
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَ أُقحُوانــاً أَرَتْــهُ أم بَـرَدَا
غَيــداءُ يهــتزُّ عِطْفُهـا غَيَـدا
رَنَــتْ إليــهِ بِطَــرْفِ خاذِلَــةٍ
ضـَعيفَةِ الطَّـرْفِ تُضـْعِفُ الجَلَـدا
لـو وجَـدَتْ للفِـراقِ مـا وَجَـدا
لافتقَـدَتْ نومَهـا كمـا افتَقَـدا
لا تَلْــحُ صــبّاً علــى صـَبابَتِه
وإنْ رأى الغَـيَّ في الهوى رَشَدا
فلــم تَــزَلْ للفِــراقِ غائِلَـةٌ
تَلَـذُّ فـي المَـوْرِدِ الـذي وَرَدا
لـو كَفَّ يومَ الفِراقِ أمعَنا الصَ
بْــرُ كُفِينــا المَلامَ والفَنَـدا
إلفـانِ لـم يَألَفا الصُّدودَ ولم
يَسـَتْبدِلا مـن كَراهمـا السـَّهدَا
أذَلَّ عِـــزُّ النَّــوى عَزاءَهُمــا
وبيَّـنَ الـبينُ منهمـا الكَمَـدا
ســِرْنا بآمالِنــا إلــى مَلِـكٍ
يُســَرُّ بالآمِــلِ الــذي وفَــدَا
مُستَيْقِظُ الرأيِ والعزيمةِ ما اس
تَيْقَـظَ طَـرْفُ الزَّمـانِ أو رَقَـدا
فلاحَ رَوْضُ النَّســـيمِ مُبتَســـِماً
وفــاضَ بَحْــرُ السـَّماحِ مُطِّـرِدا
مَـدَّ ابـنُ فَهدٍ إلى العُفاةِ يداً
كفَـتْ مـن الـدَّهرِ سـاعداً ويَدا
فــاضَ علـى آمِليـه منـه حَيـاً
أنفَــدَ آمــالَهمِ ومــا نَفَـدا
والغَيــثُ واللَّيـثُ والهلالُ إذا
أقمــرَ بأســاً ونَجــدةً ونَـدَى
خلائِقٌ منــــه غَضـــَّةٌ تَرَكَـــتْ
خَلائِقَ الـــدَّهرِ غَضـــَّةً جُــدُدا
وهِمَّــةٌ مــا تَطأطـأَتْ هِمَـمُ ال
أَقــوامِ إلاّ ســَمَتْ بــه صـُعُدا
مـــا بَعُـــدَتْ للعَلاءِ مَنزِلَــةٌ
إلاَّ أرتْـــهُ بُعادَهـــا صــُعُدا
نـاسٍ مِـنَ الجُـودِ مـا يجودُ به
وذَاكِــرٌ منــه كُـلَّ مـا وَجَـدا
بـذلتُ وجـدي مـن الثنـاءِ لِمَنْ
يبـذُلُ فـي المكرمـاتِ ما وجدا
أغــرُّ يُغريــه بالنَّــدى خُلُـقٌ
رَدَّ بــه الجُـودَ بعـدَما فُقِـدا
يَحُــلُّ مـا يَعْقِـدُ الزَّمـانُ ولا
يَحُـلُّ صـَرْفُ الزَّمـانِ مـا عَقَـدا
ســَلِمْتَ للمجـدِ يـا سـلامةُ مـا
غـــرَّدَ حــادٍ لرِحْلَــةٍ وَحَــدا
قَضــيْتَ حــقَّ الصـيِّامِ مُجتَهِـداً
فَرُحْــتَ بــالأجرِ منـه مُنفـردا
وشــرَّدَ الهــمُّ عــن مــواطِنِه
عيـدٌ أعـادَ السـُّرورَ إذ شـَردا
فاسـعَدْ بِـدُنْيا بَـدَتْ محاسـِنُها
منــكَ فأعطَتْــك عيشــةً رَغَـدا
ومِدْحَـةٍ ثُقِّفَـتْ فلـم يَـدَعِ الـتْ
ثقَيْــــفُ مَيْلاً بهـــا ولا أَوَدا
أمــاتَتِ الحاســدين مـن أسـَفٍ
وغــادَرَتْ أَوْجُـهَ العِـدا رُبُـدا
السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له ، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء.فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة ( النسخ والتجليد )، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط)، و(المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ).