
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبعـد الـذي قلـدتما الـدين والحمى
يريــد العـدا منـا نصـيباً ومغنمـا
لقـد ذدتمـا عنـا الطغـاة فـأدبروا
ودافعتمــا الخطـب الرهيـب فأحجمـا
وأعــددتما فينــا طــرائق نجتنــي
بهـا النصـر إن شـاءوا قتالاً وشئتما
وأمـــددتمانا بالرجـــاء وشــدتما
معاقـــل للأوطــان طــاولت الســما
وأيـــدتمانا بائتلافكمـــا الـــذي
بــه صــرتما للــدين كفـاً ومعصـما
يصــول بمــا أوليتمـاه مـن القـوى
سـديد المرامـي واضـح السـبل معلما
ومـــا أنتمــا إلا غــراري حســامِه
إذا لاح ردا كــــل ســـيفٍ مثلَّمـــا
وقـد كـان قبـل اليـوم يرجـف خائفاً
صــروف الليـالي والمغيـر المـذمما
ويــدعو بنيــه الأكــثرين ويشــتكي
فلــــم يلقهــــم إلا أذلاء نُوَّمـــا
إلــى أن أتــى حكماكُمــا فجلوتمـا
عــن الشــرق ليلاً بـالحوادث مفعمـا
وأرجعتمــا الــدنيا إليــه وسـيمة
تـــروق وتحلـــو نضـــرة وتبســُّما
وألبســتماه حلــة العــدل والنـدى
فأقبـــل مزهـــواً بهـــا متنعمــا
وأحييتمــا عهــد النــبي وقمتمــا
بمـا نصـر الـبيت العـتيق المحرمـا
أعبــاس إن الــوادي الخصــب آمــل
مـن اللّـه أن تبقـى الأميـر المحكما
فــأنت الــذي علمتــه كــل منهــج
يســرُّ أميــر المــؤمنين المعظمــا
وقربتـــه مــن آل عثمــان واصــلاً
بســعيك مــن أســبابه مــا تصـرَّما
وسـرت بـه السـير السريع إلى العلى
فــأدرك فــي ميــدانها مـن تقـدَّما
فنلــت رضــا خيــر الخلائف موقنــاً
بأنـــك أولــى مــن أحــب وكرّمــا
وأكــبر مــن يــدعو بحفــظ ذمـامه
وأفضــل مــن يســعى إليــه ميمِّمـا
وأكمــل مــن لاقــاه أجمــل مــوكب
وقــام لــه خيــر الملــوك مسـلِّما
وقلــدكَ الأمــر الخطيــر لمــا رأى
مـــن الخيــر إن قُلِّــدتَهُ وتَوَســَّما
فكنــت بشــير الســلم تنشــر ظلـه
وتطفـــئُ شـــراً كــاد أن يتضــرَّما
وصــنت بغــالي النصــح أرواح أمـةٍ
تُعادِي ابتغاءَ البغيِ أغلى الورى دما
وحـذرتها مـن دولـة الـترك فـارعوت
فكنــت بهــا منهــا أبــر وأرحمـا
وأثنــى عليــك العـالمون وأجمعـوا
علــى أنــك المرجـو رأيـاً ولهـذما
أعبــاس عــد واشــف البلاد فإنهــا
لبعــدك كــانت تشـتكي شـدة الظمـا
ولاق بمـــا عـــودت شـــعبك إنـــه
يلاقيـــك مشــتاق الفــؤاد متيمــا
لقــد كــان يبــدي كــل عـام ولاءه
فكيــف وأنــت العـام أيمـن مقـدما
فلا زلـت يـا عبـاس ترعـى مواثـق ال
إمـــام بتأييــد الخلافــة مغرمــا
تقبــل مـديحاً صـرتُ فـي معشـري بـه
أعزهـــم نفســـاً وأحســـنهم فمــا
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).