
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرى الشـاعرَ المِلحيَّ راحَ بنا صَبَّا
نباغضــُه عَمْــداً فيوســِعُنا حبَّـا
دعانـا ليسـتَوفي الثنـاءَ فأظلمَتْ
خلائقُ تســتوفي لِصــاحِبِها السـبَّا
تيمَّــمَ كَرخايــا فجــاد قلبُيهـا
عليـه ومـا شُربُ القليبِ لنا شُربا
وأحضــَرَنا محبوســةً طـولَ ليلِهـا
معذَّبــةً بالنــارِ مُســْعَرةً كَرْبـا
تحتَّـتَ مـن رَطْـبِ الذُّؤابَـةِ لحمُهـا
ومن يابسِ الحَبِّ الثقيلِ لها الحُبَّا
وســـاهرَها ليلاً يُضـــيِّقُ ســِجنَها
فلمـا أضـاءَ الصـُّبحُ أوسَعَها ضَرْبا
إذا مسـحَتْها الرِّيـحُ راحـتْ كأنما
تُمسـِّحُ مـوتَى كشـَّفَتْ عنهـمُ التُّربا
وداذنـةٍ تنهَـى الصـَّباحَ إذا بـدا
وتُفسـِدُ أنفـاسَ النَّسـيمِ إذا هَبَّـا
شـَرابٌ يُفـضُّ الطيـن ُعنـه إذا بدا
ثلاثــةَ أيــامٍ وقــد شـَبَّ لا شـبَّا
يُمـدُّ بـأطرافِ النهـارِ وما افتَرى
ولا كـانَ خِـدْناً للزُّنـاةِ ولا تِربـا
فلمــا تــراءَتْ للجميـعِ حبالُنـا
عجبــتُ لمضـروبَيْنِ لا جَنَيَـا ذَنبـا
السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له ، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء.فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة ( النسخ والتجليد )، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط)، و(المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ).