
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علمـــت ربـــي ولا عيـــن ولا أثـــر
ولا ظـــــروف ولا شــــرط ولا صــــور
مــا فــات علمــك موجــود ولا عــدم
جــار بعلمــك مــا تـأتي ومـا تـذر
وليــس علمــك موقوفــاً علــى حــدث
مـا كـان أو لـم يكـن يجـري بـه قدر
والاســــتحالة والامكــــان حكمهـــا
وفـــق المشـــيئة أن شــئت مقتصــر
قـــدرت شــيئاً محــالاً ثــم تجهلــه
سـبحان سـبحان حـق القـدر مـا قدروا
مــا للطبيعــة تنــزو فـوق مركزهـا
ومالهــا فــي الـذي تنـزو لـه أثـر
أليـــس نفــس الهيــولي لا يحركهــا
إلا المعلــــل والمعلـــول مقتســـر
والحــد والرســم والأشــكال والصـور
والحــل والعقــد والابــرام والغيـر
والكــل والجــزء ممـا كـان ممتنعـاً
وغيــر ممتنــع فــي اللــوح مسـتطر
وكــل مــا كــان موجــوداً ومنعـدماً
فمــــن ارادتـــه لا شـــك مـــؤتمر
أيجهــل اللّــه أمــراً نحــن نعلمـه
إن ليــس تحصــره مــن جنســه صــور
مـن أمـره اللـم يكـن واللا يكون وكن
فكيــف يجهــل مــا يستحصــل البشـر
مــن ذا أفــاض علينــا مــا نحصـله
مــن العلــوم ومــا تسـتدرك الفكـر
هــب القـوى أدركـت فالمـدركات لهـا
قيودهـــا العلــم والادراك والنظــر
ومــن أمــد القــوى حـتى يحصـل فـي
مــن كــان هيأهــا حـتى بـدا الأثـر
وهـــــل معارفنــــا إلا مــــواهبه
والكســب فـي ضـغطة التكـوين منحصـر
أنحـــن نعلــم بالتعقيــل منعــدماً
وخــالق العقــل عنــه الأمـر مسـتتر
إن شــاء شـيئاً فـذاك الشـيء يعلمـه
أو لـم يشـأه انطـوى عـن علمه الخبر
مـن أوجـد الشـيء مـن لا شـيء يجهلـه
كيــف اســتقام لــه الايجـاد والأثـر
والجهــل بالصــنع عجـز لا تقـوم بـه
علـــى كمالاتهــا الأكــوان والفطــر
إن كــان يجهــل شــيئاً قبـل مـوقعه
فـــإنه قبـــل ذاك الشــيء مفتقــر
ما الشأن في الذات قبل الخلق في أزل
قــد عزهــا العلــم لا سـمع ولا بصـر
اسـتغفر اللّـه هـذا الكـون علـة عـل
م اللّـه أم كيـف هـذا العلـم يعتـبر
قــد قــف شـعرى مـن خطـب خـذيت لـه
تكــاد منــه الســما والأرض تنفطــر
آهــا علـى فلتـة جـاء البصـير بهـا
قــد خاصــمته عليهــا الآي والســور
أقــول للعقــل والبرهــان فـي يـده
هلا حكمـــت وأنــت الفيصــل الــذمر
ســــلبته صــــفة ذاتيـــة وجبـــت
لـــذاته حيـــث لا كـــون ولا فطـــر
فحيــنً أوجــدها صــنعاً أضــفت لــه
علمــاً يسـاوق مـا يجـري بـه القـدر
هلا حكمـــت بـــأن الـــذات عالمــة
بنفــي أضـدادها مـن قبـل أن ذكـروا
هلا حكمـــت بـــأن الـــذات فاعلــة
بالاختيــار لمــا تــأتى ومــا تـذر
لــو لـم يكـن علمـه بالشـيء يسـبقه
لكــان بــالطبع أو بــالجبر يقتـدر
لـو كـان يختـار أمـراً ليس يعلمه ان
حــل الوجـود لمـا تـأتى بـه الخيـر
يـــدبر الأمــر مطويــاً علــى غــرر
إن كــان يغــرب عـن إدراكـه الغـرر
مــا كـان أغنـاه عـن تـدبير صـنعته
إن كــان يجهـل قبـل الصـنع مـالخبر
ســـبحان ربـــي تقديســـاً لعزتـــه
فــي علمــه النفـي والاثبـات منحصـر
بالــذات للــذات معلومــاته انكشـف
مــاثم واســطة فــي الــذات تعتـبر
وكـــونه النفــي والاثبــات حكمتــه
يقضــي بـادراكه المنفـي لـو نظـروا
أأوجبـــت علمـــه آثـــار قـــدرته
فيلــزم الجهـل لـو لـم يظهـر الأثـر
لــو كــان ذاك لمســت ذاتــه علــل
إذ الصــفات إلــى الأحــداث تفتقــر
أو يلــزم الــدور فيهـا أو مرادفـه
أو ليـــس يعلـــم إلا حيــن يقتــدر
هــب أنــه لــم يشـأ شـيئاً فاعـدمه
أكــان مــا شـاء نفيـاً عنـه يسـتتر
أم كـان مـا لـم يشـأه الحـق منفعلاً
لـــذاته قـــادر فــي نفســه قــدر
أو كــون مــا كــان معـدوماً تقدمـة
أم صــده جــل عنــه العجـز والخـور
مــا للعقــول علــى أقـوى بسـاطتها
ضــلت فلــم تفنهــا الآيـات والنـذر
تحكمــت فــي صــفات اللّــه جاعلــة
حقيقــــة الــــذات للعلات تـــأتمر
قضـــية أثمـــرت تعطيـــل منشــئها
ليــت القضــية مـا كـانت ولا الثمـر
ليـــت التنـــور بالاســلام ينبــذها
إلـى الـذين برسـل اللّـه قـد كفـروا
كـم فـي القـرآن ولـو شـئنا تدل على
إن الـذي لـم يشـأ فـي العلـم منحصر
لــو شــاء إذهـاب مـا أوحـى لأذهبـه
أو شــاء جمعهــم بــالحق لابتــدروا
أكــان يجهــل مــا لـو شـاء أوجـده
قبــل الوجــود وعنـه تنـبىء السـور
لـو كـان مـا يلـزم المشـروط يجهلـه
فعــن حقيقــة مــاذا يصــدق الخـبر
مـاذا دهـى الزيـغ من خطب الكليم لو
أن العقــول إلــى الأنصــاف تبتــدر
انظـر فسـوف ترانـي كيـف أبرزهـا ال
علـم الحقيقـي إن لـم يخطىـء النظـر
تــرى التعلــق بالحـال الـتي فرضـت
علــى المحــال بصـدق الحـال تعتـبر
أكــان يجهــل دك الطــور وهـو علـى
مرســاه لــم ينتقـض مـن بينـه حجـر
ألــم يحـط قبـل تكليـم الكليـم لـه
أن ليـــس يـــدركه عقـــل ولا بصــر
المســــتحيل ومــــتروك الإرادة وال
مخصــوص بالفعــل ممــا رجـح القـدر
معلومــة حســب مــا هيأتهــا وعلـى
مـا اختارهـا مالهـا فـي نفسـها خير
وعلمـــه ذاتـــه والـــذات ســابقة
والمــا ســوى مطلقـاً للعلـم محتظـر
هــذا هــو الحـق لا أبغـي بـه بـدلاً
بــأي حــال ولــو عــادتنى العصــر
إنـــي لأنصـــر ذا حــق يقــوم بــه
والمـــؤمن الحــق للايمــان ينتصــر
توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها quotالنفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلانيquot جمع فيه ما نظمه من أذكار وquotكتاب السؤالاتquot وquotالعقيدة الوهبيةquot وquotنثار الجوهرquot و quotثمرات المعارفquot وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)