
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســـميري وهــل للمســتهام ســميرُ
تنـــامُ وبـــرقُ الأبرقيــن ســَهيرُ
تمـــزقُ أحشــاءُ الربــاب نِصــاله
وقلــبي بهاتيــك النِصــَال فَطيــرُ
تطــايرَ مرفـضَّ الصـحائف فـي الملا
لهــــنّ انطــــواءٌ دائبٌ ونشـــور
يهلهــل فــي الآفـاق رَيطـا مـورّداْ
طـــوالَ الحواشــي مكثهــن قصــيرُ
بمنتحبــــاتٍ مرزمــــاتٍ يحثهـــا
حـــداءُ النعــامى دمعهــنُ غزيــر
تنبَّــه سـميري نسـأل الـبرق سـقيَهُ
لربـــع عفتـــه شـــمأل ودبـــور
ذكــرت بــه عهــداً حميـداً قضـيتُه
وذو الحــزن بالتـذكار وَيْـكَ أسـيرُ
عهـوداً علـى عيـن الرقيب اختلستها
ذوت روضـــة منهـــا وجــف غــدير
متـاعي رجـع الطـرف منهـا وكـل ما
يســرك مــن عيــش الزمــان قصـير
وبي من تباريح الجوى ما شجا الهوى
وذلـــك مـــا لا يـــدعيه ضـــمير
وفـت لرسـيس الحـب بالصـبر مهجـتي
ومــا كــل مـن شـف الغـرام صـبور
وإلا فمــا بــالى وغــور مــدامعي
ودمــع التصــابي لا يكــاد يغــور
ادهـري عميـد الحـب والعـود ذابـل
فهلا واملــــود الشـــباب نضـــير
عـذير غوايـات الغـرام مـن الصـِبا
ومـــا لغوايــات المشــيب عــذير
وكــل غــرام قــارن الشـيب سـوءة
وكــل غريــر فــي المشــيب غـرور
أبعــد تباشــير المشــيب غوايــة
وللعقـــل منهـــا زاجــر ونــذير
تنــاقلنى عمـران عمـر قـد انحنـى
بشـــيب وعمـــر للشـــباب كســير
تنـاهت حيـاتي غيـر نـزل علـى شفا
وذلـــك قــدر لــو نظــرت يســير
صـبابة عمـر حشـوها الغـى والهـوى
وهـــذا مقـــام بالتقــاة جــدير
تقضـَّى ثميـن العمـر في نشوة الهوى
وحشـــو مـــزادي باطـــل وغــرور
أألهـو وقـد نـادى المنادي لمنتهى
إليــه وإن طــال المطــال أصــير
وصــبحان مــن عقــل وشـيب تنفسـا
فـــذا مســـفر هــاد وذاك ســفير
أأتـرك نفسـي بعـد ذا بيـد الهـوى
تســام كمــا جــر الحمــار جريـر
وأوقرهــا شــراً وفيهــا اسـتطاعة
إلـى الخيـر والنـاهي الرقيب غيور
وإنــي وإن ســومت نفســي بمســرح
مراعيـــه ســـم نـــاقع وشـــرور
يطــور لـي الشـيطان أطـوار كيـده
ونفســي لــه فيمــا يشــاء نصـير
فلســت بمــتروك ســدى دون مـوقفي
علــى الغــي عقـبى أشـرفت ومصـير
ســيوقفني مـن رقـدة اللهـو نـاعب
يحـــط بمحتـــوم الــردى ويطيــر
مقضــي بـي المحيـا وجهلـي مطيـتي
وقائدهـــا دنيـــاي وهــي غــدور
أمـــان وأوهـــام وزخــرف باطــل
ســــراب بقيعـــان الفلاة يمـــور
محصــلها بالكــد والكــدح راقــب
لفـــوت وتفريـــق إليـــه تحــور
فليــس ســديداً جمــع هـم لجمعهـا
ودائرة التفريـــق ســـوف تـــدور
ســنتركها بــالرغم وهــي حبيبــة
ورب حــــبيب للنفــــوس مــــبير
ومــن عجــب ميــل النفـوس لعاجـل
يحـــول علـــى اكـــداره ويبــور
واســراعها فـي الغـي اسـراع آمـن
وناقـــد أعمــال العبــاد بصــير
مـتى أقلعـت عنـا المنـون وهل لنا
بغيـــر طريــق الغــابرين عبــور
أم الأمــل الملهــى بــراءة غافـل
مـن المـوت أم يـوم المعـاد يسـير
أتمــرح إن شــاهدت نعشــاً لهالـك
إليـــك أكـــف الحــاملين تشــير
ســتركب ذاك المركـب الـوعر سـاعة
إلــى حيــث ســار الأولــون تسـير
نقـى مـن غبـار الأرض بيـض ثيابنـا
وتلـــك رفــات الهــالكين تطيــر
لـي الويـل هلا أرعـوي عـن مهـالكي
أمــا فــي المنايـا واعـظ ونـذير
أمــا فــي عويـل النائحـات مـذكر
أم النــوح حــولي والبكـاء صـفير
أم الغـارة الشـعواء مـن أم قشـعم
يشـــن أصـــيل هولهـــا وبكـــور
علــى كـل نفـس غيـر نفسـي رزؤهـا
ويمنعنـــي منهـــا حمــى وســتور
بلـى سـوف تغشـاني مـتى حان حينها
فيعجـــز عنهـــا ناصـــر وعشــير
وتفجــــأنى يومــــاً وزادي خطيئة
واثــم وحــوب فــي الكتـاب كـبير
أرى الخطـب صـعباً والنفـوس شـحيحة
علــى زخــرف فــان مــداه قصــير
وتلـك ثمـار الجهـل والجهـل مرتـع
وخيــــم وداء للنفــــوس عقـــور
ولـو حـاولت نفـس عـن الشـر نزعـة
تنازعهـــا طبـــع هنـــاك خــؤور
فزجــت بهــا الآمـال فـي غمراتهـا
إلـــى أن دهاهــا منكــر ونكيــر
فثبطهـــا تســويفها وهــو قــارض
لرمـــة اجـــال النفـــوس هصــور
ودأب النفـوس السـوء مـن يث طبعها
إذا لــم يصــنها للبصــائر نــور
بهـا ترتمـي فـي الخسر آفات طبعها
خلائق توحيهــــا الجبلـــة بـــور
تـدارك وصـايا الحـق والصـبر إنما
يفـــوز محـــق بـــالفلاح صـــبور
وخــذ بكتــاب اللّــه حســبك أنـه
دليـــل مـــبين للطريـــق خفيــر
فمـا ضـل مـن كـان القـرآن دليلـهُ
ومـا خـاب مـن سـيرَ القـرآن يسـير
تمسـك بـه فـي حالـة السخط والرضا
وطهــر بــه الآفــات فهــو طهــور
وحـارب بـه الشـيطان والنفس تنتصر
فكافيـــك منـــه عاصـــم ونصــير
دعيــت لأمـر ليـس بالسـهل فاجتهـد
وســـدد وقــارب والطريــق منيــر
وأسـس علـى تقـوى مـن اللّـه توبـة
نصــوحاً علــى قطـب الكمـال تـدور
وزن صـالح الأعمـال بـالخوف والرجا
همـــا جنـــة للصـــالحات وســور
وبالعـدل والاحسـان قـم واستقم كما
أمـــرت وبــادر فالمعــاش قصــير
وراقــب وصـايا اللّـه سـراً وجهـرة
ففـــي كــل نفــس غفلــة وفتــور
وجـرد علـى الاخلاص جـدك فـي التقـى
ففوقـــك بالشــرك الخفــى خــبير
وثـابر علـى المعـروف كيف استطعته
ودع منكــرات الأمــر فهــي ثبــور
ومـل حيـث مال الحق والصدق واستبق
مليــاً إلــى الخيـرات حيـث تصـير
واخلــص مــع الجـد اليقيـن فـإنه
بــه تنضــر الأعمــال وهــي بـزور
وبالرتبـة القصـوى من الورع التبس
فللــورع الــدين الحنيــف يحــور
وكــن فـي طريـق الاسـتقامة حـاذراً
كميــن الأعــادي فالشــجاع حــذور
يجـــوز طريــق الاســتقامة حــازم
علــى حــرب قطــاع الطريـق قـدير
مراصــدها شــتى وفــي كــل مرصـدٍ
لخصـــمك حـــربٌ بــالبوار تغــور
فلا تخــش ارهاقــاً وسـاور ليوثهـا
بعــزم يفــض الخطــب وهــو حسـير
ورافــق دليــل العلـم يهـدك إنـه
طريــق يحــار العقــل فيـه وعيـر
وفعلــك حـد المسـتطاع مـن التقـى
علــى غيــر علــم ضــيعة وغــرور
فمــا زكــت الطاعــات إلا لمبصــر
علـى نـور علـم فـي الطريـق يسـير
أتـــدخر الأعمـــال جهلاً بوجههـــا
وأنــت إلــى علــم هنــاك فقيــر
فيـا طـالب اللّـه ائتـه مـن طريقه
وإلا فبالحرمــــان أنـــت جـــدير
فلسـت إذا لـم تهتـد الـدرب واصلاً
قبيلــك فــي جهــل السـلوك دبيـر
ومـا العلـم إلا مـا أردت به التقى
وإلا فخطـــأ مـــا حملـــت كــبير
فكـم حامـل علماً وفي الجهل لو درى
ســــلامته ممـــا إليـــه يصـــير
ومـا أنـت بـالعلم الغزيـر بمفلـح
ومالــك جــد فــي التقــاة غزيـر
وحســبك علمــاً نافعـاً فـرد حكمـة
بهــا الســر حــي والجـوارح نـور
تعلــم لـوجه اللّـه واعمـل لـوجهه
وثــق منــه بـالموعود فهـو جـدير
تعـــرض لتوفيـــق الالـــه بحبــه
ودع مــا ســواه فــالجميع قشــور
هـو الشـأن بـالتوفيق تزكـو ثماره
ومتجـــره واللّـــه ليـــس يبــور
كــأي رأينــا عالمــاً ضــل سـعيه
وضـــل بـــه جـــم هنــاك غفيــر
معـــارفه بحـــر ويصـــرف وجهــه
إلــى الباطـل الخـذلان وهـو بصـير
وافلــح بــالتوفيق قــوم نصـيبهم
مـن العلـم فـي رأى العيـون حقيـر
وتلــــك حظـــوظ للارادة قســـمها
وحكمـــة مـــن يختارنــا ويخيــر
تحزبـــت الأحـــزاب بعـــد محمــد
فكـــل إلـــى نهـــج رآه يصـــير
وقــرت علـى الحـق المـبين عصـابة
قليـــل وقـــل الأكرميـــن كــثير
هـم الوارثـون المصـطفى خيـر أمـة
لمــــدحهم آي الكتــــاب تشـــير
أولئك قـــوم لا يـــزال ظهـــورهم
علـى الحـق مـا دام السـماء تـدور
علــى هضــبات الاســتقامة خيمــوا
إذا اعـــوج أقــوام وضــل نفيــر
تنـــافر عنهـــم رفـــض وخــوارج
وحشــــوية حشــــو البلاد تمـــور
رأوا طرقـاً غيـر الهـدى فتنـافروا
إليهـــا وبئســـت ضـــلة ونفــور
لهــم نصــب مــن بدعــة وزخــارف
بهــا عكفــوا مــا للعقـول شـعور
تـــدعمهم أهــواؤهم فــي هلاكهــم
كمـــا دع فــي ذل الأســار أســير
لأقـــوالهم صـــد وفيهــم شقاشــق
لهـــن ولا جـــدوى هنـــاك هــدير
دليلهــم يهــوى بهــم فــي مضـلة
وهــم خلفــه عمــش العيـون وعـور
فيــا أسـفاً للعلـم يطمسـه الهـوى
ويــا أســفاً للقـوم كيـف أبيـروا
أرى القـوم ضـلوا والـدليل بحيـرة
وللحـــق نـــور والصــراط منيــر
سـروا يخبطـون الليـل عميـا تلفهم
شـــمائل مـــن أهــوائهم ودبــور
يـتيهون سـكعاً فـي المجاهل ما بهم
بمـــوطىء أخفــاف المطــي بصــير
يقولــون مــا لا يعلمــون وربمــا
علــى علمــه بالشــيء ضــل خـبير
ولـو كـان عيـن الحـق منشود جهدهم
لمــا حــال ســد أو طــوته سـتور
نعــم أبصــروه حيـث غرهـم الهـوى
فصــــدهم عنـــه هـــوى وغـــرور
أقـاموا لهـم مـن زخرف القول ظهرة
وللبطــل فيمــا اســتظهروه ظهـور
وفـي زخـرف القـول ازدهاء لمن غوى
والهتــة عــن لــب الصـواب قشـور
وفـي البـدع الخضـر ابتهـاج لأنفـس
تــدور بهــا الأهــواء حيـث تـدور
نشـاوى مـن الـدعوى التي يعصرونها
وليـــس لبرهـــان هنـــاك عصــير
ومــا روقــوه مــن رحيــق مفــوه
فـــذلك ســم فــي الانــاء خــثير
يــدرون أنــواء الكلام ومــا بهـا
وراء ولا يطفــــى بهــــن هجيـــر
ومــا كــل طـول فـي الكلام بطـائل
ولا كــــل مقصـــور الكلام قصـــير
ومــا كــل منطــوق بليــغ هدايـة
ولا كـــل زحـــار الميــاه نميــر
ومــا كــل موهـوم الظنـون حقـائق
ولا كـــل مفهـــوم التعقــل نــور
ومــا كــل مــرئى البصــائر حجـة
ولا كـــل عقـــل بالصــواب بصــير
ومــا كــل معلــوم بحـق ولا الـذي
تقيـــل علمـــاً بـــالأحق جـــدير
ولكــن نــور اللّــه وهــب لحكمـة
يصــير مــع التوفيــق حيـث يصـير
هــدى اللّــه حـظ والحظـوظ مقاسـم
إلـى مقتضـى العلـم القـديم تحـور
وليـس اختيـار اللّـه فـي فيض نوره
بمكتســــب أو تقتضــــيه أمـــور
وفــي ظـاهر الأقـدار أسـرار حكمـة
طــواهن مــن علــم الغيـوب ضـمير
ارتنـى هـدى زيـد وفـي العلـم قلة
وضـــلة عمـــرو والعلــوم بحــور
وذاك دليـــل إن اللّـــه أنفســـاً
عليهــا مــن اللطـف الخفـي سـتور
ظواهراهــا بلــه وتحــوي بواطنـا
لــدى علمهــا جنـس الوحـود حقيـر
عليهــا خــدور مــن غبـار غبـاوة
ولكنهـــا تحـــت الخــدور بــدور
تجـردن مـن لبـس الخيـالات وانطـوى
عليهــن ريــش مــن هــدى وشــكير
ســرين ريـاح اللّـه تحـدو ركابهـا
إليـــه وأنــوار اليقيــن خفيــر
يغــادرن فيــه منــزلاً بعـد منـزل
يكــاد بهــا الشـوق الملـح يطيـر
تــدثرن خيــل اللّــه حـتى بلغنـه
وواحــدها فــي العــالمين دثــور
وردن ميــاه النهـر غرثـى صـوادئا
وليــس لهــا حــتى اللقـاء صـدور
أوانــس فــي مـرج الرجـاء رواتـع
وللخـــوف فـــي أحشــائهن زفيــر
غســلن بــه أحكــام ســهم واشـعر
ودرن مـــع القــرآن حيــث يــدور
نحــرن عقيــب الـدار بـازل نـاكث
وأمســـى بصـــفين لهـــن هريـــر
فلــو قــدرتها هاشــم حـق قـدرها
هشــمن ابــن صــخر للحـروب صـخور
ولكــن وهــى رأى وخــامت عزيمــة
فحكـــم خصـــم واســـتبيح نصــير
بنــي هاشـم عمـدا ثللتـم عروشـكم
وفــي عبــد شــمس نجــدة وظهــور
علـى غيـر ذنـب غيـر انكـار قسطهم
وللجــور مــن نفــس الحــق نكيـر
قتلتـم جنـوداً حكمـوا اللّـه لا سوى
وقـــالوا علـــي لا ســواه أميــر
فيــا لــدماء فـي حـروراء غـودرت
تمـــور وأطبــاق الســماء تمــور
وانفــس صــديقين أزهقهــا الـردى
وشــقت عــن التقــوى لهــن نحـور
مخردلــة الأشـلاء للطيـر فـي الفلا
وهـــن بجنـــات النعيـــم طيــور
علــى جنبــات النهــروان عقــائر
كمـــا وقيــت بالمشــعرين نــذور
أبيــد خيــار المســلمين بضــحوة
كمـــا نحـــرت للميســرين جــزور
يعجـــون بــالتحكيم للّــه وحــده
وهـــامهم تحـــت العجــاج تطيــر
فيـا أمـة المختـار هـل فيـك غيرة
فـــان محــب اللّــه فيــه غيــور
ويـا ظهـرة الايمـان هـل فيـك منعة
وهيهـــات عـــزت منعـــة وظهيــر
ويــا لرجــال اللّــه أيــن محمـد
وناصــــره بــــالنهروان عقيـــر
ولــو وقعــة كــانت بعيــن محمـد
لمــا قــر عينــا أو يـزول ثـبير
فمــن لصـدور الخيـل فـوق صـدورهم
وللّــه فــي تلــك الصــدور بحـور
تطـل دمـاء المـؤمنين علـى الهـدى
وخيــل ابـن صـخر فـي البلاد تغيـر
ويعصـى ابـن عبـاس إذا لـم شـعثها
ويســـمع فيهـــا أشـــعث وجريــر
علـى أن علـت فـوق الرمـاح مصـاحف
ونــادوا إلـى حكـم الكتـاب نصـير
مكيــدة عمــر وحيــث رثـت حبـاله
وكــادت بحــور القاســطين تغــور
أبــا حســن ذرهــا حكومــة فاسـق
جراحــات بــدر فــي حشــاه تفـور
أبــا حسـن أقـدم فـأنت علـى هـدى
وأنـــت بغايـــات الغــوي بصــير
أبـــا حســـن لا تعطيـــن دنيـــة
وأنـــت بســلطان القــدير قــدير
أبــا حســن لا تنـس أحـداً وخنـدقاً
ومـــاجر عيـــر قبلهـــا ونفيــر
أبــا حســن أيـن السـوابق غـودرت
وأنـــت أخـــوه والغــدير غــدير
أبـا حسـن إن تعطهـا اليوم لم تزل
يحـــل عراهـــا فـــاجر ومـــبير
أبـــا حســـن طلقتهــا لطليقهــا
وأنـــت بقيـــد الأشـــعري أســير
أتحبـس خيـل اللّـه عـن خيـل خصـمه
وســـبعون ألفـــاً فــوقهن هصــور
أثرهــا رعـالاً تنسـف الشـام نسـفة
بثـــارات عمـــار لهـــن زفيـــر
وصـــك ثغــور القاســطين بقيلــق
لـــه مـــدد مـــن ربــه وظهيــر
فلــم يبــق إلا غلــوة أو تحســهم
ويبكــي ابــن صــخر قبــة وسـرير
فمـا لـك والتحكيـم والحكـم ظـاهر
وأنـــت علـــيٌّ والشـــآم تمـــور
أفــي الـدين شـك أم هـوادة عـاجز
تجوزتهـــا أم ذو الفقــار كســير
يـبيت قريـر الجفـن بـالجفن لاصـقاً
وجفــن حســام ابـن اللعيـن سـهير
فلا جــبرت حــداه إن ظــل مغمــدا
وهنـــدي هنـــد منجـــد ومغيـــر
ولا جـــبرت حـــداه يــوم ســللته
لــه فــي رقــاب المـؤمنين صـرير
أتغمــده عــن عبــد شـمس وحزبهـا
ويلفــح حــزب اللّــه منــه سـعير
فمالــك والأبــرار تنــثر هــامهم
كأنـــــك زراع وهـــــن بــــذور
ذروتهـــم عصــفاً وتبكــي عليهــم
بلــى فابــك خطـب بالبكـاء جـدير
فمـا هـي إلا جدعـة الأنـف مـا شـفت
غليلاً وجــــرح لا يــــزال يغـــور
ستحصــد هـذا الـزرع مهمـا تقصـدت
عراقـــك لا يلـــوى عليــك ضــمير
تنازعهــا ســل الســيوف فتلتــوى
وتخطـــب فيهــا والقلــوب صــخور
قتلــت نفيـر اللّـه والريـح فيهـم
وأصـــبحت فــذا والنفيــر نفــور
نشــدت دوي النحــل لمــا فقـدتهم
ويعســوب ذاك النحــل عنــه خـبير
أرقــت دمــاء المــؤمنين بــريئة
لهـــن بزيـــزاء الحــرار خريــر
عليـــاً أميــر المــؤمنين بقيــة
كـــأن دمـــاء المــؤمنين خمــور
ســمعناك تنفــي شــركهم ونفـاقهم
فـــأنت علــى أي الــذنوب نكيــر
ومــا النــاس إلا مـؤمن أو منـافق
ومنهـــم جحـــود بـــالإله كفــور
وقـد قلـت مـا فيهـم نفـاق ولا بهم
جحــود وهــذا الحكــم منـك شـهير
فهــل أوجـب الايمـان سـفك دمـائهم
وأنـــت باحكــام الــدماء بصــير
تركتهـــم جــزر الســباع عليهــم
لفـــائف مـــن ايمــانهم وســتور
مصــــاحفهم مصـــبوغة بـــدمائهم
عليهــن مــن كتــب السـهام سـطور
وكنــت حفيــاً يـا ابـن عـم محمـد
بحفـــظ دمــاء مــا لهــن خطيــر
وكنــت حفيــاً أن يكونــوا بقيــة
لنصـــرك حيــث الــدائرات تــدور
تناسـيت يـوم الـداراذ جـد ملكهـا
فللعـــاص فيهـــا دولــة وظهــور
ويــوم جبــال النــاكثين تدكـدكت
وطلحــة والعــود الطليــح عقيــر
وحربــاً تــؤز الشـام ازا قراعهـا
لــه فــي جمــوع القاسـطين سـعير
تعــوذ منهــا القاســطون بخدعــة
بجدعــة تلــك الأنــف فــاز قصـير
مـــواطن أهــوال تبــوأت فلجهــا
إلـــى أن دهتهــا فلتــة وفتــور
تفـانت ضـحايا النهـر فـي غمراتها
وأنـــت شـــهيد والعـــدو وتيــر
تنــادي أعيرونــي الجمــاجم كـرة
فقـــد قــدموها والــوطيس ســعير
أمـا والـذي لا حكـم مـن فـوق حكمه
علـــى خلقـــه ورد بـــه وصــدور
لقــد مــا أعـاروك الجـاجم خشـعا
عليهــن مــن قــرع الصـفاح فطـور
فقصــعتها إذ حكمــت حكــم ربهــا
فمـــا بقيـــت عاريـــة ومعيـــر
فيــا أســفاً مــن ســيف آل محمـد
علــى المــؤمنين الصـالحين شـهير
نبـاعن رؤوس الشام في الحق وانثنى
إلـــى ثفنــات العابــدين يجــور
أحيـــدرة الكـــرار إن خيـــاركم
وقراءكـــم تحــت الســيوف شــطور
أحيــدرة الكــرار تــابعت اشـعثا
واشـــعث شـــيطان ألـــد كفـــور
أعشــرون ألفـاً قلبهـم قلـب مـؤمن
بـــأوجههم نــور اليقيــن ينــور
بهاليـل أفنـوا فـي العبادة أنفساً
لهــم أثــر فــي الصـالحات أثيـر
أسـود لدى الهيجا رهابين في الدجى
أنــاجيلهم وســط الصــدور ســطور
وفــي القـوم حرقـوص وزيـد وفيهـم
أويــس ومــن بــدر هنــاك بــدور
ومــن بيعـة الرضـوان فيهـم بقيـة
بأيـــديهم منهـــا نــدى وعــبير
أكلتهــم فــي النهـر فطـرة صـائم
فكيــف أبــا السـبطين سـاغ فطـور
فيـا فتنـة فـي الـدين ثار دخانها
وذاك إلــى يــوم النشــور يثــور
نجونـا بمحمـد اللّـه منها على هدى
فنحــن علــى ســير النــبي نسـير
بصـــائرنا مـــن ربنــا مســتمدة
إذا اشـــتبهت للمـــارقين أمــور
وثقنــا بـأن الـدين عـروة أمرنـا
ومـــا شــذ عنــه فتنــة وغــرور
وإن رجـــالاً حكمــوا اللّــه حجــة
علــى مــن بتحكيـم الرجـال يصـور
ببينـــة مـــن ربهـــم وبصـــيرة
تجاهـــل فيهـــا عســـكر وأميــر
وإنهـــم حجــوا عليــاً وأعــذروا
ومــا فــاتهم ممــن لــديه عـذير
علـى أنـه مـن أبصـر النـاس للهدى
وكــم بقضــاء اللّــه ضــل بصــير
تنورهــا الحـبر ابـن عبـاس منهـم
فحـــج عليـــاً والحجيـــج نصــير
جـزى اللّـه أهـل النهـروان رضـاءه
ومــا فــوق مرضــاة الالــه أجـور
كمـا جاهـدوا فـي اللّـه حـق جهاده
وقـاموا بمـا يرضـى وفيـه أبيـروا
ومــاتوا كرامــاً قــانتين وكلهـم
علــى المــوت صــبار هنـاك شـكور
شـــراة ســـراة لا يخــط غبــارهم
وإن أبلحــت فــوق الأمــور أمــور
إذا انتهكـت مـن ديـن الاسـلام حرمة
فليــس لهــم عيــش هنــاك قريــر
كــرام شــداد الغـار ي ذات ربهـم
علــى كــل حــال والمحــب غيــور
نفوســهم حيـث ابتلـوا وجـه ربهـم
قرابيـــن منهـــم قــدمت ونــذور
نــدين لــوجه اللّـه طوعـاً بحبهـم
ومـــا شـــنآن الملحــدين مضــير
هــم القــوم بلتهـم مخافـة ربهـم
ودارت عليهــــم أبطـــن وظهـــور
فلا بــارح الــروح الالهــي ربعهـم
ولا فــــارقتهم رحمــــة وحبـــور
واخــوانهم أهــل النخيلـة بعـدهم
واتبـــاعهم حـــتى يقــوم نشــور
ولا زال منهـــل الســـلام عليهـــم
تــــرادف آصـــال بـــه وبكـــور
وأدخلهـــم دار الســـلام إلههـــم
جميعـــاً عليهـــم نضــرة وســرور
توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها quotالنفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلانيquot جمع فيه ما نظمه من أذكار وquotكتاب السؤالاتquot وquotالعقيدة الوهبيةquot وquotنثار الجوهرquot و quotثمرات المعارفquot وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)