
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــزَ النّســيمُ معــاطِفَ الأغصــان
فانشــقَ قلــبُ شــَقائق النُّعمـان
وَتَبَسـَمَ الـروضُ الأريـضُ عـن الرُّبى
بــــالأقحوان تبســـُّمَ الجـــذلان
وأبـانَت العجـمُ الفصاحُ عن الجوى
والشـّوق صـَدْحاً فـي غصـون البـان
يــا حبّــذا وادي السـّدير فـإنْهُ
مــأوى المهــا ومراتِـعُ الغـزلان
وادٍ يــزورُ الطيــرُ ناضـرَ روضـه
زمنـــاً فَيُلهيــه عــن الأوطــان
يـا سـَعدُ قـد جاء الربيعُ وأَصَبَحتْ
تلــكَ الجنــانُ مـواطِنَ الولـدان
وغـدا جليـلُ الطيـر يهتُفُ بالضحى
بغـــرائب الأنغـــام والألحـــان
فــاتَبعُه بالأوتــار حسـاً مُطربـاً
قلبــاً يَهُــمُّ إليــه بــالطيران
مــن كُــلِّ كرْكــيّ تسـامى صـاعداً
كــالمبتغي ذكــراً لَــدى كيـوان
لَطَــم الســّحابَ جَنَــاحهُ بمثـاله
وأجــابَ صـَوْتَ الرّعـد منـه بثـان
وإوَزُّهُ مِثـــلُ الخريــدَة صــَدْرُها
فَعْـــم وَجؤجُؤهــا بــديعُ معــانِ
خنســاءُ واضــحةُ الجـبين صـَباحَة
جيــداءُ تنظــرُ نَظْــرَةَ النّشـوانِ
تَمشــي فَتَســُبرُ كــلَّ روضٍ ناضــِرٍ
رَعْيــاً بِمنقــارِ مِــنَ العُقيــانِ
أو لَغْلَــغ حَســَنُ الشــّياة مُدَبّـج
مثــلَ العــروس تُــزَف ذا ألـوانِ
وأنيســةٍ وشــّى نَهــارَ أديمِهــا
ليـــل نجــومُ ظَلامــه العينــانِ
وألتّــم ذو الحُسـن الأتّـم كيـانُهُ
در ومــــن شــــيحٍ لَــــهُ رجلانِ
وتخــالُ خــالاً لاحَ فــي منقــاره
مــن عَنْبَـرٍ مُلِهـي فـؤاد العـاني
وَِشــُبَيْطرٍ ألِــفَ الجبــالَ تَرَفُّعـاً
وَســَطَا بقــوته علــى الثعبــانِ
أو مثـــل كــي للوَقــار كــأنّه
قــاضٍ يُــدينُ بُحكمــه الخصــمانِ
أو مثــل غُرنـوقٍ شـريفٍ لـم يَـزَل
بِــــذؤابتيه مُشـــَرفَ الأقـــرانِ
والصـّوغُ صـِيغَ مِـنَ الملاحَـة كُلّهـا
فَلِــذاكَ يُســبي نــاظِرَ الإنســانِ
أو مثــلُ عَنّــازٍ يُريــك مـدارعاً
ســواداً كمثــل مـدارع الرُّهبـان
كالليـــل إلا أنَّ أبيـــضَ صــَدره
صـــُبح تَشَعْشــَعَ واضــِحاً لِعيــانِ
أو حُبْــرُجٍ متَــدرْعٍ نــورَ الضـُّحى
مصــَفَرَّ لــون مثــل ذي اليَرَقـانِ
أو مُـرزمٍ قَـدْ قَـدَّ مـن شَفَق الدجى
ثوبــاً لَــهُ كـالورد أحمـرَ قـانِ
أو مثــل نَســْرٍ قـد تَسـَرْبَلَ حُلـةً
دكنـــاءَ دونَ ســـُمُوَه النســرانِ
أو كالعُقـاب أخـي العقـاب بمنسرٍ
وبمخلـــبٍ يُفـــري بِحَــدِّ ســِنانِ
طيــرٌ غــدا ملِــك الطيـور لأنـه
زَنــكُ المليـك الصـَالِح السـُلطانِ
أعني فتى المنصور ذا النصر الذي
أردى الطغـــاة بذلـــة وَهَــوانِ
الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال.شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها.ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره.وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط).