
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ولـى صـاحب لا يُمْـرِضُ العقـلَ جهلُـه
ولا تَتـأذّى النفـس منـه ولا القلـبُ
إذا قلـتُ لا فـي قصـّةٍ لـم يقل بَلى
وإن قلـتُ أصـبو قال لا بدّ أن أصبو
وإن قلـت هـاكَ الكـأسَ قال مبادرِاً
ألاَ هاتِهـا طـابَ التَّنـادُمُ والشـُّرب
ســريعٌ إذا لبّــى صـبورٌ إذا دَعـا
يهَـون عليـه فـي رضـا خِلّـه الصَّعْب
غـدوتُ بـه يومـاً إلـى بيـت حانـةٍ
وللغَيــم دمـعٌ مـا يكُـفّ لـه سـكب
وقــد نَفَحـتْ رِيـحُ الصـِّبا بمَنـافِسٍ
عَبِيرِيّـة الأنفـاسِ طـاب لهـا التُّرْب
فأَفْضــَى بنــا الإدْلاَجُ بعــد تَعسـُّفٍ
إلــى زَوْلـةٍ شـَمْطاءَ مَنزِلهُـا رَحْـبُ
مُزنَّـــرةٍ أمّـــا أبوهــا فقيصــرٌ
وحَســْبُك مَلْــك جَــدّه قيصــرٌ حَسـْب
قُصــــَيريّةٌ ديريــــة هِرْقْليّــــةٌ
تقاصـَر منها الخطو واحدَوْدب الصُّلْب
وقــالت لنــا أهلاً وسـهلا ومرحبـاً
وقَـلّ لكـم منِّـي البشاشـة والرّحْـب
مَنَ أنْتُمْ فقلنا عُصْبةٌ من بني الصِّبا
دعـاهم إليكِ القَصْفُ والعَزْف واللِّعْب
فقـالت على اسم اللهِ حُطّوا رِحالَكم
فعندي الفتاة الرُّؤدُ والأَمْرَدُ الرَّطْب
وراحٌ نفَــى أَقْـذاءَها طـولُ عمرهـا
فجـاءتْ كمـا يُـذْرِي مَـدامِعَه الصـَّبُّ
أَرّق إذا رَقْرقتَهـــا فــي زجاجــة
وألطَــفُ مـن نَفْـسٍ تَـداولَها الحـبُّ
كَــأنّ ســِرَاجاً فــي تَـرائب دَنّهـا
إذا أقبلـتْ مـن ليلـة الـدّنّ تَنصَبّ
فقلنــا لهـا هـاتي بهـا وتَعجَّلـي
ولا يــك فيمـا قلـتِ خُلْـفٌ ولا كِـذْب
فجــاءتْ تَجــرُّ الـزِّقَّ نحـوي كـأنه
علــى الأرض زِنجِـيٌّ بلا هامـةٍ يحبُـو
فلمّـا مزَجناهـا بـدا فـوق رأسـها
حَبـابٌ كمـا يَنْسـابُ مـن سِلْكه الحَبُّ
وطـافت بهـا هيفـاءُ مُخْطَفـةُ الحَشا
مَعَاطفُهــا ســلْمٌ وألحاظُهــا حَـرْبُ
تَمايَـــل رِدْفاهــا وأْدْرِج خصــرُها
ليَانـاً ولطفـا مثل ما تُدْرَج الكُتْب
شـكا كَشـْحَها الزُّنّـارُ ممّـا يُجِيعـه
وضـاق بهـا الخَلْخـالُ وامتلأ القُلْب
أغـارُ علـى أعطافهـا كلَّمـا انثنت
مـع الكـأس أو فـدَّى ملاحتَها الشّرْب
أحلّـت لـي الصـهباءُ تَقْبيـلُ وجهها
ومـا كـان قبل السُّكْرِ في لثمِه عَتْب
كــأنّي وقــد أضــجعتُها وعلوتُهـا
مـن الشـكل رَفْـعٌ تحـت ضـمّته نَصـْبُ
ومــا فَــضّ لامِــي صـادَها بجنايـةٍ
ســوى قولِهـا إن المسـيح لهـا رَبُّ
فلمّــا أغــاظتنِي بإظهـار كُفْرهـا
ذَببْـتُ عـن الإسـلام إذ أمكـن الـذّبُّ
وضـــرَّجتُ فخْــذَيْها دَمــاً بمصــمِّمٍ
تُقِـرّ لـه البِيـضُ المهنَّـدةُ القُضـْب
وقلـــت لهــا أَرْماحُنــا عَلَويّــة
تَقُـدّ تِـراس الـرُّوس إن طعَنـت عُـرْب
فمــا تَرِحـت حـتى أنـابتْ وأسـْلَمتْ
فهـل لـيَ فـي فَتْكِ بها بعد ذا ذنب
أبـا حسـنٍ هـاك المُدامـةَ واسـقِني
فقد شاب رأسُ الشَّرْق وأحلَوْلَكَ الغربُ
كــأنّ الثريّــا فــي مُلاءِة فجرِهـا
مَصـابِيحُ إلاّ أنّهـا قـد بـدتْ تَخْبـو
ســلامٌ علـى دَيْـر القُصـَيْر ومرحبـاً
بــه فَلَــهُ مِنّـي التَّخصـُّص والقـرب
فكــم لــذّةٍ فيــه قضــيتُ وغُلــة
شـــَفيتُ ولا واشٍ علنيــا ولا شــَغْب
منـازلُ يَسـْتنّ الصـَّبا فـي عِراصـها
ويَعْـذُب فيهـا مـاءُ ديمتهـا العذب
تميم بن المنصور بن القائم بن المهدي الفاطمي، أبو علي. أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، فربي في أحظان النعيم، ومال إلى الأدب، فنظم الشعر الرقيق، وكان فاضلاً.لم يل المملكة لأن ولاية العهد كانت لأخيه نزار ، وتوفي بمصر.له ( دبوان شعر ـ ط)