
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا حـان مـن شـمسِ النهـار غُـروبُ
تـــذكَّرَ مشـــتاقٌ وحـــنّ غَريـــبُ
أَلا أَبْلِغـا القَصـْرَيْن فـالمَقسَ أنّني
إليهـــنّ مُـــذْ فــارقتُهن كئيــب
إلـى ساحتَيْ دَيرِ القُصَيْر إلى الرُّبا
فمِصــْرِهما حيــث الحيــاةُ تَطيــب
منـازل لـم يُلْبَسْ بها العيشُ شاحباً
ولــم تُلْــفَ فيهـنّ الخطـوبُ تَنـوب
هي الوطن النّائي الذي لم تزل لنا
نفـــوسٌ إليـــه نُـــزّعٌ وقلـــوب
إنّـي لأَهْـوى الرِّيـحَ مـن كلّ ما بَدَا
بريّــاه مــن ريـح الشـَّمال هُبـوبُ
ومــا بلـدُ الإنسـان إلاّ الـذي لـه
بـــه ســـَكَنٌ يَشـــْتاقه وحـــبيبُ
إلـى اللـه أشـكو وَشـْكَ بَيْنٍ وفُرقةٍ
لهــا بيـن أَثْنـاء القلـوب نُـدُوب
تُـرى عنـدهم علـمٌ وإن شـَطَّت النّوَى
بــأنّ لهــم قلــبي علــيّ رَقيــبُ
لهـم كَبِـدي دونـي وقلـبي ومُهْجَـتي
ونفســي الـتي أَدْعـو بهـا وأُجِيـب
فآيَـــةُ حُزْنـــي لوعــةٌ وصــبابة
وعُنـــوان شــوقي زَفْــرةٌ ونحيــب
ومــا فارَقونــا يَرْتَضـُون فِراقَنـا
ولكـــنْ مُلِمّــاتُ الزمــانِ ضــُروبُ
لهــم أنْفُـسٌ مَرْضـَى يقطِّعهـا الأسـَى
علينـــا وأكبــادٌ تكــادُ تــذوب
فلِلشــَّوق فـي الأكبـاد منهـنّ رَنّـةٌ
وللــدّمع فــي روض الخُـدود سـُكُوبُ
سيَشـْفِين داءَ العبـد بالقرب عاجلاً
ويَعْلَمْـــنَ أنّـــا بالنجــاح نئوب
وأنّ ظنــونَ النــاس إفــكٌ وباطِـلٌ
وظَـــنُّ أميــرِ المــؤمنين مُصــِيب
تَـداركَ نصـرَ الدِّين من بعد ما وَهَتْ
دَعـــائِمهُ فارتـــدّ وهــو قشــيب
رحيــل رأى فيــه السـعادةَ وَحْـدَه
وأكثَـــرَ فيـــه طـــاعنٌ وكــذُوبُ
فأَمْضــاه لَمّـا أن أشـاروا بتَرْكـه
وكلُّهـــم ممّـــا أتـــاه هَيُـــوب
يَسـير بـه قلـبٌ علـى الخطـب قُلَّـبٌ
وصــدرٌ بمـا تَعْيَـا الصـدورُ رَحيـبُ
فخـابوا ومـا إن خيَّـب اللـه ظنَّـه
وللـــه فيمـــا أنكــروه غُيــوب
وحــلَّ ديــارَ المـارِقين فأصـبحوا
وكلُّهـــم خوفـــاً إليـــه مَنِيــب
كــــأَنّهمُ إذ عـــايَنوه مُصـــَمِّماً
هَشـــِيمٌ أطـــارَته صــَباً وجَنُــوبُ
بــــدا لهــــمُ إمــــاٌ مَؤَيَّـــدٌ
عزيـــزٌ لأثبــاجِ الخطــوب رَكُــوب
فلــم يَجِـدوا غيـر الإنابـةِ حِيلـةً
ولـو قَـدَروا مـا أذعنـوا لِيَتوبوا
ومـا كـان فيهـا جيشـَه غيـرُ نفسه
وعـــزمٌ أكـــولٌ للخطــوب شــَرُوب
يُؤَيِّــــده رأيٌ يلــــوح نجـــاحُه
كمــا لاح عَضــْبُ الشــَّفْرَتيْنِ قَضـِيب
حَـويْتَ أبـا المنصـور وَحْـدَكَ فَضْلها
ومــا لامــريٍ فيهــا سـواك نصـيب
كـذا فليَقُـمْ بالمجد من كان قائماً
ويَبْــنِ العُلاَ مَــنْ راح وهـو نجيـب
نهضــتَ بهـا إذ أَعْجـزتْ كـلَّ نـاهضٍ
ومُـــزْنُ رَدَاهــا يَنْهَمِــى ويَصــُوب
وقـــد ملأتْ أرضَ الشــّآم وقائِعــاً
قبـــائلُ مـــن مُرَّاقهــا وشــُعوب
جليـدَا الحشـا والقلـبِ حين تَمزَّقت
مــن الخــوف شــُبَّانٌ هنـاك وشـِيبُ
عقَـدْتَ بهـا عِـزَّ الخلافـة بعـد مـا
بــدا فــي نواحيهـا ضـَنىً وشـُحوب
وجَـدْدتَها مـن بعـد مـا لَعِبـت بها
صــروفُ اللَّيــالي والتـوَيْن خطـوب
فيـا لَهْـفَ نفسـِي إذ نهضـتَ بثأرها
لَــو أنّ مُعِــزَّ الـدِّين منـك قريـب
يَــراك ويَــدْرِي كيـف ضـَبْطُك بعـده
وأنـــك للأمـــرِ الســَّقيم طــبيبُ
ســـَحَابُك مُنْهَـــلٌّ وبأســُك مُتًّقــىً
وحِلْمُــك لــم تَكْثُــر عليـه ذُنـوب
ودَاعِيــك مقبــولٌ مُجَــابٌ دُعــاؤه
وراجيــك للمعــروف ليــس يَخِيــب
ومــا حاربْتَـك التُّـرْك إلاّ وبينهـا
وبيــن الهُــدَى والمَكْرُمـاتِ حـروب
ومـا جَحـدوا الحـقَّ الـذي لك فضلهُ
ولكــنْ بهــم عنــه عمــىً وهُـروب
فـإنُ يُصـْبِحوا تُرْكـاً وزَنْجاً ودَيْلماً
فـــأنت إمـــامٌ للنـــبيّ نســيب
رعـاك الـذي اسـترعاك أمـرَ عِباده
فمــا لـك فـي هـذا الأنـام ضـَريب
تميم بن المنصور بن القائم بن المهدي الفاطمي، أبو علي. أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، فربي في أحظان النعيم، ومال إلى الأدب، فنظم الشعر الرقيق، وكان فاضلاً.لم يل المملكة لأن ولاية العهد كانت لأخيه نزار ، وتوفي بمصر.له ( دبوان شعر ـ ط)