
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لنـا قَهـوَةٌ في الدَّنِّ تمَّتْ شهورُها
فرقَّــتْ حَواشـيها وأشـرقَ نُورُهـا
يُحيَّيــكَ بالمِسـكِ الـذَّكيِّ دُنُّوهـا
ويلقـاكَ بالبِشـْرِ الجميلِ بَشيرُها
وقـد كَتَبْـت أيدي الرَّبيعِ صحائفاً
كـأنَّ سـُطورَ البَـرقِ حُسناً سطورُها
فمِـن رَوْضـَةٍ سـارٍ إلينـا نسيمُها
ومـن مُزْنَـةٍ مُرخـىً علينا سُتورُها
وغرفتُنـا الحسناءُ قد زادَ حُسنُها
بــزائرةٍ فـي كـلِّ عـامٍ تَزورُهـا
بمُبيَضــَّةِ الأحشـاءِ سـودٍ ظُهُورُهـا
مُزَنَّــرةِ الأذنــابِ حُمْـرٍ نُحورُهـا
مُرَفرِفَــةٍ حـولَ الـبيوتِ وفودُهـا
مُحَلِّقَــةٍ حَــولَ السـُّقوفِ وكورُهـا
لهُــنَّ لغــاتٌ مُعْجِمــاتٌ كأنَّهــا
صـَريرُ نعـالِ السـِّبتِ عالٍ صريرُها
تُجاورنُــا حــتى تَشــِبَّ صـِغارُها
فيَلحَـقُ فينـا بـالكَبيرِ صـَغيرُها
فزُرْنـا ترَى اللذَّاتِ بِيضاً وُجوهُها
مُحبَّبَـــةً رَوْحاتُهـــا وبُكورُهــا
وبادِرْ إلى الرَّاحِ التي أنتَ خُلُّها
فقـد قـامَ سـاقينا الأَغَرُّ يُديرُها
السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له ، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء.فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة ( النسخ والتجليد )، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط)، و(المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ).