
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَقُــولُ ســُلَيْمَى لا تَعَـرَّضْ لِتَلْفَـةٍ
وَلَيْلُـكَ عَـنْ لَيْـلِ الصَّعالِيكِ نائِمُ
وَكَيْـفَ يَنـامُ اللَّيْـلَ مَنْ جُلُّ مالِهِ
حُسـامٌ كَلَـوْنِ الْمِلْـحِ أَبْيَـضُ صارِمُ
غَمُـوضٌ إِذا عَـضَّ الْكَرِيهَـةَ لَمْ يَدَعْ
لَــهُ طَمَعــاً طَـوْعُ الْيَمِيـنِ مُلازِمُ
أَلَـمْ تَعْلَمِـي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُمْ
قَلِيـلٌ إِذا نـامَ الْخَلِـيُّ الْمُسالِمُ
إِذا اللَّيْـلُ أَدْجَـى وَاكْفَهَـرَّ ظَلامُهُ
وَصـاحَ مِـنَ الْأَفْـراطِ بُـومٌ جَـواثِمُ
وَمـالَ بِأَصـْحابِ الْكَـرَى غالِبـاتُهُ
فَـإِنّي عَلَـى أَمْـرِ الْغَوايَـةِ حازِمُ
كَـذَبْتُمْ وَبَيْـتِ اللـهِ لا تَأْخُذونَها
مُراغَمَــةً مـا دامَ لِلسـَّيْفِ قـائِمُ
تَحــالَفَ أَقْــوامٌ عَلَـيَّ لِيَسـْلَمُوا
وَجَـرُّوا عَلَـيَّ الْحَرْبَ إِذْ أَنا سالِمُ
أَفَـالْيَوْمَ أُدْعَـى لِلْهَـوادَةِ بَعْدَما
أُجِيـلَ عَلَى الْحَيِّ الْمَذاكِي الصَّلادِمُ
فَـإِنَّ حَريمـاً إِذْ رَجـا أَنْ أَرُدَّهـا
وَيَذْهَبَ مالي يا ابْنَةَ الْقِيلِ حالِمُ
مَتَـى تَجْمَـعِ الْقَلْبَ الذَّكِيَّ وَصارِماً
وَأَنْفـاً حَمِيّـاً تَجْتَنِبْـكَ الْمَظـالِمُ
مَتَـى تَطْلُبِ الْمَالَ الْمُمَنَعَّ بِالْقَنا
تَعِـشْ ماجِـداً أَو تَخْتَرِمْكَ الْمَخارِمُ
وَكُنْـتُ إِذا قَـوْمٌ غَزَوْنـي غَزَوتُهُـمْ
فَهَـلْ أَنا في ذا يالَ هَمْدانَ ظالِمُ
فَلا صـُلْحَ حَتَّى تُقْدَعَ الْخَيْلُ بِالْقَنا
وَتُضـْرَبَ بِـالْبِيضِ الْخِفافِ الْجَماجِمُ
وَلا أَمْـنَ حَتّـى تَغْشـِمَ الْحَرْبُ جَهْرَةً
عُبَيْــدَةَ يَوْمـاً والْحُـرُوبُ غَواشـِمُ
أَمُسـْتَبْطِئٌ عَمْـرُو بْنُ نَعْمانَ غارَتي
وَمـا يُشـْبِهُ الْيَقْظانَ مَنْ هُوَ نائِمُ
إِذا جَــرَّ مَوْلانـا عَلَيْنـا جَرِيـرَةً
صـَبَرْنا لَهـا إِنّـا كِـرامٌ دَعـائِمُ
وَنَنْصــُرُ مَوْلانــا وَنَعْلَــمُ أَنَّــهُ
كَمَـا النَّـاسُ مَجْـرُومٌ عَلَيْهِ وَجارِمُ
عَمْرُو بْنُ الحارِثِ بْنِ مُنَبِّهٍ النِهْمِيّ، اشْتُهِرَ بِاِبْنِ بَرّاقَةَ نِسْبَةً إِلَى أُمِّهِ، وَهُوَ مِنْ قَبِيلَةِ نِهْمِ الهَمْدانِيَّةِ، مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ عُرفَ بِالشَّجاعَةِ وَالفَتْكِ وَكانَ مِنْ عَدّائِي العَرَبِ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقِلِّينَ، أَشْهَرُ شِعْرِهِ مِيمِيَّتُهُ الَّتِي مَطْلَعُها: (تَـقُـولُ سُلَيْـمَـى لا تَعَـرَّض لِتَلْفَـةٍ وَلَيْلُكَ عَنْ لَيْلِ الصَّعالِيـكِ نائِمُ)، تُوفِّيَ بعدَ السَّنةِ الحادية عشرةَ للهِجرةِ.