
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قُـل لِقاضـي الفُسـوقِ والإدبـارِ
عَضــُدِ البُلــهِ عُمْـدَةِ الفُجّـارِ
والـذي قـد غَـدا سـَفينةَ جَهْـلٍ
وَلَــهُ مِــن قُرونـهِ كالصـّواري
لـكَ أشـكو مـن زَوْجـة صـَيَرتني
غائبــاً بَيْــنَ سـائرِ الحُضـّارِ
غَيّبتنــي عَلَــيَّ مـا أطمَعَتنـي
فأنـا اليومَ مُفْكِرٌ في انتظاري
غِبـتُ حتّـى لـو أنّهـم صـَفَعوني
قلـتُ كفّوا باللهِ عن صَفْعِ جاري
فَنَهـــاري مــنَ البّلادةِ ليــلٌ
في التساوي الليلُ مثلُ النّهارِ
دارَ رأسـي عن بابِ داري فبالل
هِ اخبِروني يا سادتي أينَ داري
مَلَكتنـــي عيـــارةً وعيــاراً
حيـنَ زادَتْ بالـدردَبيسِ عيـاري
أيـنَ مُـخُّ الجمـالِ من طبعِ مُخِّي
فـي التّسـاوي وأينَ مُخُّ الحمارِ
غَفَـرَ اللـه رُبّمـا رُحـتُ للبـح
رِ مـنَ الـبردِ أصـطّلي بالنّـارِ
وَتَجــرَّدت للســبَّاحةِ فــي الآ
ل لِظَنّــي بـهِ الـزُّلالَ الجـاري
ولكـم قـد عَصـَبْتُ رجلـي لرؤيا
أوطــأتني حُلمـاً علـى مِسـْمارِ
وَلَكــم رُمـتُ قَلـعَ ضـِرْسٍ ضـَروب
بعــدما ضــَرَّ غايــة الأضـرار
فـإذا بـي قَلَعْـتُ بعـدَ عَنـائي
وأجتهـاديِ القـويَّ مـن أزراري
وَرَحــىً جُزتُهـا لِطَحـنٍ فمـا زِلْ
تُ ضــَلالا أدورُ حــولَ المــدارِ
وأُنـادي وَقَـدْ سـَئِمتُ مـنَ الرَّك
ضِ تُــرى أَيـنَ مُنْتَهـى مِضـْمارِي
أنـا أَختـارُ لو قَعَدْتُ منَ الجَه
د ولكـن أَمشـي بِغَيْـرِ اختياري
أنـا أنسـى أَنّـي نَسـيتُ فلا يَخْ
شــى مُســِري أذاعــةَ الأَسـرارِ
أنـا سـَطلُ الشـّرايِحيِّ بِمـا أو
دعــتُ مــن عجّـةٍ ومـن إنـزارِ
وَلَكَـمْ قد رأيتُ في الماءِ شيخاً
وهـو جـاثٍ فـي الحـبِّ كالعبارِ
شـيخُ سـوءٍ كالثلـج ذَقناً ولكن
وَجهُــهُ فــي ســوادِهِ كالقـار
أشبَهُ النّاسِ بي وَقَد يشبه التّي
سُ أخــاهُ فــي حَومـةِ الجـزّارِ
صـاحَ مِثلـي أذْ صِحتُ مِنه عِناداً
بأنتِهـارٍ يـا صاح مثلَ انتهارِ
فـأعتَراني رُعْـبٌ وَناديتُ ما كُنْ
تُ إخـالُ اللصـوصَ فـي الأَزيـارِ
لَـمْ يَغِظنـي مِنـهُ سـوى أنّهُ عَبَّ
سَ مثلـي وافتَـرَّ مثـلَ افتراري
أيـنَ تُرسي وأين دِرعي الحقيني
أمَّ عمــروٍ بِصــارمي البتّــارِ
إنْ أَمُـتْ كُنْتُ في الغزاةِ شهيداً
أو أعــشْ كُنـتُ أشـطرَ الشـطّار
ثُـمَّ أَثخَنْـتُ ذلـكَ الزّيـرَ ضَرْباً
بحُســامي حتّــى هـوى لانكسـارِ
فَجَــرى المـاءُ فأختَشـَيْتُ وإلاّ
كُنْـتُ أقفـو الآثـارَ في التيار
أنـا كالبانِ في قوامِيْ وإنْ أف
ردْتَنـي كُنْـتُ في التّهارش ضَاري
أنـا مثلُ الخَروف قُرناً وإنْ أس
قَطْـتَ فـائي أُعَـدُّ فـي الأَقـذار
أنـا تيسـيرُ ما يقادُ بحذف ال
يــاءِ والـرَاءِ حالـة الإعسـارِ
أنــا لـو رُمـتُ للعلاجِ طَبيبـاً
مــا تَعَــدَّيتُ دكّــةَ البيطـارِ
بعـدَما كُنْـتُ مـنْ ذَكـائِي أَدري
أنَّ بَــابي مـن صـَنْعَةِ النّجـارِ
أحـزِرُ الـبيضَ قبـلَ أنْ يكسروهُ
أنَّ فيـهِ البيـاضَ فـوقَ الصّفَار
وَبِعَيْنــي نَظَــرتُ كــوزَ زُجـاجٍ
كـانَ عِنـدي أو هـي منَ الفخّارِ
وكـثيرٌ مِنّـي علـى شـيبِ رأسـي
حِفـظُ هـذي الأشياءِ مثلَ الصِّغارِ
الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال.شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها.ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره.وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط).