
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا مـا أُديـرَتْ للِنـدامى كُؤوسُها
بَــدَتْ بَيْــنَ سـاه سـامدٍ وَمُعَرْبِـدِ
فَمِـنْ ثَمِـلٍ يَهْتَـزُّ فـي الحانِ نَشْوَةً
كمـا اهتَـزَّ غُصـْنُ البانةِ المتأوِّدُ
وَمِــن خـالِعِ ثـوبَ الوقـارِ خَلاعـةً
وَمِــنْ طَـرِبٍ قَـدْ شـاقَهُ كُـلُّ مُنْشـِدِ
وَنَشـْوانَ مِنْهـا قَدْ تَداوى بِها هَوَىً
وقيــلَ لَــهُ إنْ كُنْـتَ ملآن فـازدَدِ
نَزيــفٌ قَضــاهُ السـُّكرُ إلاَ صـَبابةً
مــتى ســاوَرَتْهُ للصــّبابةِ يَلْحَـدِ
وَمُســْتَندٍ نَحْــو الــدِّنانِ يَظُنُّهـا
ينــابيعَ نــورٍ و معــادِنَ عَسـْجَدِ
وَجَـذْ لان فـي ظِـلِّ العَريـشِ مُحاولاً
جنـى كُـلِّ قَطْـفٍ كالجُمـانِ المنَضـَدِ
يَنُــمُّ عَلَيْـهِ العَـرْفُ مِـن بابليّـة
ســحورٍ لِلُــبِّ النَاســِكِ المُتَعَبِّـدِ
فَيَـا حُسـْنَ ما أَبْدَتْ لِعَينيْ كؤوسُها
ويَا بَرْدَ ما أَهدَتْ إلى قَلبيَ الصّدي
علــى أَننــي والحمـدُ للـهِ آمـلٌ
شــفاعَةَ خَيْــرِ المرســَلينَ مُحَمّـدِ
نَــبيٌّ بـراهُ اللـه مِشـكاةَ نـورِهِ
فَلاحَ فَلاحٌ هاديـــاً مِنْــهُ مُهتَــدي
وكـم فـارسٍ فـي أَرضِ فـارسَ نـارُهُ
دَعاهـا لنـورٍ نـورُ أَحمـدَ أَخمـدي
وذاكَ دَليــلٌ للنّجـاةِ مِـنَ اللّظـى
بـهِ لانطفـاءِ النّـارِ مِـن كُلِّ موقدِ
وَلـولا غِنـى الآفـاقِ عـن كـلِّ نَيِّـرٍ
بمــرآهُ لــم يَنْشـَقَّ بـدرٌ بمِشـْهَدِ
فَلا بــدرَ إلاَّ وَجْهُـهُ النّيِّـرُ الـذي
بـهِ أَهـلُ بَـدْرٍ نالت الفوزَ في غدِ
دنـا فَتَـدلّى قـابَ قُـرْبٍ ومـا رمى
بـهِ قـوسُ سـَهْمِ الغَيْـبِ رَمْـيَ مُبَعّدِ
علـى أَنّـهُ مـا زايَـلَ الوَصْلَ إنما
تَجَلّــى بأوصـاف الكمـالِ المؤبّـدِ
فَلانَ لَـهُ الأقصـى حُنُـواً وَلـمْ تَكَـدْ
لَـهُ الصـَخرَةُ الصـمّاءُ تُلفى بجْلمدِ
وعـادَ كَلَمـحِ الطـرفِ فـي مُسـْتَقَرِّهِ
إلـى مَرْقَـد مـا زال أَشـرَفَ مَرْقَـدِ
وَمــن شــَرَفي أَنّـي شـَرُفتُ بمَـدْحه
وأطربــتُ بالإنشــادِ كُــلَّ مُغَــرِّدِ
عَلَيْــهِ صـَلاةُ اللـهِ مـا لاحَ بـارِقٌ
وَهَبّــت صــَبَا نَجْـدٍ بُبْرقَـةِ ثَهْمَـدِ
الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال.شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها.ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره.وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط).