
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَلِيْلــيَّ هُبَّــا فالنسـيمُ بكـم هَبَّـا
وقـد هتـك الإِصباحُ من ليلنا الحجبا
وأيقــظ مـن زهـر الريـاض عُيونَهـا
ورَقَّـص مـن أغصـانها تِلْكُـمُ القُضـْبا
كــأن عيــونَ الزَّهـر للشـمس أَكْـؤُسٌ
تـرى الظـلَّ خمـراً فهـي تشربه شُرْباً
كـأن الـدُّجى جيـشٌ من الزنج قد أتَى
علــى هـذه الآفـاق فابتزَّهـا غصـباً
فسـار عليـه الصـبحُ فـي جيشه ضوئه
وسـَلَّ عليـه الفجـرُ مـن أُفْقِـهِ عَضْباً
ألـم تـر فيـه مـن دم الليـل حُمْرةً
أتنكــره واللــوْثُ عنـه بـه أنبـا
وقــد جعـل الشـمسَ المنيـرةَ تُرْسـَه
مخافـةَ عـوْدِ الليـل فـي ثأره حربا
فــأدبر مهزومــاً وللضــوء صــولةٌ
تطــارده حــتى إذا بلــغَ الغربـا
فثــار ظلامُ الليــل وابــتزَّ تُرْسـَه
فـولَّى هزيمـاً خائبـاً يلمـس الجنبا
ومـا زال ذا دَأْبُ الجديـدين دائمـاً
وقـد أبْلَيَـا مـن شـاب منا ومن شبا
أرى كلُّنــا يهــوى الحيـاةَ لنفسـه
حريصـاً عليهـا مسـتهاماً بهـا صـَبَّاً
ومــا هــي إلا عــارة بنــتُ سـاعةٍ
كما يتلقى الهدبُ في الرقدة الهدبا
فتســـتلب الأرواحَ قـــدرةُ قـــادرٍ
ومـن بعـده الأشـباحُ تودعها التربا
ونحــــن جنـــود للظلام وللضـــِّيَا
ففينا ترى من حربها السَّلْبَ والنهبا
ومــن صــحب الــدنيا قليلاً تقلَّبَـتْ
علـى عينـه حـتى يـرى صـِدْقها كِذْباً
أرى هــذه الــدنيا تَصــيَّدُ أهلَهـا
فكــم نصـبتْ فيهـم حبائِلَهـا نَصـْبَا
وقـد جعلـتْ حـب الفتى الجاهَ صقرَها
وحُـبَّ الثنـا والمـالَ قد جعلت كلبا
إلـى أن تراهُـمْ فـي حبـائلِ مكرهـا
فَتُعــرِضُ عنهــم كلمــا طلعـتْ غِبَّـا
وتســلب مـن أعطْتـهُ منهـم نعيمَهـا
فيـا دمع ما أجرى ويا قلب ما أسْبا
وقــد خـدعتْهم عنـد إسـعادهم لهـا
كخــدع قصــير عنـد حيلتـه الزَّبـا
أرى كلمـــا فيـــه يــدال بضــده
لهــا فـي بنيهـا كـل آونـة أنبـا
فلا تثٍقَـــنْ يومــاً بشــيء تنــاله
فعمـا قريـبٍ قـد رأيـت لهـا سـلبا
فكــم لـك مـن خـلٍ خلـت عنـه داره
ومــن صــاحب صــاحت أحبتـه نـدبا
وكــم ملــكٍ ضــاق الفضـا بجيوشـه
عيانــاً رأينــاه وكنـا لـه صـحبا
أتـاه الـذي يهـواه مـن كـل مطلـب
كمـا شـاء لا طعنـاً يكـون ولا ضـربا
فمــا رامــه مــن أي شـيء ينـاله
فلـو قـال للسحب امطري أسكبت سكبا
بنـــى غرفــاً مرفوعــةً ومنــازلاً
يكـاد سـُمواً يرجـم السـبعةَ الُّشهبا
أقــام بهـا فـي خفـض عيـش ورفْعَـةٍ
إذا مــا دعـا شـيئاً لـدعوته لَبَّـى
ولمــا قضــى مـن كـل شـيء مرامـه
وزاد لــه حبــاً قضـى عنـده نحْبـا
وفـارق مـا قـد شـاد كُرْهـاً فأصبحت
وكــورَ طيـور لا يجـدن بهـا الحَبَّـا
فتغـدو خماصـاً منـه تلتمـس الغـذا
وتـأوى بطانـاً حيـث تلقى به الحبا
يمـر بهـا مـن كـان يهـواه قـائلاً
فـديناك مـن ربـع وإن زدتنـا كربا
فيــا عجبــاً هـذا قصـارَى نعيمهـا
فتبــت يـداه مـن نعيـم بهـا تَبَّـا
ويـا عجبـاً يـا عمـرُو من غفلة بنا
لقـد مـازجت قلبـاً وقـد خالطت لُبَّا
وقــد ألبسـت هـذي القلـوب قسـاوةً
وقــد غُرِسـت فـي كـل جارحـة ذنبـا
وقـد أذهلـت عـن كـل ما فيه نفعنا
وقـد جلبـت ما ضرنا فيه في العقبى
فمــا قَلْـعُ هـذا الغـرس إلا بتوبـة
محققـــة منــا ونســتغفر الربــا
ونُلبِــس هــذا القلـب ثـوبَ ندامـة
علـى مـا أتانـا مـن جناياته كسبا
وأســـأله حُســْنَ الختــام مقــدِّماً
صـلاة علـى المختار والآل ذي القربى
محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.وله (ديوان شعر - ط).