
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــك الــولاء الـذي لـم يخفـه أحـدُ
ولا خلـــت أمـــة منـــه ولا بلـــدُ
قـد قمـت بـالحكم عدلاً لا يميل بك ال
هـــوى ولا يتخطـــى رأيَــك الرشــد
وسـرتَ بالملـك مـأمون المـذاهب مـي
مـون المسـاعي علـى القـرآن تعتمـد
وبــت تــدفع عنــه الحادثـات كمـا
يــبيت يقظــانَ يحمــي غيلَـهُ الأسـد
حــتى رفعـت لـه فـوق النجـوم حمـى
الحــزم أســبابه والحكمــة العمـد
فبـــات ممتنـــعَ الأركــان تحرســه
عيـــن الألــه إذا حراســه رقــدوا
والنــاس قســمان عــانٍ موثـقٌ ضـجرٌ
فـــي قبضـــتيك وراجٍ عيشــه رغــد
فللمعـــادين أدوار بهـــن شـــقوا
وللمـــوالين أدوار بهـــا ســعدوا
إن شــئت أعطيـت هـذي الأرض نضـرتَها
وإن تشـــأ أصــبحتْ بالشــر تتقــد
ومــا غضــبت لغيــر اللّـه منتقمـاً
ومـا قهـرت سـوى القـوم الألى حقدوا
ومــا فتحــت لغيــر الـدين مملكـة
رأيتهــا عــن سـبيل الخيـر تبتعـد
أنهضـــته مســـترداً فيـــه قــوته
فقــام يمتــد فــي الـدنيا ويَطَّـرد
لـك الجيـوش الـتي كـم فرجـت كربـاً
كأنهــا قســطل فــي الجــو منعقـد
يســـدد اللّـــه مرماهــا يؤيــدها
مـــن الملائك فــي غاراتهــا مــدد
لهــا علــى الموثـق الـدينيِّ متَّكـلٌ
يــوم الكفــاح ومـن إيمانهـا عـدد
لــك اللـواء الـذي نـال الهلال فلا
تنـــال رفْعتَـــه للعاديـــات يــد
فـــي خفقــه طــرب للمســتظل بــه
وللعـــدى رهـــب فــي طيِّــه كمــد
لـــك الأســاطيل كــالأطواد شــامخة
تجــري فيحـدث رعـداً حولهـا الزبـد
لــولا أمانــك ثـار البحـر مشـتعلاً
بنـــارهنَّ وســـال الــبر والجمــد
لــك القبــاب الــتي تعلـو محلقـة
فـي الجـو والجنـد حـراس بهـا رصـد
وفــي محيّــاك نــور للخلافــة قــد
أضحى لدى الناس برهاناً لما اعتقدوا
لـو تسـتطيع النجـوم النيـرات هـوت
شــوقاً وصـارت مكـان التـاج تنتضـد
مــولاي عيــدك وافــى فــي ميـامنه
يهـدي البريـة أفراحـاً كمـا عهـدوا
بـدا لـه الكـون فـي أبهـى مظـاهره
واســتجمعت حســنها الأيــام والأبـد
فـــالأرض بــاهرة الأنــوار ناضــرة
ريـا الشـباب كسـاها الوشـي والبرد
تختـــال ضــاحكة للعــالمين كمــا
تختـــال ذات دلال زانهـــا الغيَــد
وللوفــود ازدحــام تحـت عرشـك لـم
يضــق بــه بابــك العـالي ومحتشـد
تشـفي القلـوب من الشوق الشديد بما
لاقـوا مـن الطلعة الكبرى وما شهدوا
كــأنهم شــربوا راحـاً بهـا طربـوا
وغيــر منهلــك الخلــديِّ مـا وردوا
يـا صـاحب الباقيـات الصـالحات ويا
رب الأيــادي الـتي لـم يحصـها عـدد
تحيـــة ودعـــاء نبتغـــي بهمـــا
شــرح المســرة والحــب الـذي نجـد
أقبلــت والقـوم فـي أهـوائهم فـرق
شــتى طرائقُهــم مــن غيهــم قِــدَد
فاستســلموا لـك لمـا قمـت ترشـدهم
واستمسـكوا بعـرى الميثـاق واتحدوا
وذدت عنهــم جمـاهير العـدى فنجـوا
وأنــت فــي حومـة الميـدان منفـرد
وصــلت فيهــم فخــانتهم عزائمهــم
عنـد اللقـاء وطـار الصـبر والجلـد
واستصــرخوا فأتــاهم جحفــل لجــب
مـن دولـة الـوهم فيه اليأس والنكد
غلبـــت مكرهـــمُ واغتلــت غــدرهمُ
ودسـت كيـداً لهـم فـي دسـه اجتهدوا
مـاذا عليـك مـن القـوم الذين غووا
واســتكبروا ولمـا أوليتهـم جحـدوا
فهـــل يضـــرُّ أبٌ أبنـــاءه امتلأوا
حبـــاً لـــه وعصــاه منهــمُ ولــد
لا ييـأس المـذنب المحـروم منـك إذا
نهــاه عـن أن يعـود الأسـر والصـفد
يــا آل عثمـان رفقـاً بالعـداة ولا
تجــردوا فيهــمُ سـيفاً فقـد قعـدوا
علــى الســعادة بــاتوا يحسـدونكمُ
فلــم يضــر ســواهم ذلــك الحســد
ففــي قلــوبهمُ مــن بغضــكم مــرضٌ
وفــي عيــونهمُ مــن نــوركم رمــد
فلا يزالــون فـي هـذا الشـقاء إلـى
أن ييأســوا فــتراهم كلهـم خمـدوا
مهلاً بنـي الـترك فـي فتح البلاد أما
لحبكــم فــي الأمــانيِّ العلـى أمـد
لــولاكمُ مــا بــدت للــدين حجتــه
ولا اســــتقام لبـــاقي عـــزه أود
عبـد الحميـد لـك الإخلاص فاسـتمع ال
حمـد الـذي يتـوالى واجـز من حمدوا
وإن ملكَـــك فـــي إشــراق زينتِــه
لجنــة أنــا فيهـا الطـائر الغـرد
سـينجز اللّه في الدنيا التي ابتسمت
للمســلمين علـى أيـديك مـا وُعـدوا
فاستبشـروا يـا بني الإسلام وانتظروا
غـداً فقـد ضـمن النصـرَ المـبين غـد
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).