
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـازلتُ فـي طَـوري أُخاطبُ ذاتي
مــن غيــر مـاطَورٍ ولا ميِقـات
حــتى تَفَقّهْــتُ الخطـابَ كـأنّهُ
قـد كـانَ يُسْمَعُ منْ جميع جهاني
آنَسـتُ نـارَ الأُنس من وادي طُوى
سـرَّي فَضـَاءَتْ بالهـدى ظُلُمـاتي
قَسَماً بنون الكون والقَلَم الذي
قـد خَـطَّ في لوح البقاء صفاتي
وَبمَـنْ بَقيـتُ على الفناء لحُبه
حـتى غـدا مـوتي عَليْـه حياتي
إنّـي رأيَتُ به وجودي في الورى
عَــدمي وآلامــي بــه لَــذَّاتي
عَـن كُـلِّ شـيءٍ قَـدْ خَفيتَ وإنَني
لأراكَ فــي الأشــياء بالآيــات
حَسـْبي وصـالُكَ فَهْـوَ أوَّلُ بُغيتي
أملاً وأخــرُ مُنتهــى طَلبــاتي
إنَّ النـزوعَ إلـى لقـائكَ حجَـةٌ
يَرمـي فـؤادَ الصـّبِّ بـالجمرات
حَجــي بجُثمـاني إليـكَ بحجَتَـي
بــالأين إذ لا أيـنَ منـكَ لآتـي
وَمُنـايَ أنتَ إذا أَقامَ على منى
قــوم ومَعرفَــتي ذُرى عَرَفــات
وَلَبَيْـتُ قَلْـبٍ أنـت سـاكنُ خلبه
لأحــقُّ بــالتّطواف والعمــرات
لَسـْتُ المروَّعَ بالجحيم ولا الذي
يبغــي جنانـاً غَضـّة الثَمـرات
تَـرْكُ الشـّهيِّ لمـا يُحَـبُّ دوامُه
شـَرَه وَحـرص في اقتنا الشّهوات
والخـوفُ مـن شـيءٍ سواكَ تَشَاغل
بسـواكَ فـي عُمُـري وَبَعْدَ مماتي
بـل بُغيتي صلَتي بحَضْرَتكَ اللتي
جَلّـتْ عـن الحركـات والسـَكَنَات
وَتَخلُّصـي مـن آلـتي لأنـالَ مـا
لا يَنبغــــي بتنــــاوُل الآلات
وَتَمَتُّعـي بجَمالـكَ الفَـرد الذي
هو غايةُ الحُسن البديع الذاتي
حَسـَنٌ علـى الأكـوان منـهُ بهجةٌ
معشــوقة للنّـاس مـن لمحـاتي
روحُ البريّـة نَفْحَـةٌ مـن روحـه
نَســَمَتْ فـأحيَتْ مَيِّـتَ النّسـمات
لـم أدعُ هـزّاً للعطاء ولم أزدْ
علمــاً بحـالي حالـةَ الأزمـات
إنْ كـانَ علْمُكَ حاضراً ذاتاً وما
تــوليه فيّاضـاً علـى الأشـتات
لكــنْ أُوَطــدُ للتّلَقّــي مُهْجَـةً
قَلقَـت بمـا أُبـديه من دَعَواتي
ولأَنـتَ أقـرَبُ حيـنَ أدعو مُخلصاً
في الخطب من ريقي إلى لهواتي
فَلـكَ الثّنـاءُ السـّرْمَديَ مؤبّداً
لـــم يحُصــه مُتَكلــم بصــفت
الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال.شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها.ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره.وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط).