
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَمحـةُ البـارقِ مـن حيـثُ لَمحْ
طَمَحَــتْ للشــَّوقِ وَهْنـاً فطَمَـحْ
أَذكَرَتْنـا الجِيرَةَ الغادين من
برقـةِ الأبـرقِ والرَّكْـبَ الرَّوَحْ
والخيــامَ المُســْتَقِلاَّتِ ضــُحىً
بِظِبــاءٍ نزَحَــتْ فيمــن نـزَح
وتَـرى الكـارين مَغبوقـاً بـه
رَوَقُ الغيــثِ بــه أو مُصـطَبَح
وقُــرى دِجلــةَ تَطفــو فـوقَه
واضـحاتِ النَّهْـجِ مـا فيه وضَح
كــل خَفَّــاقِ الجَنــاحين إذا
فــارَقَته غَمْـرةُ المـاءِ جَنَـح
والرُّبـا مـن شاطئِ النَّهرِ إذا
ســَرَبَ المــاءُ عليــه وسـَرَح
واختيالُ الرَّوضِ في وَشْيِ الحَيا
واعـتراضُ الجـوِّ فـي قَوسِ قُزَح
وَطَــنُ اللَّهــوِ فَمـن مجروحـةٍ
دمعُهـا الـرّاحُ ودمـعٌ مُجتَـرَح
يُســلِمُ الــدمعَ عليـه نـازحٌ
لــو رآه أسـلمَ الـدمعَ قُـزَح
حَبَّــذا أحنــاؤه لا المُنحَنـى
وذُرى الطَّلْــحِ بــه لا مُطَّلَــح
حيــثُ تُـرْبُ الأرضِ مِسـكٌ راقـدٌ
فــإذا نبَّهــه القَطْــرُ نفَـح
ومَقــالُ الشـَّرْبِ للسـاقي أدِرْ
فَلَــكَ الـرّاح وللطـاهي بـرَح
يـا ابْنَ فَهْدٍ أنتَ لي جارٌ إذا
حــادثٌ أعضــلَ أو خَطْـبٌ فَـدَح
كـلُّ قـولي لـكَ مـا هـذا ندىً
حيــن قـولي لأُنـاسٍ مـا أشـحّ
أَربَـي أن أجلُـبَ الحمـدَ إلـى
يَعرُبـيّ الفخْرِ أو أُهدي المِدَح
وَهَــبَ المجــدُ لــه أوضـاحَه
فارتــداهُنَّ وللنَّــاسِ التَّـرَح
بـات يجـري والحيـا فـي طَلَقٍ
كلَّمــا كــلَّ مُجــاريه جَمَــح
هِمَّــةٌ إن شــامَها غاضـَتْ بـه
هِمَّـــةٌ إن رامَهــا لاحٍ ألــحّ
أصـلحَ اللـهُ لـكَ الـدَّهرَ فقد
أصــلحَتْ يُمنـاك دهـري فصـَلُح
هــو عَيــشٌ عــادَ فـي صـِحَّتِه
وهلالٌ عـــادَ للســـُّقْمِ شــَبَح
وصـــَيامٌ أزعجَـــت بـــارحَه
سـانحاتٌ الفِطـرِ مـن حيثُ سَنَح
وريــاضٌ تُجتَلــى فــي طَــرَفٍ
نظــمَ القَطْــرُ حِلاهــا ومَلُـح
فـــإذا مــرَّ بهــا مُرتَجِــزٌ
عـاد فيهـا هَـزِجَ الصـَّوتِ أبَحٌ
فـالبَسِ البُـردَ الذي منه ضَفا
وادخلِ البابَ الذي منه انفَتح
واقتــدِحْ نـارَ سـرورٍ زَنْـدُها
حيـنَ يخبـو وجـهُ سـاقٍ وقَـدَح
بيـنَ أوتـارٍ إذا ما اسُتنطِقَتْ
نُثِــرَ العُنَّـابُ فيـه والبلَـح
وإذا ازدَدْتَ لشـــيء فَرَحـــاً
فليَــزِد شــانيكَ هَمّـاً وتـرَح
السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له ، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء.فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة ( النسخ والتجليد )، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط)، و(المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ).