـام والنـدى وطـنٌ
قـد حـل فيـه مـن ابناء العلا جيلُ
سـقياً ورعيـاً لهاتيـك الربوع فلى
قلــب بهــا هــو مشـغوفٌ ومشـغول
هنــاك كــان سـناكم كـاملاً بصـري
وإنــه هــا هنـا بالسـُّهد مكحـول
يــا مالكـاً مهجـتي ملكـاً يصـحِّحه
فــي عَقــد ودي لـه حكـم وتسـجيل
هـذا حـديث اشـتياقي وهـو مختصـر
وربّمــا قيـل فيـه القـول مملـول
خــذوه عنـي صـحيحَ النقـل متصـلاً
ففــي الأحــاديث مقطــوع ومعلـول
ثـم أقبلـوا مـن سـلامي ردَّ عـاطرة
تسـري إليكـم ودوح البـان مطلـول
محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري، أبو عبد الله.شاعر أندلسي عاش في القرن السابع الهجري، عصر الموحدين، حيث شهد العصر الذهبي للدولة الموحدية، كما شهد انحسارها وضعفها.كان متعلقاً بأبيه وباراً بأمه، وكان له أخوين خاطبهما بشعر لما رثى والده بقصيدة.وقد أحرز ابن الجنان مكانة وشهرة في عصره، كان شاعراً وناثراً، وجرت بينه وبين علماء وأدباء عصره مخاطبات ومراسلات.توفي في بجاية سنة (650هـ) عند ابن الخطيب.ولكن الأرجح أنه توفي ما بين (646 - 648)هـ.