
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذا رأفــة بــالمؤمنين رحيمـا
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
جلّـت معـاني الهاشـمي المرسـل
وتجلّــت الأنـوار منـه لمجتلـي
وسـما بـه قدرُ الفخار المعتلى
فأحتـل فـي أفـق السماءِ مقيما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
حـاز المحامـدَ والممـادح أحمدُ
وزكــتْ مناسـبه وطـابَ المحتـد
وتـــأثلّت عليــاؤه والســؤددُ
مجــداً صـميماً حادِثـاً وقـديما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
شـمس الهدايـة بـدرُها الملتاحُ
قطــبُ الجلالـة نورهـا الوضـاح
غيــثُ السـماحة للنـدى يرتـاح
يـروي بكـوثرِه الظمـاء الهيما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
تــاج النبــوة خـاتم الإنبـاء
صــفو الصـريح خلاصـة العليـاءِ
نجــلُ الذبيـح سـُلالة العلمـاء
بشـرى المسـيح دعـاءُ إبراهيما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
فخــرٌ لا دم قــد تقـادمَ عصـره
مـن قبـل أن يـدري ويجري ذكره
ســرطواه الطيــن فهــمّ نشـرُه
معنــى الســجود لآدم تفهيمــا
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
للــه فضـلُ المصـطفى المختـار
مـا إن لـه في المكرمات مجاري
أولا مبــارٌ باختصــاص البـاري
الحــق قــدم مجــده تقــديما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
أوصـاف سـيدنا النـبي الهـادي
مــا نالهـا أحـدٌ مـن الأمجـاد
فالرسـل فـي هـدي وفـي ارشـاد
قــد ســلموا لنبينـا تسـليما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
آيــاته بهــرت ســنا وســناء
وأفــادت القمريـن منـه ضـياء
وعلــت بــأعلام الظهـور لـواء
فهـدى بـه اللـه الصراط قويما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
دنـت النجـوم الزّهر يوم ولادته
ورأت حليمــة آيــةً لســيادته
وتحــدثتْ ســعدٌ بـذكر سـعادته
فتفـاءلوا تعـم اليـتيمُ يتيما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
لمــا ترعــرعَ جـاءه الملكـان
بالطســت فيهـا حكمـةُ الرحمـن
فاسـتخرجا القلبَ العظيم الشان
منــه وطهّــر ثـم عـاد سـليما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
كرمـتْ مناشـي أحمـدٍ خير الورى
وجـرى له القلم العليُّ بما جرى
مـا كـان ذلكـم حـديثاً يُفـترى
لكنــه الحــق الجلــيُّ رسـوماً
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
مــا زال برهـانُ النـبي يلـوح
يغــدو بـع الإعجـازُ ثـم يـروحُ
حــتى أتــاهُ بعـد ذاك الـروح
يــوحي لـه وحـيَ الإلـه حكيمـا
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
شــهدتْ لــه بمزيــة التفضـيلِ
ســورٌ وآيــاتٌ مــن التنزيــل
وصـــلاةُ خـــالقه أدل دليـــل
فـافهمه واسـمعْ قـوله تعظيمـا
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
إن الرسـول المعتلـي المقـدارِ
لمؤيـــد مــن ربــه القهــار
بـالمعجزات جلَـتْ عمـى الأبصـار
وشـفتْ مـن أدواءِ الضـلال سقيما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
كــم شــاهد لمحمــدٍ بنبــوته
فـي أيْـد تأييـدِ الإلـه وقـوّته
فبـذاك أعلـى اللـه دعوةَ حجّته
فمضــتْ حسـاماً صـارماً وعزيمـا
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
البــدر شـقّ لـه ليظهـرَ صـدقه
والشـّمس قـد وقفـتْ تعظّـم حقـه
والمـزنَ أرسـل إذ توسـّل ودقَـه
فاخضـرّ مـا قـد كان قبل هشيما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
والمـاءُ بيـن بنـانه قـد سالا
عــذباً معينـاً سـائغاً سلسـالا
كنَـداه يمنـحُ رفـده مـن سـالا
وينيـلُ راجيـه النّـوال جسـيما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
بركــاته اربـتْ علـى التعـداد
كـم أطعمـت مـن حاضـر أو بادي
مــن قصــعةٍ أو حثيـةٍ مـن زاد
رزقــاً كريمـاُ للجيـوش عميمـا
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
سـجد البعيـرُ لـه سـجود تـذلل
وشــكا إليــه بحرقـةٍ وتملمـل
والشـاة قـال ذراعهـا لا تأكـل
منــي فــإني قـد ملئت سـموما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
والغصـن جـاء إليه يمشي مُسرعاً
والصـخرُ أفصـحَ بالتحيـة مسمعاً
والظبيـة العجمـاءُ فيهـا شفِّعاً
والضــبُّ كلّــم أحمـداً تكليمـاً
صــلّوا عليـه وسـلموا تسـليماً
والجـذعُ حـنّ لـه حنيـن الوالهِ
يبـدي الـذي يخفيـه من بلبالهِ
أفلا يَحـــنّ مـــتيّمٌ بجمـــاله
يشــتاق وجهــاً للنـبي وسـيما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليماً
مـا بالنـا نّسـلو وحـبُّ حبيبنا
يقضــي ببـثِ غرامنـا ونحيبنـا
لـو صـحَّ فـي الإخلاص عَقدُ قلوبنا
لـم ننـس عهـداً للرسـولِ كريماً
صــلّوا عليـه وسـلموا تسـليما
أيــن الـدّموع نفيضـها هتّانـا
أيــن الضـلوعُ نُقضـها أشـجانا
حـتى نُقيـم علـى الأسـى برهاناً
لمتمـــمٍ ارشـــادنا تتميمــا
صــلوا عليـه وسـلّموا تسـليما
أو ليـسَ هادينا إلى سبلِ الهدى
أو ليسَ منقذنا من أشراك الردى
أو ليـس أكـرمَ من تعمّم وارتدى
أو لـم يكـنْ أزكى البرية خِيما
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليماً
ذاك الشــفيعُ مقــامهُ محمــودُ
ولـــواؤه بيــدِ العلا معقــودُ
فــإذا تــوافتْ للحسـاب وفـودُ
قــالوا تقـدّم بالأنـامِ زَعيمـاً
صــلّوا عليـه وسـلموا تسـليماً
فيقـومُ بالبـاب العلـيِّ ويسـجد
ويقــول يـا مـولاي آنَ الموعـدُ
فيجـاب قـل يُسـمعْ إليـك محمـدُ
ونُريــك منــا نضــرةً ونَعيمـاً
صــلوا عليـه وسـلّموا تسـليماً
أعظــم بعــزِّ محمّــدٍ وبجــاههِ
أكـــرمْ بـــه متوســلاً لإلهــه
شـربت كـرام الرسـل فضلَ مياهه
فغــدتْ تعظِّــم حقــه تعظيمــا
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
يــا سـامعي أخبـاره ومفـاخرِه
ومطـــالعي آثـــاره ومــآثره
ومـؤملي وافـي الثـواب ووافره
إن شــئتمُ فـوزاً بـذاك عظيمـا
صــلوا عليـه وسـلموا تسـليما
محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري، أبو عبد الله.شاعر أندلسي عاش في القرن السابع الهجري، عصر الموحدين، حيث شهد العصر الذهبي للدولة الموحدية، كما شهد انحسارها وضعفها.كان متعلقاً بأبيه وباراً بأمه، وكان له أخوين خاطبهما بشعر لما رثى والده بقصيدة.وقد أحرز ابن الجنان مكانة وشهرة في عصره، كان شاعراً وناثراً، وجرت بينه وبين علماء وأدباء عصره مخاطبات ومراسلات.توفي في بجاية سنة (650هـ) عند ابن الخطيب.ولكن الأرجح أنه توفي ما بين (646 - 648)هـ.