
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــولا الرجـا مـا انتهضـت إرادة
للـدين والـدنيا وأعمـال التقـى
لــولا رجــا الإِنسـان أجـر فعلـه
مــا قـام يومـاً للصـلاة أو مشـى
أيضـــاً ولا حـــج ولا صـــام ولا
أعطـــى زكــاة مــاله ولا نــوى
فـــإنه يـــأتي بهــذا راجيــاً
مــن ربــه مثوبــة كمــا أتــى
وأن يفـــوز فـــي غــد بعفــوه
يســلكه فـي سـلك أربـاب التقـى
وطامعــاً فيمـا مشـى مـن الخطـا
تكفيرهــا لمـا أتـى مـن الخطـا
ولا رأيــــت تـــاجراً مســـافراً
أو غازيــاً مجاهــداً مـن اعتـدى
ولا رأيـــت فـــي الفلاة حارثــاً
يــدفن بــدر مـاله بطـن الـثرى
فــــإن هـــذا كلـــه أساســـه
هــو الرجــا فهـو أسـاس للبنـا
وكــل رجــوى فــي الـذي يطلبـه
لا ترتجــى مــن غيـر خَلاَّقِ الـورى
فكيــف لا ترجــوه فــي غفرانــه
لمَــا جَنَيْــت مـن قبـائح الجنـا
فــــإنه ذو رحمــــة واســــعة
صــَرَّحْ بــه فــي كُتْبِــهِ بلا مِـرَا
وهــو غفــور غــافر غفــار مـا
يـأتي بـه العبـد إذا العبد عصى
فكـــن لمــولاك تعــالى راجيــاً
فـي كـل مـا شـئت شـديد الالتجـا
واحـــذر وخــف فــإنه ســبحانه
علــق كــل مــا تشـا بمـا يشـا
وقيــد الغفــران للــذنب بهــا
فـي آيـتين قـد أتتـك فـي النِّسا
فكلمــا ترجـوه فـي الـدارين لا
تخليـه مـن خـوف فـوات المرتجـى
فلا أمـــان فــي الــذي تطلبــه
مهمــا بقيـت فـي منـازل الفنـا
ففــي التجــارات يرجــى ربحهـا
والخـوف للخسـران نـار في الحشا
ومرتجـــى الــزرع لــه مخافــة
مــن آفــة تطرقــه مــن السـما
فلا أمــــان لا أمـــان للفـــتى
بـل أنـت راج خـائف طـول المـدى
ولســت تخلــو عنهمـا فـي لحظـة
بـل مـن رجـا خـاف ومـن خاف رجا
ممتزجــــان فطــــرة وشــــرعة
فـي كـل قلـب مَـنْ عَلَـى الأَرض مَشَى
والـــذكر مملــوء بهــذا كلِّــهِ
ومثلــه فــي كلمــات المصــطفى
أن الأمـــــان دُقــــه وجُلــــه
يخــص قومــاً نزلـوا دار البقـا
فإنهـــا دار الأمـــان لا ســـوى
بـــــه تحييهـــــم أملاك العلا
فـاعجب لمـن رأى الرجـا لا يَرْتَجِي
مـن ربنـا للعفـو عمـا قـد جـرى
وهـــو عليـــه دائمــاً معتمــد
في الدين والدنيا وفي شرب الدوا
يـــا رب إنــي أَرْتَجِــي مغفــرةً
تَغْســِلْ بهــا عَنِّـي أدران الخَطَـا
مصـــلياً علــى الــذي أرشــدنا
ثــم علــى أولاده أهْــلِ الكِســَا
محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.وله (ديوان شعر - ط).