
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شَرى البرقُ فالتاعَ الفؤادُ المُعَذَّبُ
وحـار الكَرَى في العين وهْو مُذَبْذَبُ
أرِقـتُ لهـذا البَـرْقِ حـتى كأنّمـا
شــَرَى فبــدَتْ منـه لعينـيَ زينـبُ
يَلـوح ويَخْبـو فـي السـماء كـأنّه
ســيوفٌ بأرجــاء الســماء تُقَلِّـب
شَرى قبلَ صَبْغ الليل بالحلَكَ الرُّبَا
ووافَـى وقـد كـاد الصـباحُ يُثَـوِّب
يَـؤُمّ رَعِيـلَ الغَيْـم عَمْـدًا وإنّمـا
يــؤمّ خيــالاً مـن سـُلَيْمَى ويَجْنُـب
وإلاّ فلِــمْ وافَــى كــأنّ نســيمه
ومــا فيـه طِيـبٌ بـالعبير مُطَيَّـب
ولـم جـاء والطّيفَ المُعاوِد مَضْجَعي
معــاً ومضـى لمّـا مضـى المتـأوِّب
وأنَّـى اهْتـدى طيـفُ الخيال ودونَه
مــن البِيــدِ مجهـولٌ ودَوٌّ وسَبْسـَبُ
فَواصـَلَني تحـت الكَـرَى وهـو عاتِبٌ
ولـولا الكـرى ما زَارَني وهو يَعْتِب
وبــات ضـجيعي منـه أَهْيـفُ نـاعِمٌ
وأدْعَــجُ نَســْوانٌ وأَلْعَــسُ أَشــْنبَ
كـأنّ الـدجَى مـن لون صُدْغَيه طالِعٌ
وشـمسُ الضـُّحَى فـي صَحْن خَدَّيْه تَغْرُبُ
فلّمـا أجـابَ اللّيـلُ داعـيَ صـُبْحه
وكـــادتْ ثريّــا نَجْمِــه تَتَصــوَّب
ثَنَـى عِطْفَـه لمّا بدا الصّبحُ ذاهباً
ومـا كـاد لـولا طالعُ الصبح يذهب
إلـى اللـه أشـكو سـِرَّ شوقٍ كتمتُه
فنــمَّ بـه واش مـن الـدّمع مُعْـرِب
وإنــي لألقَــى كــلَّ خَطْـبٍ بمهجـةٍ
يهــون عليهــا منـه مـا يَتَصـعّب
وأستصـحِبُ الأهـوالَ فـي كـلّ مـوطنٍ
ويُمْـزَجُ لـي السـّمّ الـذُّعاف فأَشْرَبُ
وأُغضـي علـى مِثـل الأسـِنّة صـابراً
ولـو شـئتُ لـم أصبِرْ وللسيف مَضْرب
ولســتُ بإقبــالٍ وإن سـَرّ فارحـاً
ولا مـن عجيـبِ يُعْجِـبُ النـاسَ أعْجَب
لأنّــي بلــوتُ الـدهر ثـم علمتُـه
وجرّبـتُ مـا لـم يَلْـقَ قبلـي مُجَرِّب
كـثيرُ الغِنَـى بالعقـل فخـرٌ وإنه
لـذي الجهـل مُخْـزٍ بالحياة ومُتْعب
سَيصـْحَبُ نَصـْلِي مـن يُـرى مثـلَ حَدّه
ويَحْمَـد صـحبي شـيمتي حيـن أَصـْحَب
ومــا الحـرُّ إلاّ مـن تَـدرّع عَزْمَـه
ولــم يــك إلاّ بالقنــا يَتَكســّب
فــإنّ القنـا فيهـا لـديّ فسـيحة
وفـي السـيف عن دار المَذلّة مَهْرَب
أَأَســأل حظًــا مـن لئيـم ومُقْـرِفٍ
وأخْضــَعُ للنِّكْــسِ البخيـل وأطلـبُ
وأتُـرك بِيـضَ الهنـد وهـي شـوافِعٌ
إذا جُــرِّدت فــي حاجــة لا تُخَيَّـبُ
ومــالي أخـاف الحادثـاتِ كـأنّني
جهـولٌ بـأنّ المـوتَ مـا منه مَهْرَبُ
إذا لـم أَرِدْ وِرْدَ المنايا مُخاطِراً
بنفســي فلا جُنِّبــتُ مــا أتجَنّــب
ســأَثني دَراريَّ النجــوم وأَنْثَنـي
وأَعْطِــفُ أطــرافَ الرِّمـاح وأركـبُ
وأحمـل مـا بيـن المَهالـكِ حَملـةً
يعـود بهـا روضُ المُنَـى وهو مُخْصب
وإلاّ فمــا لــي مـن أئمَـة هاشـمٍ
ولا لِــيَ فـي الـدَّهماء جَـدٌّ ولا أبُ
خليلـيَّ مـا في أكؤِس الرّاح راحتي
ولا فـي المَثـاني لـذّتي حين تُطْرِبُ
ولكنّنــي للمجــد أَرتـاح والعلا
وللجــود والإعْطـاء أصـبو وأَطـرَب
وللحلـمِ يـومَ البطـش منّـي حَمِيّـةٌ
وللحِفْــظ يـوم الغَـدْرِ فـيّ تَغضـُّب
ومَـنْ بيـن جَنْـبيه كنفسـي وهمّـتي
يَــروح لـه فـوق الكـواكب مَـوْكِب
ومـن أيـن لا أغـدو ولـي كّل مَفْخَرٍ
يَضـِيقُ افتخـار النـاس عنه ويُحْجَبُ
ولـي مـن نِـزَارٍ لُحْمَـةٌ شـدَّ نَسْجَها
مَعَــدٌّ ويَحْــويني وإيّــاه مَنْصــِب
وقُرْبَـي تراضـَعْنَا جميعـاً لِبانَهـا
وصــِنْوٌ إذا عُــدّ الإخــاء ومَنْسـبُ
فلا يتّهمنــي الحاســدون ببغيهـم
فعِــزِّيَ مــن عِــزّ العزيـز مُرَكـبُ
إمــامٌ لـه مـن كـلّ نفـس مُراقِـبٌ
وفــي كــلّ أرض عقـدُ عـزّ ومِقْنَـبُ
محبّتــه حتــمٌ علــى كــلّ مسـلمٍ
وطــاعتُه فــرضٌ مـن اللـه مُـوجَبُ
كـأنّ العطايـا والمنايـا نوافِـلٌ
يجـود بهـا فـي حيـن يَرْضَى ويَغْضَب
رفيـعُ المعـالي فـي العيون مُعَظَّمٌ
كريـمُ السـجايا فـي النفوس مُحَبَّب
أّلـذَ مـن الشـهد المُصـَفَّى مـذاقُه
وأطيـبُ مـن نيـل الأمـاني وأَعْـذب
وأمضـَى مـن المِقـدار عَزْماً وبَطْشةً
وأوســعُ لِلأيّــام صــَدْراً وأَرْحَــبُ
مــآثِرُه فــي حَلْبـة الفخـر سـُبَّقٌ
وتـدبيرهُ فـي ظُلْمـة الليـل كوكبُ
وآراؤه يـــومَ اللِّقــاء نوافِــذٌ
مَــواضٍ إذا كـلّ الحديـدُ المُضـَرَّبُ
هينئاً لـك الأعيادُ يا عيدَها الذي
بـه يُمْنَـح العـزُّ المنيـعُ ويُـوهَبُ
وملــءُ فضــاء الأرض حولـك صـاهلٌ
وأســـمرُ خَطِّـــيٌّ وعَضـــْبٌ مُشــَطًّب
فَســِرتَ بهــم مُسْتَعْصــِماً بسـكينةٍ
كأنــك مــن لُبْـس التقـى مـترقّب
وقمـتَ بهـم في مِنْبَر المُلك خاطباً
بمـا لـم يَقُـمْ مَلْـك سـواك ويَخْطُب
وأفصــحتَ حــتى ليــس إلاَّكَ مُفْصـِحٌ
وأســْهبتَ حــتى ليــس إلاّكَ مُسـْهِب
تُبَشـــِّر طَــوْرا بــالإِلهِ وتــارةً
تُخَـــوِّف مـــن عِصــْيانه وتُرَهِّــب
بَيانـاً ووعظـاً قـد تَناهيتَ فيهما
كأنّــك لــم يَســبِقْك قُـسٌّ ويَعْـرُبُ
وأَثبـتَّ فـي الأسـماع برهـانَ حكمةٍ
يُقَصــِّر عنهــا مـن يقـول ويُطْنِـب
لأنّــك فــي بحــر البلاغـة مُغْـرَق
وفــي سـاحَتَي أرِض النبـوّة مُنْجِـب
لَيهْنِــك أنّ الفضــَل أجمــعَ كلَّـه
إليـك أبـا المنصـور وَحْـدَك يُنْسَب
وأنـك أنـتَ المصـطفى المَلِكُ الذي
بطـــاعته مِـــنْ ربّنــا نتقــرّب
ولـولاك كـان المُلْـكُ في غير أهله
وكـان علـى أُفْـقِ الشـّريعة غَيْهَـب
عليـك صـلاةُ اللـه مـا طلعَ الضُّحى
ومــا حــنّ للأوطــان مـن يَتغَـرَب
تميم بن المنصور بن القائم بن المهدي الفاطمي، أبو علي. أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، فربي في أحظان النعيم، ومال إلى الأدب، فنظم الشعر الرقيق، وكان فاضلاً.لم يل المملكة لأن ولاية العهد كانت لأخيه نزار ، وتوفي بمصر.له ( دبوان شعر ـ ط)