
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ليــسَ التجلُّــدُ شــِيمَةَ العُشـَّاقِ
إلا إذا شـــِيبَ الهَــوى بنِفــاقِ
عُـدْ بالمُـدامِ علـى سـَليمِ زَمانِه
إن المُــدامَ لــه مـن الـدِّرياقِ
بكـراً أضـافَ إلـى مَحاسـِنِ خَلقِها
قَـــرعُ المِــزاجِ مَحاســِنَ الأَخلاقِ
وأعـوذُ مـن شـَرْقِ البلادِ بِغَرْبِهـا
فــأؤُوبُ مــن وَصـَبٍ إلـى إخفـاقِ
مثــلَ الهِلالِ أغَـذَّ شـَهْراً كـامِلاً
فرَمـــاه آخــرُ شــَهْرِه بمَحــاقِ
سـَفَرٌ رَجَوْتُ به النَّهايةَ في الغِنَى
فبلغـــتُ منـــه نِهايــةَ الإملاقِ
ولكَـمْ طَلَعْـتُ علـى الشـآمِ فنفَّسَتْ
شــِيَمُ الأميــرِ التغلـبيِّ خنِـاقي
جَــدَّدْتَ أخلاقَ المَكــارِمِ بعــدَما
أشـــفَتْ خَلائِقُهـــا علــى الإخلاقِ
وفَعَلْـتَ فـي نُوْبِ الحَوادِثِ مثلَ ما
فَعَلَـــتْ ظُبــاكَ بمَعْشــَرٍ مُــزَّاقِ
وملَكْـتَ بـالمِنَنِ الرِّقـابَ وإنَّمـا
مِنَــنُ المُلــوكِ جَوامِـعُ الأعنـاقِ
المجــدُ مـا سـَلِمَتْ خِلالُـكَ سـالِمٌ
والجُـودُ مـا بَقِيَـتْ يَمينُـكَ بَاقي
علَّمْتَني النَّظرَ المديدَ إلى العُلى
مـن بَعْـدِ مـا أَلِفَ العِدا إطراقي
فكأنَّمــا أســطو لشـَزْرِ لـواحظي
بِظُبــاً علـى كَيْـدِ العَـدُوِّ رِقـاقِ
فَلأجلِبَـــنَّ إليــكَ كــلَّ غَريبَــةٍ
تُضـْحى الكِـرامُ لهـا مـن العُشَّاقِ
السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له ، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء.فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة ( النسخ والتجليد )، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط)، و(المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ).