
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَكَــدَّرتِ المــودّةُ والإخــاءُ
ومـاتَ الوَصـْلُ واعتَلَّ الصَّفاءُ
وبُــدِّلَتِ الخَلائقُ واســتَحالتْ
فكــلُّ مَحبّــةٍ فيهــا رِيـاءُ
مضـى مـن كانَ يصدُقُ فيه ظَنّي
إذا مـا أخلـفَ الظنَّ الرّجاءُ
بجــانبِ ماكِسـيْن ودارَتَيْهـا
فـتىً غبطـتْ بهِ الأرضَ السّماءُ
ومَنْعــي شــَفاني فيـه شـَكّي
وكــانَ يُقـالُ إنّ الشـّكَّ داءُ
تظـاهرتِ السـيوفُ عليهِ بَغياً
وحـامتْ حـولَه الأسـَلُ الظِّماءُ
تَجـافَي عنه يا قِصَدَ العَوالي
أمالَــكَ دونَ مُهْجتِــهِ شـِفاءُ
وعهـدِ اللـهِ مـا تبغينَ إلاّ
حُشاشــَتَهُ وإنْ جَـرَتِ الـدِّماءُ
دعوتـكَ والجَزيـرةُ دونَ صوتي
ولـولا التُّربُ ما قَصُرَ الدُّعاءُ
وكنـتُ أرى فِراقَـكَ نـأيَ شَهْرٍ
فقـد طـالَ التنظّـرُ والثّواءُ
إذا الخَبرُ الجليُّ شَفى مَشوقاً
ولـم يـكُ عنـكَ فـي خبرٍ جَلاءُ
أقـولُ عسـى بـهِ شـُغُلٌ وإنّـي
لأعلـم أنّـهُ الـداءُ العَيـاءُ
وذاكَ ولـو حشَرْتَ له المطايا
فــراقٌ لا يكــون لـه لِقـاءُ
يَعـزُّ علـى الذوائبِ من تميمٍ
وعيشـُكَ أنْ يكـونَ له العَزاءُ
سـأدّرِعُ الهمـومَ عليـكَ ثَوباً
صـباحي والمسـاءُ بـه سـَواءُ
شَرِهْتُ إلى البقاءِ وكان لوماً
وهـل لـي بعـدَ فَقـدِكُمُ بَقاءُ
لكــلٍّ مـن إخـاءِ أخيـهِ حـظُّ
وحظّــي مـن تـذكّركَ البكـاءُ
بأيــةِ عُــدّةٍ ألقـى غليلـي
إذا لم يَبْقَ في العينينِ ماءُ
لقــد ضـيعتَنا وغَفَلْـتَ عنّـا
كمـا غَفَلَتْ عن الشاءِ الرِّعاءُ
وقـد كـانَ الإبـاءُ يَمُدُّ باعي
ويَنفَعُنــي فقـد ضـَرَّ الإبـاءُ
فـإن تكـن المنيـةُ أدركتْـهُ
فـإنّ الصـبحَ يُـدركُهُ المَساءُ
تمَــلُّ مــآربُ الأيــام منّـا
ونَعشــَقُها لقـد عظُـمَ البَلاءُ
تُراخينــا وتَجـذِبُنا رويْـداً
كمـا يتـداركُ الدّلوَ الرشاءُ
إذا مـا واصـلتْ غَدَرَتْ وخانتْ
وأعـوزَ فـي خلائِقِهـا الوَفاءُ
تكِـرُّ علـى الذي تُعطيهِ عَفْواً
فلِـمْ كـان التـبرُّعُ والعَطاءُ
ومـا شـُوْوِرْتُ في خَلقي فأرضى
بمـا تَقضـي علـيَّ ومـا تَشاءُ
ولـو خيّرتنا ما اخترتُ عَيْشاً
يكــونُ لـه فَنـاءٌ وانقِضـاءُ
نُعَلَّـلُ بالـدّواءِ إذا مَرضـْنا
وهـل يَشفى من الموتِ الدّواءُ
ونختـارُ الطـبيبَ وهـل طبيبٌ
يــؤخِّرُ مـا يُقَـدِّمُهُ القَضـاءُ
ومــا أنْفاســُنا إلاّ حِســابٌ
ومــا حركاتُنــا إلاّ فَنــاءُ
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر.من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه.قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس.وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد.له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.