
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
القلـب أعلـم يـا عـذول بـدائه
مـا غيـر داء الـذنب من أدوائه
والذنب أولى ما بكاه أخو التقى
وأحــق منــك بجفنــه وبمــائه
فَــوَمَنْ أَحــب لأعصــيَّن عــواذلي
قســماً بــه فـي أرضـه وسـمائه
من ذا يلوم أخا الذنوب إذا بكى
إن الملامــة فيــه مـن أعـدائه
فَــوَقِّ مـن خـاف الفـؤادُ وعيـدَه
ورجــا مثــوبته وحســن جـزائه
مـا كنـتُ ممـن يرتضي حسنَ الثنا
ببـديع نظمـي فـي مديـح سـوائه
مـن ذا الذي بسط البسيطة للورى
فرشــاً وتوجيهــاً بسـقف سـمائه
مـن ذا الذي جعل النجوم ثواقباً
يهـدي بهـا السـارين في ظلمائه
من ذا أتى بالشمس في أفق السما
تجــري بتقــدير علــى أرجـائه
أســواه ســوَّاها ضــياءً نافعـاً
لا والــذي رفـع السـما ببنـائه
مـن أطلع القمر المنير إذا دجى
ليــلٌ فشــابه صــحبه بضــيائه
مــن طـوَّل الأيـامَ عنـد مصـيفها
وأتـت قصـاراً عنـد فصـل شـتائه
مـن ذا الـذي خلـق الخلائق كلها
وكفــى الجميــع ببِـرِّه وعطـائه
وأدرَّ للطفــل الرضــيع معاشــه
مــن أمــه يمتــص طــب غـذائه
يـا ويـح من يعصي الإِله وقد رأى
إحســـانه بنـــواله ونـــدائه
ورأى مسـاكن مـن عصـى ممـن خلا
خِلْـواً تصـيح البـومُ فـي أرجائه
ودع الجبــابرة الأكاسـرة الأُلَـى
وانظـر لمـن شـاهدت فـي علوائه
كـم شـاهدت عينـاك مـن مَلِك غدا
يختــال بيــن جيوشــه ولـوائه
ملأت لــه الـدنيا كؤوسـاً حلـوة
وســقته مُـرَّ السـم فـي حلـوائه
مـا طلـق الـدنيا اختياراً إنما
هــي طلقتــه ومتعتــه بــدائه
جعلــت لـه الأكفـان كسـوة عـدة
واللحـــد ســكناه وبيــت بلائه
ويضـــمه لا مشــفقاً فــي ضــمه
حــتى تكـون حشـاه فـي أحشـائه
وهنــاك يغلـق لحـده عـن أهلـه
بحجـــارة وبطينـــه وبمـــائه
ويــزوره الملكـان قصـد سـؤاله
عــن دينـه لا عـن سـؤال سـوائه
فـإذا أجـاب بمـا يطيـب فحبـذا
مــا بعــده مـن رَوْحِـهِ وجـزائه
وإذا أجــاب بلســتُ أدري أقبلا
ضــرباً لــه فـي وجهـه وقفـائه
ويــرى منــازله بقعــر جهنــم
ويُقيــم فـي ضـيق لطـول عنـائه
يــا رب ثبتنــا بقــول ثــابت
عنـد امتحـان العبـد تحت ثرائه
أنــا مـؤمن بـاللّه ثـم برسـْلِه
وبكُتْبـــه وببعثـــه ولقـــائه
ثـم الصـلاة علـى الرسـول محمـد
والآل أهــل الـبيت أهـل كسـائه
محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.وله (ديوان شعر - ط).