
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا ناطِقاً كانَ فَصلُ القولِ من خَطَله
وذائقـاً كـانَ صابُ الدهرِ من عسلِهْ
مــــا كنـــتَ أولَ طلاّبٍ لمُطلـــبٍ
دهَتْــهُ داهيـةُ الأيـامِ مـن قِبلِـهْ
لا يركنــنّ إلـى الـدنيا بمنيتـه
فـتىً يَحـوطُ صـوابَ الرأي من زلَلِهْ
يَهـوى الخِلافَ فلـو قالَ الحِمامُ له
أهْـوى النُفوسَ لما سالتْ على أسَلِهْ
هــذا يؤمــلُ أمـراً ليـس يُـدرِكُهُ
مــن دهــرِهِ بتمنّيــه ولا حِيَلِــهْ
وذاكَ يُــدركُ أمــراً ليـس يـأمُلُهُ
فمــا يبلـغُ إنسـاناً إلـى أمَلِـهْ
رَمـى بهـا الغرض الأقْصى فتى نكصت
بيـضُ السيوفِ على الأعْقابِ من جَلَلِهْ
تـــذكّرتْ عهــدَه أيــامَ ســاعدُهُ
أمْضـى بهـنّ علـى الأعْناقِ من وَجَلِهْ
فمــا يلــوحُ حيـاءً حيـن تُبصـِرُهُ
حــتى تسـتّر بالأبطـالِ مـن خَجَلِـهْ
لـو كنـتُ أملِـكُ أمـراً حُـمَّ موقعُهُ
كَفَفْـتُ بـادرةَ الأقـدارِ عـن أجَلِـهْ
أوْ كـان يقْنَـعُ بـي أعـداؤهُ بدَلاً
لكنــتُ أولَ مشــهودٍ علــى جَمَلِـهْ
قـد كـانَ لا تـأمنُ الظّلْماءُ مبسمَهُ
ويأمنُ الطعنَ في الهيجاءِ من فشَلِهْ
يَرعـى النجـومَ بطـرفٍ ليـسَ يُغْمِضُهُ
حـتى كـأنّ نجـومَ الليـلِ من مُقَلِهْ
يراقـبُ الصـبحَ منـهُ وهـو في فَمِهِ
وتخـدُمُ المجـد فيـه وهو من خوَلِهْ
رحِمتُــهُ إذْ رأيـتُ الكتـبَ خاليـةً
مـن مـدحهِ وكلامَ النـاسِ مـن مَثَلِهْ
مســافرٌ لا يُرجّــى الأهــلُ أوبَتَـهُ
وذكـرُهُ يسـألُ الركبـانَ عـن سُبُلِهْ
حـتى إذا خِفـتُ أنْ تُنْسـى مكـارمُهُ
ويُخْمَـدُ الثـاقبُ الوقـادُ من شُعَلِهْ
وســَمْتُهُ بثنــاءِ مــا أردتُ بــهِ
إلاّ محافظــةَ الراعـي علـى إبِلِـهْ
يـا هـلْ تقـرُّ المَعالي بعد مصرعِهِ
عينـاً وتعمَـلُ شـيئاً كان من عمَلِهْ
أرْثـي لهـا وهـي لا تَرثي لعاشقِها
حُـبُّ الموارثِ يلهى المرءَ عن خُلَلِهْ
لا هَزْهَـزَ المجـدُ رمحـاً كان يخضِبُهُ
ولا تسـربلَ دِرعـاً كـان مـن حُلَلِـهْ
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر.من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه.قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس.وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد.له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.