
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمــا آنَ عمــا أنــت فيــه متــاب
وهــل لــك مـن بَعْـدِ البعـاد إيـاب
تقضــَّت بـك الأعمـار فـي غيـر طاعـة
ســـوى عمــل ترضــاه وهــو ســراب
إذا لــم يكــن للّــه فعلُـك خالصـاً
فكـــل بنـــاء قــد بنيــت خــراب
فللعمـــل الإِخلاصُ شـــرطٌ إذا أتـــى
وقــــد وافقتْـــه ســـنةٌ وكتـــاب
وقـد صـين عـن كـل ابتـداع وكيف ذا
وقـــد طيــف الآفــاق منــه عبــاب
طغى الماء من بحر ابتداع على الورى
ولـــم ينــج منــه مركــب وركــاب
وطوفـان نـوح كـان فـي الفلـك أهله
فنجَّــــاهُمُ والكــــافرون تبــــاب
فــأنَّى لنــا فُلْــكٌ يُنجِّــي وليتــه
يطيـــر بنــا عمــا نــراه غــراب
وأيــن إلــى أيــن المطـار وكلمـا
علــى ظهرهــا يأتيــك عنــه عجـاب
نســائل مَــنْ دار الأراضــي ســياحةً
عســى بلــدة فيهــا هــدى وصــواب
فيخــبر كــلٌّ عــن قبــائح مـا رأى
وليـــس لأهليهـــا يكـــون متـــاب
لأنهـــمُ عَـــدُّوا قبـــائحَ فعلهـــم
محاســـن يرجـــى عنـــدهن ثـــواب
كقــوم عُـرَاةٍ فـي ذرى مصـر مـا علا
علــى عــورة منهــم هنــاك ثيــاب
يــدورون فيهــا كاشــفي عــوراتهم
تـــواتر هـــذا لا يقـــال كـــذاب
يعـــدونهم فـــي مصــرها فضــلاءهم
دعـــاؤهُمُ فيمـــا يـــرون مُجَـــاب
وفيهـــا وفيهـــا كلمــا لا تعــده
لســـانٌ ولا يـــدنو إليـــه خطــاب
وفــي كــل مصــر مثـلُ مصـر وإنمـا
لكــــل مســــمى والجميــــع ذئاب
تـرى الـدين مثل الشاة قد وثبت لها
ذئاب ومـــا عنـــه لهـــن ذهـــاب
فقـــد مزقتـــه بعــد كــل ممــزق
فلـــم يبـــق منــه جثــة وإهــاب
وليـس اغـتراب الـدين إلا كمـا تـرى
فهــل بعــد هــذا الاغــتراب إيـاب
فيــا غربـة هـل يُرتجـى منـك أوبـةٌ
فيجــبر مــن هــذا البعــاد مصـاب
فلــم يبــق للراجــي ســلامةُ دينِـه
ســوى عزلــة فيهــا الجليـسُ كتـاب
كتــاب حــوى كـلَّ العلـوم وكـلُّ مـا
حــواه مــن العلــم الشـريف صـواب
فــإن رمــت تأريخـاً رأيـت عجائبـاً
تــرى آدمــاً إذ كــان هــو تــراب
ولاقيـــت هـــابيلاً قتيـــل شــقيقه
يــــواريه لمــــا أن رآه غـــراب
وتنظـر نوحـاً وهـو في الفلك قد طغى
علــى الأرض مـن مـاء السـماء عبـاب
وإن شــئت كــل الأنبيــاء وقــومهم
ومــا قــال كــل منهــمُ وأجــابوا
تـرى كلمـا تهـوى ففـي القـوم مؤمن
وأكـــثرهم قـــد كــذبوه وخــابوا
وجنـــات عـــدن حورهــا ونعيمهــا
ونـــاراً بهـــا للمشــركين عــذاب
فتلـــك لأربـــاب التُّقـــاء وهــذه
لكـــل شـــقي قـــد حــواه عقــاب
فــإن تـرد الـوعظ الـذي إن عقلتـه
فــإن دمــوع العيــن عنــه جــواب
تجــده ومــا تهـواه مـن كـل مشـرب
فللـــروح منـــه مطعـــم وشـــراب
وإن رمــت إبـراز الأدلـة فـي الـذي
تريــد فمــا تــدعو إليــه تجــاب
تــدل علــى التوحيــد فــي قواطـع
بهـــا قُطِّعـــتْ للملحـــدين رقــاب
ومـــا مطلـــبٌ إلا وفيـــه دليلُــه
وليــــس عليـــه للـــذكيِّ حجـــاب
وفيـه الـدوا مـن كـل داء فَثِـقْ بـه
فــواللّه مــا عنــه ينــوب كتــاب
وفــي رُقْيــةِ الصـحب اللـديغ قضـيةٌ
وقررهــا المختــارُ حيــن أصــابوا
ولكـــنَّ ســكان البســيطة أصــبحوا
كــــأنهمُ عمــــا حـــواه غِضـــاب
فلا يطلبـــون الحــقَّ منــه وإنمــا
يقولــون مــن يتلــوه فهــو مثـاب
وإن جــاءهم فيــه الـدليل موافقـاً
لمـــا كــان للآبــا إليــه ذهــاب
رضـــوه وإلا قيـــل هـــذا مـــؤول
ويركــب فــي التأويــل فيـه صـعاب
تــراه أســيراً كــلُّ حــبر يقــوده
إلـــى مــذهب قــد قررتــه صــحاب
أتعــرض عنــه عــن ريــاض أريضــة
ويعتــــاض جهلاً بالريـــاض هضـــاب
يريـــك صــراطاً مســتقيماً وغيــره
مفــــاوز جهـــل كلهـــا وشـــعاب
يزيــد علــى مَــرِّ الجديــدين جِـدَّةً
فألفـــاظه مهمـــا تَلـــوْتَ عِــذَاب
وآيـــاته فـــي كــل حيــن طَرِيَّــةٌ
وتبلــغ أقصــى العمــر وهـي كعـاب
وفيـــه هـــدى للعــالمين ورحمــة
وفيــــه علــــوم جمـــة وثـــواب
فكـــل كلام غيــره القشــرُ لا ســوى
وذا كلـــه عنـــد اللــبيب لبــاب
دعـوا كـل قـول غيـره مـا سوى الذي
أتــى عــن رسـول اللّـه فهـو صـواب
وعضــوا عليــه بالنواجـذ واصـبروا
عليـه ولـو لـم يبـق فـي الفـم ناب
تــروا كلمـا ترجـون مـن كـل مطلـب
إذا كــــان فيكــــم همــــة وغلاب
أَطِيلـوا علـى السـبع الطوال وقوفَكم
تَـــدِرَّ عليكـــم بـــالعلوم ســحاب
وكـم مـن ألـوف فـي المئين وكم بها
ألوفــاً تجــد مـا ضـاق عنـه حسـاب
وفــي طــيٍّ أثنـاء المثـاني نفـائسٌ
يطيـــب لهــا نَشــْرٌ ويفتــح بــاب
وكـم مـن فصـول فـي الْمُفصـَّلِ قد حوت
أصــــولاً إليهـــا للـــذكي مـــآب
ومـا كـان فـي عصـر الرسـول وصـحبِه
ســـواه لِهـــدْيِ العــالمين كتــاب
تلا فصـــلت لمـــا أتـــاه مجــادلٌ
فَـــأُبِلسَ حـــتى لا يكـــون جـــواب
أقـــرَّ بـــأن القـــول فيــه طلاوةٌ
ويعلـــو ولا يعلـــو عليــه خطــاب
وأدبــر عنــه هايمــاً فــي ضــلاله
يــدبر مــاذا فــي الأنــام يعــاب
وقــال وصــِيُّ المصـطفى ليـس عنـدنا
ســـواه وإلا مـــا حـــواه قِـــراب
وإلا الـــذي أعطـــاه فهــاً إلهُــهُ
بأيـــاته فاســـأل عســـاك تجــاب
فمـا الفهـم إلا مـن عطايـاه لا سـوى
بــل الخيـر كـل الخيـر منـه يصـاب
ســليمان قــد أعطـاه فهمـاً فنـاده
يجبــك ســريعاً مــا عليــه حجــاب
وســل منــه توفيقـاً ولطفـاً ورحمـة
فتلــك إلــى حســن الختــام مــآب
محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.وله (ديوان شعر - ط).