
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زرعَ النِّبـالَ وَلَـمْ يصـلْ بحسامهِ
إلاّ لِيحصــدَ بالكفــاح رؤوســا
حُصـن بـدا للنّسـر وَكراً بل غدا
أسـد السـّماء يـرومُ فيـه خيسا
أوفـى علـى الجبـل المُطلِّ كأنّه
نجــم يُضــيئُ لمدلــجٍ تغلِســا
أكلـت مِنَ الدَّهر القرون تقادُماً
فكأنّمــا الشـرفاتُ كـنَّ ضُروسـا
وكأنّمـا الحرسـيُّ بـاتَ مُضـاجعاً
للنجـم أو للبـدر بـاتَ أَنيسـا
فَغَـدَتْ بعيـن المنجنيـق مصـابةً
صـرعى يصـافح فرعُهـا التأسيسا
وتعلّقــت تلـك السلاسـلُ صـخرَها
جــذباً فَظُـنَّ الصـّخرُ مغناطيسـا
مـا ظَنّهـا ليفـونُ تُصـْحَب بعدَما
كـانت علـى كـلِّ الملـوك شموسا
متغيِّــراً بالتـاج يلمـسُ رأسـَهُ
طــوراً وآونَــةً يُــرى مَنكوسـا
قـوم علـى حـول البصيرة واحداً
نظـروا الثّلاثَ وَوَلّـدوا القِسيّسا
كـذبوا علـى عيسـى فَشاهتْ أوجه
منهـم وجـالَ علـى لحـاهُم موسى
حلقـوا ذقـونَهم ولـو طالت بهمِ
لرأَيتَهـم عنـدَ النِّطـاح تُيوسـا
وتبـدّلت تلـكَ المـدائحُ بعـدَما
ذبحـوا بها التَهليلَ والتّقديسا
إنْ كـان قـد خَرَبَـتْ وليسَ بمنكَرٍ
تصــحيفُها جَرَبَـتْ سـَتُعدي سيسـا
فـي جمعـة الشـَهر الأَصـَمِّ وانَـه
رَجَـبُ الـذي قـد طَهّـرَ التنجيسا
هـل شـاهدوا مـن قبل ذلكَ جمعةً
طلعـت عليهـم بالقتـال خَميسـا
طلبوا النجاة ولا نجاةَ وغادروا
كنـزَ الغنـى إذ يمّمـوا تفليسا
الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال.شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها.ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره.وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط).