
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَقى اللـهَ الجَزيـرةَ مـن بلادٍ
وَوَادىِ الرِّمْــثِ مـن شـَجَنِ وَوَادِ
وأيَامــاً ســكنَّ الــيَّ أُنْســاً
سـكونَ المقلـتينِ الـى الرُّقَادِ
تَغَلْغَــلَ سـُكرُها فـي أُمِّ رأسـي
فلـم أَعـرفْ صـَلاحى مـن فَسـَادِى
أَرى بــذلَ التِّلادِ لهــا قليلاً
ولا أَعتَـــدُّ عُمــرى مِــنْ تِلادي
كــأَنى لا أَظُــنُّ العيـشَ يَفنـى
ولا أَنَّ الحيــاةَ الــى نَفَــاذِ
وَحَيَّــا اللـهُ بـالزوراءِ حَيّـاً
ســَلبتُ اليهــم مَـرَحَ الجِيَـادِ
ونَخْــوَةَ وارداتِ الخِمْـسِ لَغْـواً
يُطَــاوِلْنَ الأســِنَّةَ بــالهوَادِي
كَرَاكِــرُ جَمَّــةٌ مــن آلِ حَمْــدٍ
وَرِثْـنَ المجـدَ قبـلَ تُـراثِ عَادِ
هـم قبـل البـواذجِ مـن شَرَوَرى
وقبــل الهَضــْبِ أوَتـادُ البِلاَدِ
ولمـا اسـتبدلتْ بهـم الليالى
فَقَــدْتُهُم ولــم افقــدْ وِدَادِي
هجــرتُ النـاسَ غيرَهـم فَلَجُّـوا
مُباينَــةً ولــجَّ بـيَ التَّمَـادِي
أَدام اللـــهُ مــا خَوَّلْتُمُــوهُ
وأَوهــنَ كيـدُكم كيـدَ الأَعـادِي
فــاني لا أزالُ أَلــومُ نَفْســى
علــى طُـولِ التَّجَنُّـبِ والبِعَـادِ
وأعلـــم أَنَّ رأْيكـــمُ ســَليمٌ
لمــن والاكــم وارِي الزنَــادِ
ومــا اعتـاضُ بـالأَقوامِ منكـم
وهـل يعتـاضُ صـَدرِى مـن فُؤادِي
فِـــدَى للاريَحــي أَبــى علــيِّ
وقَــلَّ لــه بـأَنْ يَفـديهِ فَـادِ
ضــَجيعٌ للهُوَينــا لــم تُبِتْـهُ
مــآربهُ علــى شـَواكِ القَتَـادِ
فلــم أَرَ مثلَــهُ لِـدِفاع خَطْـبٍ
وَرقْيَــةِ حَيَّــةٍ نزلــتْ بِــوَادِ
أَمَــرُّ مَــرَارَةً وأشــَدُّ بَطْشــا
وكشـــفاً للمُلمَّــاتِ الشــِّدَادِ
غنـــيٌّ حيـــنَ تَطْرُقُــهُ لأَمْــرٍ
عــن التَّعْريـضِ فيـهِ بـالمُرَادِ
فمــا قِــدَمُ التجـاربِ قَـدَّمَتْهُ
ولكــنَّ السـيادةَ فـي السـَّوَادِ
جَـرَى وَجَـرَى الجِيـادُ الى مَدَاهُ
فمـا عَلِـقَ الكُـوَاديِنُ بالجيَادِ
ولا أغنَـــتْ شـــِيَاتٌ مُعْجَبَــاتٌ
ولا عُـــرَرٌ تُضـــَمَّخُ بالجِســَادِ
يَروقُـكَ صـيغةُ الجَفـنِ المُحَلـى
ونصــلُ السـيفِ أوَلـى بـالِجِلاَدِ
وَشــــَمَّرَ للمكـــارمِ شـــَمَّرِيٌّ
تَــبينَ فضــلُه عنــدَ الــوِلاَدِ
نمـى فـي دولـةِ الملكِ المُرَجَّى
كمـا ينمى النَّباتُ على العِهَادِ
كريـمُ الفِعْـلِ مطبـوعُ السَّجايا
علـى التوفيـقِ فيهـا والرَّشَادِ
يُعـــاطينى بَشَاشــَتَهُ فَــأروَى
كمـا يـروى بِـبرْدْ المـاءِ صَادٍ
أَقــولُ لخــائفٍ رَجَّــى ســِوَاهُ
فَلَــمْ يَظْفَــرْ بعــزٍّ مســتفَادِ
اذا واليـتَ فـانظرْ مـن تُوالىِ
وانْ عـاديتَ فـانظرْ مـن تُعَادِي
فـانَّ العبـدَ يأتى الضيمَ طوعاً
وانَّ الحُـرَّ يـأنفُ فـي الصـِّفَادِ
أَبـوكَ ثَنـى الجَوامحَ عن هَواهَا
وعلّمهـــا مُطَاوعــةَ القِيَــادِ
وكــانَ الملــكُ مُضـْطراً اليـهِ
كمـا أُضْطُرَّ الطِّرافُ الى العِمَادِ
كـأَنَّ النـاظرينَ اليـه رِيْعُـوا
بِرئبَــالٍ مــن الاســَادِ عَــادِ
يَسـُورُ حِـذَارَهُ فـي العيـنِ حتى
يُنَهْنِهُهَـا عـن النَّظَـرِ المُعَـادِ
رأَى فـي الرفـقِ كيداً لم يروهُ
وكــانَ الرفـقُ أَدنـى للسـَّدَادِ
ولــم يَتَعَسـَّفِ التَّـدْبيرَ خَبْطـاً
كمــن ركـبَ الفلاةَ بغيـرِ هَـادِ
يُقَلِّـــبُ رأْيَــهُ كَــراً وفَــرّاً
كمـا قَلَّبْـتَ رُمْحَـكَ فـي الطِّرَادِ
فــأَبلغْ ســيدَ الـوزراءِ عَنِّـى
مقالــةَ ناصــحٍ مَحْـضٍ الـوِدَادِ
أَقِــمْ أَودَ الرعيَّــةِ غَيـرَ وَانٍ
وكلَّهــم اذا لــم يجــد جـادِ
وان لــم يُنـهَ أَصـغرُهم بقمـعٍ
فــأَكبرُهم أَخـفُ الـى الفَسـَادِ
أُحِــبُّ بَقــاءَ دولتكـم وأرَجـو
لكم ولها الخلودَ الى التَّنَادِي
وأَجهـدُ فـي الـولاءِ وليـتَ أَنَّى
اذا بــالغتُ أَقنـعُ باجتهَـادِي
وكيـفَ يمـازُ فـي السـَّرَّاءِ غِشَي
وفـي الضـَّرَّاءِ قد عُلمَ اعتقادِي
أَجبـتُ ومـا دُعيـتُ وكنـتُ أُدعى
فلا أُصـْغِى الـى قَـولِ المُنَـادِي
فهـل لـك فـي يَـدٍ تَنْتَـاشُ حُراً
خفيـفَ الظَّهـرِ مـن حِملِ الأَيادِي
اذا فُــرصُ المطــامعِ أَمكنتـه
تنكــبَ نابـلَ السـمعِ الجـوَادِ
رآكَ أَحــقَ بالتأميــلِ منهــم
وأَولــى بالحِيَاطَــةِ والـذيَادِ
نصـيبٌ مـن صـريحِ المجـدِ فُزتُم
بــه دونَ الحَواضـرِ والبَـوَادِي
ومكُرمَــةٌ لكــم ذُخِـرَتْ وصـِيْنَتْ
تَـــولى حِفْظَهــا ربُّ العِبَــادِ
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر.من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه.قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس.وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد.له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.