
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا قـال أَوَّهْ لفقـده واهَـا
كمســـتريحٍ لقـــوله آهَـــا
تَبَــرَّمُ النفِــس مـن بلابلهـا
يُفْســد إقرارَهــا ودعواهــا
إن يَحْجُبـوا وصلَها فما حجبوا
عنِّــي سـُرَى طيفهـا وذكراهـا
بعيــدةُ الـدّار وهـي دانيـةٌ
منّــي علــى بعـدها ومَنْآهـا
فـي نـاظر القلـب شخصُ مَرْآها
وفـي صـميم الفـؤاد مَثْوَاهـا
غَــرّاء للِّـدعْصِ مِلـءُ مِئْزَرِهـا
وللقضــيب الرَّطيــب أعلاهــا
أعـارِت الـراحَ لـونَ وجنتهـا
وطَبْــعَ ألحاظهــا ومعناهــا
فـالخمرُ لـو لم تكن كمقلتها
فـي الطّبْع ما أسكرتْ نَدَامَاها
وليلــةٍ بتُّهــا علــى طَــرَبٍ
آخِرُهــــا مُشـــْبهٌ لأُولاهـــا
أُقبِّــل الـبرقَ مـن تَرائبهـا
وألْثَــمُ الشـمسَ مـن مُحيّاهـا
ســَقَتْنِيَ الـرّاحَ وهـي خـدّاها
بـأكؤس اللّحـظ وهـي عيناهـا
إذا أرادت مزاجهـــا جعلــت
بـآخر اللحـظ فـي فمـي فاها
فيــا لَهــا قهــوةً معتّقــةً
وليــس إلاّ الخــدودَ مأواهـا
حَبابُهـا الثَّغْـرُ حين تُمْزَجُ لي
ونَقْلُهـا اللَّثْـمُ حيـن أُسْقَاها
تخالُهـا الشـمسَ فـي تَلأْلُئهـا
لا بـل تخـالُ الشـموس إيّاهـا
سـَل الصـِّبا والأنـامَ عن شِيَمي
والمجـدَ عـن راحـتي وجَدْواها
ألســتُ أُعطِـي العُلاَ حقائقهـا
منّـي وأُجـرى اللّـذّاتِ مُجْراها
وإن تَــدِب الخُطــوبُ جامحــةً
لَقِيتُهــا لا أخــاف عُقْباهــا
ومــن عيـون الظِّبـا تَسـْحَرُني
أضـــعفُها لحظــةً وأضــناها
ولسـتُ أَرضـَى مـن الأمـور بما
لا أجــد المكَرْمُــات ترضـاها
واسـمَعْ فعنـدي مـن كلّ صالحةٍ
ألطَــفُ أســرارِها وأخفاهــا
لا أدّعـي الفضـلَ قبل يشهدُ لي
بـه أدانـي الـدُّنَا وأقصـاها
ولا أرى لـي علـى الصديق يداً
تُفْســِدُ إنعامَهــا بنُعماهــا
مــن أصــطفاني بــودّه فلـه
عنـدي يَـدٌ كالجبـال صـُغراها
للــه أيّامُنــا الـتي سـَلَفتْ
بـدار حُـزْوَى مـا كـان أحلاها
فالقَصـْرِ من صيرة الملوك إلى
أعلــى رُباهــا إلـى مُصـلاّها
إذ نَجْتَنِـي اللهو من أصائِلها
والعـزَّ مـن فجرهـا ومَغْـداها
إن عَرَضـــَتْ لـــذَّةٌ مَلكاهــا
أو صـــَعُبت خُطَّــة حَوَيناهــا
أو يممَّتْنــا تــروم نُصـْرتنا
صــارخةٌ باســمنا حَميْناهــا
وإن رَمتْنـا الخُطـوبَ عـن عُرُضٍ
فــــاضَ نــــزارٌ فَجلاّهــــا
المُطْفـئ الحـرب كلّما أضطرمتْ
وفـارسُ الخيـل حيـن يَلقاهـا
كأنّمــا الـدهرُ مـن مخـافته
يُعَــلّ بــالخَمر أو حُمَيّاهــا
بـذَّ الملـوكَ الألـى فغادَرهـا
تَـــذُمّ ســلطانَها وعَلْياهــا
قَصــّر عنـه اقتـدارُ قيصـرها
وجــاز ســَابُورَها وكِســْرَاها
وفــات فَيْرُوزَهــا ورُســْتَمَها
وزاد عــزًّا علــى جُلُنْــدَاها
لكــلّ مَلْـكٍ مـن الـورَى شـَبَهٌ
ومــا أرى للعزيــز أشـْباها
أقـول يـا مالـكَ الملوك ولا
أقــول فــي مـدحه شَهِنْشـاها
سـعى وطـال النجـومَ مَبتَـدِئاً
بهمّـــةٍ يَســـتقلّ مَســـْعاها
نفــسٌ كـأنّ السـماءَ مسـكنُها
وهِمّـــةٌ كالزمــان أدناهــا
لـم يَسـَعِ الـدّهرُ حيـن حلّ به
صــُغْرَى عُلاَه فكيــف كُبْرَاهــا
خلافــةٌ أصــبح الزمـانُ لهـا
مســْتخَدم السـَّعْي مـذ تولاّهـا
تَنْهــاهُ عــن بطشـه وتـأمرُه
وليــس يَســْطِيعها فيَنْهاهــا
يـا مَلِيكـاً يفخَـر الفَخَارُ به
منَّــا علــى حيّهـا ومَوْتاهـا
وتســـتقِلّ الملــوك عِزّتَهــا
إذا رأتْ عــــزّة ودنياهـــا
ولــو تبــدّت لهــا ســجيّتُه
مــا حمَــدتْ بعـده سـَجَاياها
لــو أمَّــهُ مـن عُفـاته أحَـدٌ
يقــول هَـبْ لـي عُلاكَ أعطاهـا
ليســت بنــاسٍ لَوعْــدِه وإذا
جــاد بنُعمـاه فهـو ينسـاها
إن أخلـف الغيـثُ بـات نائلهُ
يَخْلُـــف أنــواءه وســُقْيَاها
مُفْـترِقُ الحـالتين مُجْتمِـعُ ال
آراء فــي ســَلْمها وهَيْجاهـا
دانـت لـه الأرضُ والعبادُ معاً
والـوحشُ فـي وَعْرهـا وصحْرَاها
فهــو لسـان التُّقَـى ومقلتُـه
وهــو يميــن العُلا ويُسـَراها
صــُور مـن جـوهر النبـوّة إذ
كـان الـورى طينـةً وأمواهـا
فَمــنْ يُطِعْــه يفُــزْ بطـاعته
ومـن عصـاه فقـد عَصـَى اللـهَ
خُـذْها تُباهِي بها الملوكَ فما
جــاء بهــا مالـكٌ ولا بَـاهَى
لا ســيّما مــن أخـي مُحافَظـةٍ
حـاز بهـا المَكْرُماتِ والجاها
هذا ولم تَحْوِ من مَناقبك الغرْ
رِ ســوى بعــض عُشـْر أجزاهـا
مجـدك يَسـتغرِق الثنـاءَ ولـو
كـان الـورى ألْسـُناً وأفواها
تميم بن المنصور بن القائم بن المهدي الفاطمي، أبو علي. أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، فربي في أحظان النعيم، ومال إلى الأدب، فنظم الشعر الرقيق، وكان فاضلاً.لم يل المملكة لأن ولاية العهد كانت لأخيه نزار ، وتوفي بمصر.له ( دبوان شعر ـ ط)