
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي
فقـد صـح لـي عنـه خلاف الـذي عندي
ظننــت بـه خيـراً وقلـت عسـى عسـى
نجـد ناصـحاً يهـدي الأنـام ويستهدي
فقـد خـاب فيهـا الظن لا خاب نصحنا
ومــا كـل ظـن للحقـائق لـي مهـدي
وقـد جاءنـا مـن أرضـه الشيخ مربد
فحقــق مـن أحـواله كـل مـا يبـدي
ومــن جـاءني مـن تـأليفه برسـائل
يكفـــر أهـــل الأرض علـــى عمــد
ولفــق فــي تكفيرهــم كــل حجــة
تراهـا كـبيت العنكبـوت لذي النقد
تجـاري علـى إجـراء دمـاء كل مسلم
مُصــَلٍّ مُــزَكٍّ لا يحــول عــن العهـد
وقـد جاءنـا عـن ربنـا فـي بـراءة
براءتهــم عـن كـل كفـر وعـن جحـد
وإخواننــا ســماهم اللّـه فاسـتمع
لقـول الإِلـه الواحـد الصـمد الفرد
وقـد قـال خيـر المرسـلين نهيت عن
فمـا بـاله لـم ينته الرجل النجدي
وقـال لهـم لا مـا أقاموا الصلاة في
أنـاس أتـوا كـل القبـائح عـن قصد
أبــن أبـن لـي لِـمْ سـفكت دمـاءهم
ولـمْ ذا نهبـت المال قصداً على عمد
وقــد عصـموا هـذا وهـذا بقـول لا
إلـه سـوى اللّـه المهيمن ذي المجد
وقــــال ثلاث لا يحــــل بغيرهـــا
دم المسلم المعصوم في الحل والعقد
وقــال عَلــيٌّ فــي الخـوارج إنهـم
مـن الكفـر فَرُّوا بعد فعلهم الْمُرْدِي
ولـم يحفـر الأخـدود فـي بـاب كندة
ليحرقهـم فـافهمه إن كنـت تسـتهدي
ولكــن لقــوم قــد أتـوا لعظيمـة
فقـاوال علـى ربنـا منتهـى القصـد
وهـذا هـو الكفـر الصـريح وليس ذا
برفـض ولا رأى الخـوارج فـي المهدي
وقـد قلـت فـي المختار أجمع كل من
حـوى عصـره مـن تـابعي وذي الرشـد
علـــى كفــره هــذا يقيــن لأنــه
تسـمى نَبيـاً لا كمـا قلـت في الجعد
فــذلك لــم يجمـع علـى قتلـه ولا
سـوى خالـد ضـَحَّى بـه وهـو عـن قصد
وقــد أنكـر الإِجمـاع أحمـد قـائلاً
لمــن يــدعيه قــد كـذبت بلا جحـد
كــدعواك فـي أن الصـحابة أجمعـوا
علـى قتلهـم والسبي والنهب والطرد
لمـن الزكـاة المـال قد كان مانعاً
وذلــك مــن جهــل بصــاحبه يـردي
فقــد كــان أصـناف العصـاة ثلاثـة
كمـا قـد رواه المسندون ذوي النقد
وقـد جاهـد الصـديق أصـنافهم ولـم
يكفـر منهـم غيـر مـن ضـل عـن رشد
وهـذا لعمـري غيـر مـا أنت فيه من
تجاريـك فـي قتـل لمـن كان في نجد
فــإنهُم قــد تـابعوك علـى الهـدى
ولـم يجعلـوا للّـه في الدين من نِدِّ
وقـد هجـروا مـا كـان مـن بِدَعٍ ومِنْ
عبـادة مـن حـلَّ المقـابر في اللحد
فمـا لـك فـي سـفك الـدما قـط حجة
خَـفِ اللّـه واحـذر ما تُسِرُّ وما تُبْدِي
وعامـل عبـاد اللّـه باللطف وادعهم
إلـى فعـل مـا يهدي إلى جنة الخلد
وردَّ عليهـــم مـــا ســلبت فــإنه
حــرام ولا تغــتر بــالعز والجــد
ولا بأنــاس حســنوا لــك مـا تـرى
فمــا همهـم إلا الأثـاث مـع النقـد
يريـدون نهـب المسـلمين وأخـذ مـا
بأيــديهمُ مــن غيــر خـوف ولا حـد
فراقـب إلـه العـرش من قبل أن تُرَى
صــريعاً فلا شــيء يفيــد ولا يجـدي
نعـم واعلمـوا أنـي أرى كـل بدعـة
ضـلالاً علـى مـا قلـت فـي ذلك العقد
ولا تحســبوا أنـي رجعـت عـن الـذي
تضـمنه نظمـي عـن القـديم إلى نجد
بلـى كـل مـا فيـه هـو الحـق إنما
تحريـك فـي سفك الدما ليس من قصدي
وتكفيــر أهــل الأرض لســت أقـوله
كمـا قتلـه لا عـن دليـل بـه تهـدي
وهـا أنـا أبْرَا من فعالك في الورى
فــأنت فــي هــذا مصـيب ولا مهـدي
ودونكهـــا منـــي نصــيحة مشــفق
عليــك عسـى تهـدي بهـذا وتسـتهدي
وتغلـــق أبــواب الغلــو جميعــه
وتـأتي الأمـور الصـالحات علـى قصد
وهــذا نظــامي جــاء واللّـه حجـة
عليـك فقابـل بـالقبول الـذي أهدي
نعـم ثـم إن الكفـر قسمان فاعلموا
وكــل مـن القسـمين أحكـامه أبـدي
فكفـر اعتقـاد حكمـه السـفك للدما
وسـبي الـذراري وانتهاب ذوي الجحد
إلــى أن يقــروا بالشـهادة للـذي
لـه الخلـق والأمـر الإِله الذي يهدي
وأن يشــهدوا أن الرســول محمــداً
نـبي أتـى بـالحق والنـور والرشـد
وأن يشــهدوا أن المعــاد حقيقــة
يعيــدهم رب العبــاد الـذي يبـدي
خلا مــن لـه منهـم كتـاب فـإنه ال
معاهـد والإِيفـاء حتـم لـذي العهـد
وكفـر كمـن يـأتي الكبـائر لا سـوى
وليــس ككفــر بالمعيـد وبالمبـدي
كتـــارك فـــرض للصـــلاة تعمــداً
وتـارك حكـم اللّـه في الحل والعقد
ومــن صـدق الكهـان أو كـان آتيـاً
لامــرأة فــي حشــِّها غيــر مسـتهد
ومــن لأخيــه قـال يـا كـافر فقـد
بهـا بـاء هذا أو بها باء من يبدي
وليــس بهـذا الكفـر يصـبح خارجـاً
عـن الـدين فـافهم مـا أقرره عندي
وهــذا بــه جمـع الأحـاديث والـذي
أتـى في كتاب اللّه ذي العز والمجد
بلـى بعـض هـذا الكفـر يخرج فاعلاً
لـه إن يكـن للشـرع والـدين كالضد
كمــن هــو للأصــنام يصـبح سـاجداً
وسـابِّ رسـول اللّـه فهـو أخو الجحد
وهــذا الـذي فصـلته الحـق فـاتبع
طريـق الهـدى إن كنـت للحق تستجدي
وجـاء مثـل هـذا فـي النفاق وغيره
مـن الفسـق والكفـر الذي كله يُرْدِي
فـإن قلـت قـد كفـرت مـن قـال إنه
إلــه وأن اللّــه جــل عــن النِّـدِّ
مســماه كــل الكائنــات جميعهــا
مـن الكلب والخنزير والقرد والفهد
مــع أنـه صـلى وصـام وجـانب الـت
وسـع فـي الـدنيا ومـال إلى الزهد
فقلـت اسـتمع منـي الجـواب ولا تكن
غبيـــاً جهــولاً للحقــائق كاللــد
فــإن الــذي عنــه ســألت مجـاهر
بنفـي الإِلـه الواحـد الصـمد الفرد
ونفــي نبــوءات النــبيئين كلهـم
فمـا أحمد الهادي لدى ذاك بالمهدي
وتصـويب أهـل الشـرك في شركهم فما
أبــو لهــب إلا كحمــزة فـي الجـد
وهـــرون أخطــا حيــن لام جماعــة
عكوفــاً علـى عجـل يخـور ولا يهـدي
فـإن لـم يكـن هـذا هـو الكفر كله
فعقلـك عقـل الطفـل زُمِّـلَ في المهد
فقـد كفـر الشـيخ ابـن تيميـة ومن
سـواه مـن الأعلام فـي السهل والنجد
أولئك إذ قــالوا الوجــود بأسـره
هــو اللّــه لا رب يُمَيِّــزُ عـن عبـد
وهـــذا مقـــال الفلاســفة الألــى
إلـى النـار مسـراهم يقينـاً بلا رد
وألفـي فـي هـذا ابـن سـبعين كتبه
وتـابعه الجيلـي ويـا بئس ما يبدي
ولكــن أرى الطــائي أطـولهم يـداً
أتــى بفصـوص لا تـزان بهـا الأيـدي
وجاء منهم ابن الفارض الشاعر الذي
أتـى بعظيـم الكفر في روضة الوردي
أجـاد نظامـاً مثـل مـا جـاد كفـره
فسبحان ذي العرش الصبور على العبد
أنزهـــه عــن كــل قــول يقــوله
ذوو الكفـر والتعطيل من كل ذي جحد
وأثنـي عليـه وهـو واللّـه بالثنـا
حقيـق فقل ما شئت في الواحد الفرد
بـديع السـموات العلـي خالق الملا
ورازقهــم مــن غيــر كـدِّ ولا جهـد
بــدا خلقنــا مــن أرضـه ويردنـا
إليهـا ويخرجنـا معيـداً كمـا يبدي
فريقيــن هــذا فــي جهنــم نـازل
وذلــك مزفــوف إلــى جنـة الخلـد
ألا ليـــت شــعري أي دار أزورهــا
فقد طال فكري في الوعيد وفي الوعد
إذا مـا ذكـرت الـذنب خفـت جهنمـاً
فقـال الرجـا بل غير هذا ترى عندي
أليــس رحيمــاً بالعبــاد وغـافراً
لمـا ليس شركاً قاله الرب ذو المجد
فقلــت نعــم لكــن أتانـا مقيـداً
بمـا شـاءه فـافهم وعَـضَّ هنا الأيدي
فهـل أنـا ممـن شـاء غفـران ذنبـه
فيـا حبـذا أم لسـت مـن ذلك الورد
هنـا قطـع الخـوف القلوب وأسبل ال
دمـوع مـن الأبـرار فـي ساحة الخلد
فأســـأله حســـن الختــام فــإنه
إليـه انقلابي في الرحيل إلى اللحد
ومغفـــرة منـــه ولطفــاً ورحمــة
إذا مـا نزلـت القـبر منفرداً وحدي
وأرجــوه يعفــو كــل ذنـب أتيتـه
ويغفـر لـي ما كان في الهزل والجد
ويلحقنـــا بالمصــطفى وبــآله ال
كـرام كرامـاً والصـحاب أولي الرشد
قصــدت بهــذا النظـم نصـح أحبـتي
وأختمــه بالشــكر للّــه والحمــد
وصــل علــى خيــر الأنــام وآلــه
صـــلاة وتســليماً يــدوما بلا حــد
ورَضِّ علــى الأصــحاب أصــحاب أحمـد
أولـي الجـد في نصر الشريعة والحد
محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.وله (ديوان شعر - ط).