
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طربــاً فــؤادي لا برحـت طروبـا
متفكِّهـــاً بالفاتنــات لعوبــا
عـاد الرجـاء إلـى حياتك ضاحكاً
عـود الربيـع إلـى حمـاك قشيبا
مـا روَّعتْـك مـن الزمـان حـوادثٌ
مــرت لِتَنســَى منــزلاً وحبيبــا
جـدد غرامـك إن هنـداً لـم تـزل
ترعــى ذمامــك نائيـاً وقريبـا
مـاذا على المشتاق في ذكراه لو
وفَّــى الحــبيب تغــزُّلاً ونسـيبا
لـــم تســتبدَّ جميلــةٌ بمــتيَّمٍ
إلا ليحلـــو عيشـــه ويطيبـــا
أنـا والهـوى إلفان لم ير واحد
منــا مكانـاً فـي أخيـه مريبـا
أرضـى بمـا يقضـي وألقـى ظلمـه
عـدلاً وأعصـى اللـوم والتثريبـا
ويفيــدني أدبــاً وإحسـاناً وإن
قاسـيت منـه الوجـد والتعـذيبا
إن الشــبيبة والجمـال تقاسـما
عقلـي فلسـت إلـى الرشاد منيبا
يـا هنـد حسـبك مـن محبـك أنـه
أمسـى أسـيراً فـي يـديك سـليبا
أمنيلــتي حظّــاً فـأبقى عاشـقاً
أم أنــت مانعـة الـوفيَّ نصـيبا
وترفقــاً أحيــا بــه أم قسـوة
بالصــبِّ تُشــمِتُ حاسـداً ورقيبـا
أولـى بصـفو العيـش طـائر روضة
يشــدو فتحسـبه الطيـور غريبـا
وأحــق بالتفضــيل شــاعر أمـة
مــا زال فيهـا داعيـاً ومجيبـا
مــوف إذا تــرك البلاد أنيسـها
ملأ البلاد تــــذكرا ونحيبــــا
ويفيـض فـي أعيادهـا فرحـاً فلم
يــترك بهــا متوجعــاً منكوبـا
يـا غـرة العصـر الـتي جلَّى بها
عباســه عــن مصــره التقطيبـا
حتـمٌ علـى ابن النيل ذكرى طلعة
لـك قـد أضـاءت أعينـاً وقلوبـا
عيد الجلوس صفت بك الدنيا التي
أنســيتها نوبــاً مضـت وكروبـا
لأنزهـــــن نـــــواظري متنقلاً
أســتقبل اللــذات فيـك ضـروبا
وأرى بكــل مدينــة لــك زينـة
وبكــل نــاد صــادحاً وخطيبــا
والأرض ترســل كالسـطور سـهامها
تهـدي السـماء سـلامها المحبوبا
أو أنهــا عمــد رفعـن رواقهـا
ومنعنهـا مـن شـوقها التصـويبا
وكأنمــا قطــع الضـياء كـواكب
تبعـتْ مـداراً فـي السماء عجيبا
أو أنهـن حمـائمُ انطلقـت من ال
قنـاص تبغـي فـي الفضـاء هروبا
أو أنهــا ثمــر توســط واديـاً
فـي الأفـق لاعبـه النسـيم خصيبا
وكأنمــا تـاليه يهبطـه الـثرى
أُكَــرٌ رمتــه بهـا يـد فأصـيبا
والبـدر وجهك يا ابن توفيق فلا
يـــدنو فنلمســـه ولا محجوبــا
وكأنمــا تلــك الوفـود كتـائب
للفتــح قــد رتبتهــا ترتيبـا
تتمثــل النجـوى بـأوجههم كمـا
يتلـون بـالنور اسـمك المكتوبا
إن الــذي أحيـا البلاد بنيلهـا
لـك مرجـع بهـا مجدها المغصوبا
وهبتــك عـالي عرشـها ووهبتهـا
عــدلاً فكنـت الـواهب الموهوبـا
لا يبلــغ الأقـوام منهـا مأربـاً
مـا دمـت فيهـم ناقـداً وحسـيبا
وسـينجلون كمـا انجلت من قبلهم
أمــمٌ أشــدُّ وقائعــاً وحروبــا
سـعياً لتنسـينا بموعـود الرضـى
إثمـاً جنـاه مـن مضـوا وذنوبـا
إنـا لنرجـو بعـد أهبتـك الـتي
بهــرت حســودك صــيحة فوثوبـا
لا تــأمنُ الأوطـان غـدرَ زمانهـا
ويــبيتُ جانبُهــا أعــزَّ مهيبـا
حــتى يــبيتَ أديمُهــا متألِّقـاً
بــدم العـدى ولواؤهـا مخضـوبا
إن اتصــالك بالخليفــة ضــامن
رد المغيـــر مروعــاً مغلوبــا
والحجـة البيضـاء فـي يدك التي
فتحــت مجــالاً للجهــاد رحيبـا
والشــرق مـا زال الأحـق بشمسـه
ولــوَ اَنَّهـا عنـه تطيـل غروبـا
لـو لم تكن تنوي الرجوع وضوؤها
أعلـى وأجمـل لـم تكـن لتغيبـا
شــاد المــآثر واسـتراح وإِنَّـهُ
ســَيَهُبُّ أقـوى مـن أخيـه رهيبـا
قـد عـاد طفلاً فـي المهاد مبشراً
بعـد المشـيب بـأن يكـون نجيبا
ينمـو ورفقـك يـا ابن توفيقٍ به
رفـق يـرد إلـى الشـباب الشيبا
يـا صـاحب العرشـين هـذا مالـكٌ
مصــراً وذا ســودانَها والنوبـا
ومــدبر الجيشــين هــذا مـائجٌ
يحمـي الشـمال وذا يسـير جنوبا
ومؤيــد الإســلام بـالعلم الـذي
أضــحى يظــل قبــائلاً وشــعوبا
ذهَّبــت حاشــيتَيَّ بـالنعم الـتي
هــذَّبْنَ فيــك قصــائدي تهـذيبا
فلـك المـدائح مـا تدارك يائساً
أمـلٌ ومـا ذكـر المثـابُ مثيبـا
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).