
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ملـك بخلقـك والنـدى المتـوالي
وأبيـك والجـد الكـبير العـالي
أركــان مملكــة ضـمنت خلودهـا
بالعــدل بعــد زيــادة وكمـال
مـا لـم تنلـه بـالفتوح بلغتـه
بجلال أخلاق وطيـــــــــــب خلال
ولكـــل ذي تــاج زمــان قلَّــبٌ
ولـــك الـــولاء وصــادق الإجلال
بالعيــد تحتفــل البلاد وإنــه
لطليعـــة الأشـــباه والأمثــال
ذكـرى جلوسـك وهـي أَولـى مظهـر
فــي الأمــتين بزخــرف وجمــال
طـافوا بعرشـك يعلنـون مواثقـاً
لـك فـي العصـور وسـائر الأجيال
تهــدي إليـك التهنئات وفـودهم
وتعـــود منــك بعــزة ونــوال
خلـت الممالـكُ مـن عروش ملوكها
وملأت فـي الدنيا المكان الخالي
وفــداء نفســك كــل نفـس بـرة
وبــك السـلامة مـن عـدى وليـال
ولــواؤك المنصــور فـي طيـاته
تاريــخ مصــر وآلــك الأبطــال
يتلــون فيــه كــل يــوم آيـةً
فيجــددون بـه العتـاد البـالي
تبعـت عقـائدهم يقينـك والْتَقـى
إخلاصــهم ورضــاك حــول منــال
إن الـــذي أعـــددته لمبشـــر
للــدين والــدنيا بخيــر مـآل
وأبــر مـا تختـاره سـبباً إلـى
مســتقبل الــوادي صـلاح الحـال
ولقـد أخـذت الأمـر فيـه بحكمـة
قربــت بهــا أمنيـة المتغـالي
إن الــذي كرمــت وسـائله إلـى
آمـــــاله لأحــــق بالآمــــال
ولمصـر شـوراها ونـدوتها الـتي
أمـن الرجـال بهـا عثـار رجـال
وقفــت لـترجع وهـي أكـبر قـوة
فيهـا وموعـدها الصـباح التالي
يـا واهـب الـبيت الحرام عناية
ردتْ حنانـــاً قســوة الرئبــال
كنـت الشـفيع إليه بالصلة التي
عــزت علــى الأعمــام والأخـوال
ومحـوت بالحسـنى إليـه وبالندى
آثــار جــدِّك مــن قنـا ونصـال
فـي المغـرب الأقصـى السلام تعده
ولجيـــرةٍ خلـــف التخــوم وآل
وارحمتــاه لمصـر مـن زعمائهـا
وتفـــرُّق الأهـــواءِ والأميـــال
يتســابقون إلــى مـآربهم علـى
شــــلو القتيـــل ودارس الأطلال
شــيعاً وأحزابــاً ومـا جمعتهـمُ
محــن الزمــان وشــدة الأهـوال
يــدعون فيهــا بالجهـاد وإنـه
للجـــاه والألقـــاب والأمــوال
يتــداولون الحكــم غيـر منفـذٍ
مــن كــثرة التغييـر والإبـدال
لا تطمئن بهـــم مناصـــبهم ولا
تجــري سياســتهم علــى منـوال
وإذا أخ رضــى الوشـاية فـي أخ
فهــو الأحــق بطعنــة العــذال
أيكــون كــل فـتى لآخـر هادمـاً
ويريــد نجــوته مــن الزلـزال
ويــرد عاديــةً ويــدفع غــارة
واهــي العتــاد ممـزق الأوصـال
حريــة يرجــون أم رُجعَــى إلـى
ثقـــل القيـــود وشــدة الأغلال
يـا صـاحبَ الـوادي وجـامع شمله
ومؤلـــف الأضـــداد والأشـــكال
عـالجت أدواء الزمـان ولـم تضق
بعلاج داء فــي النفــوس عضــال
ورأيـت أفضـل مـن بصـيرة سـائر
بالســـيئات عمايـــة الجهــال
مـا للحمـى وبنيـه إلا مـا تـرى
مـــن حيلــة ووســيلة ومجــال
أنفــذ مشـيئتك المطاعـة فيهـمُ
عــف العزيمـة والقـوى والبـال
وارجـع إلـى ميـزان جـدّك موفياً
فــي حكـم مصـر وذلـك المكيـال
أخــذ الحكومــة مسـتقلاً عـادلاً
بــر الســريرة طــاهر الأذيـال
رفعـتْ إلـى النجـم البلادَ يمينُهُ
وتصــرف المقــدار فــي الآجـال
إن الـذي فـرض الثـواب مضـاعفاً
فـرض العقـاب الحـر غيـر مبـال
لـولا البصـيرة لـم يهن صعب ولم
تفتـــح مـــواضٍ معقلاً وعـــوال
بـالرأي تـدفع مصـر هـوج عواصفٍ
مــن حولهــا وتشــق شـم جبـال
وقع القصاص على الجناة فهي شفى
غـلَّ الغريـم الغاصـب المتعـالي
وهـل اكتفـى بـدماء أمسٍ أم رأى
أخـــذ البلاد بتهمــة الأطفــال
بغــيٌ عليهــا إن أصــرَّ ومنكـر
أن يســــتعيد سياســــة الإذلال
مـاذا يريـد القـادم الآتـي غداً
بعــد المــدل ببأسـه المختـال
تتســاءل اليــوم البلاد أراغـب
فــي هدنــة أو منــذر بقتــال
إنـي أخـاف بقـاءه مـن بعـد ما
رضـــى الجلاء وهـــم للترحــال
أوزارة الأحـرار نرجـو بعـد مـا
أبــت الوفــاق وزارة العمــال
واللّــه يعلـم أن قلبـك للحمـى
جــمُّ الشــجون مضــاعف الأشـغال
لـولا سياسـتك الرشـيدة لـم تضع
دعـوى الغريـم وفرصـة المحتـال
نِعـم الرجـال علـى البلاد كثيرة
وأجلهـــا للقـــائل الفعـــال
أقســمتُ بـالوادي وطيـب هـوائه
وبنيلـــه المتــدفق السلســال
إنـي الـوفيُّ بعهـد مصر وما أنا
للعهــد بالناســي ولا بالسـالي
ومهنِّـئُ الـوطن المقـدس وهـو في
حريــــةٍ ترضــــيهِ واســـتقلال
أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. ( له ديوان شعر - ط).