
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أشــعة الحـق لا تخفـى عـن النظـر
وإنمــا خفيــت عـن فاقـد البصـر
وكلمــة اللّــه لـم تنـزل محجبـة
عـن البصـائر بيـن الـوهم والفكر
نـادى المنـادي بهـا بيضـاء نيرة
حنيفــة ســمحة لـم تعـي بـالفطر
أقامهـا اللّـه دينـاً غيـر ذي عوج
جـاء البشـير بهـا للجـن والبشـر
والجاهليــة فــي غلــواء عارضـة
مـن جهلهـا ومـن الأشـراك فـي غمر
فقـام مضـطلعاً ثقـل الرسـالة مـج
دود العـزائم فـرداً خيـرة الخيـر
والـوحي يـأتي نجومـاً معجزاً قيماً
والشــرك يكبـت والإِسـلام فـي ظفـر
وكلمـة اللّـه تعلـو فـوق جاحـدها
وآيــة الحجـر تمحـو آيـة الحجـر
حـتى تجلـى منـار الـدين منبلجـاً
بصـادع الـذكر والصمصـامة الـذكر
وآمنـــت برســول اللّــه طائفــة
أعطـاهم السـبق فيـه سـابق القدر
زكـى قلـوبهم النـور المـبين كما
يزكـو النبـات بما يلقى من المطر
لاقــى صــدورهم الايمـان فانشـرحت
لـه وقـاموا بـه فـي عـزم منتصـر
تــأزروا شـعب الايمـان وانتبهـوا
بيـن الجهـادين منهـم أنفس العمر
أحــاطهم وأميـن اللّـه فانتشـئوا
بيــن الامينيـن والقـرآن فـي وزر
غـذاهم الـوحى في مهد الرسالة من
طـور إلـى آخـر كالمـاء في الشجر
نــور بــواطنهم نــور ظــواهرهم
نـور خلائقهـم فـي الفعـل والخـبر
تضـــائق الملأ الأعلــى مكــانتهم
فـي فطـرة اللّـه لا في فطرة البشر
كـم جـاء جبريـل فـي أحزابه مددا
مـن السـماء علـى المعتاقة الضمر
خيـر القـرون قريـن المصطفى وكذا
حكـم القرينيـن لا ينفـك مـن أثـر
فمــات عنهـم رسـول اللّـه عـدتهم
كالأنبيــاء عـدول الحكـم والسـير
وكلهـــم أوليــاء غيــر مقــترف
كـبيرة لـم يتـب منهـا فمنـه بري
ومــن مصــوب ذي بطــل لـدى فتـن
لا واقـف جـاهلاً مـن بالصـواب حـري
وعـالم الحـق فـي حـزن توقـف عـن
عــالم فــذاك وقـوف غيـر مغتفـر
تشــهيا أو رجوعــاً عــن بصـيرته
فــالحكم يـبرأ مـن هـذا بلا حـذر
وهـم وإن شـرفوا مـن أجـل صـحبته
فحكـم تلكيفهـم كـالحكم في البشر
ومــدحه لهــم فــرع اســتقامتهم
فـي طاعـة اللّه لا مدحاً على الغير
وللمــوفين فــي الايمــان متجــه
مـا جـاء من مدحهم في محكم السور
وفـي الـبراءة مـن أبقـى ولاية ذي
بطـل المحـض عموم المدح في الزبر
والحـب والبغـض فرضـان اسـتحقهما
خصـمان فـي اللّـه مـن بر ومن فجر
والأمـر يبنـى على الأعمال كيف جرت
والمـدح والـذم بحتـاً غيـر معتبر
وأكـرم الخلـق أتقـاهم فليـس إذا
للمـدح والـذم بـالأهواء مـن أثـر
فيـم المحابـاة مـا قربـي بمزلقة
مـن دون تقـوى ولا بعـدي علـى خطر
لا نســل لا أهـل لا أصـحاب يفرقهـم
دينـاً عـن الخلق حكم ما من الصور
نـادى العشيرة في رأس الصفا علناً
وصـاح فيهـم رسـول اللّـه بالنـذر
فـانظر إلى حكمة التخصيص كيف أتت
للأقربيـن مـن أهـل البـدو والحضر
ليعلمــوا أنــه التكليـف لا نسـب
يغنـي ولا فيـه دون اللّـه مـن وزر
لـو كـان بالشـرف التكليف مرتفعاً
إذا تعطـل عـدل اللّـه فـي الفطـر
وحجــة اللّــه بــالتكليف لازمــة
سـيان فـي الأمـر مفضول وذو الخطر
للرســل والملأ الأعلــى وأشــرفهم
بالاســـتقامة تكليـــف بلا عـــذر
الكــل فـي قـرن التكليـف مؤتسـر
مـا بـال من ليس معصوماً من الغير
لا نبخــس النــاس بـالأهواء حقهـم
ولا نبــالي بقــدح الخـاتر الأشـر
قـد جاءنـا اللّـه بـالقرآن بينـة
وســنة الحــق والاجمــاع والأثــر
فمــا وجـدنا بحكـم اللّـه عاصـية
لمحـض قربـاه معـدوداً مـن الـبرر
ولا تقيـــا لأمــر اللّــه متبعــاً
بـالحب حكمـاً لاجـل البعد غير حري
كمــال توحيــد ربــي حـب طـائعه
وبغـض أعـدائه فـي السـر والجهـر
يـا مـن أعـاب على الأبرار نحلتهم
أعبـت ويلـك ديـن اللّـه عـن بصـر
هـم حجـة اللّـه أهـل الاستقامة ما
خــامت عزائمهـم عـن آيـة الزمـر
مــتى جهلـت أبـا السـبطين خطتـه
وأنـت أعلـم أهـل الطيـن والـوبر
حــاكمته بعـد مـا ألحمتـه قرمـا
بعقـر سـبعين ألفـاً عقـرة الجـزر
حـــاكمته بعــد عمــار وروحتــه
إلـى الجنـان وبعـد السادة الطهر
حـاكمته بعـد حكـم اللّـه فيه بما
يشـفي الغليـل وقـد أيقنت بالظفر
أقمـت فـي البغـي حـد اللّه أولها
ففيـم تسـتن بـالتحكيم فـي الأخـر
أصـبت فـي حربـك البـاغين ثغرتها
بحكــم ربـك لـم تضـلل ولـم تجـر
قبلـت عـوراء مـن عمـر ويفـت بها
سـواعد الـدين فـت العصـف بالحجر
ولــم تعـر نصـحاء الـدين واعيـة
وليــت للأشـعث الملعـون لـم تعـر
فاصـرف أعنتهـا صـوب العـراق فقد
سـدت عليـك ثغـور الشـام بالبـدر
فطـالبو الـدين قـد نابذت عصمتهم
والأمـر مـن طالبي الدنيا على ضرر
فيـم الحكومـة أخـزى اللّه ناصبها
لـم يـترك اللّـه هذا الحكم للبشر
ولســت فـي ريبـة ممـا عنيـت بـه
ولا القضــاء قياســي علــى صــور
فمــا قتالـك بعـد الحكـم راضـية
ومـا قتالـك مـن لـم يـرض بالنهر
قـد ارتكبـت أبـا السبطين في جلل
وفاتــك الحـزم واستأسـرت للحـذر
ومـا قتـال ابن صخر بعدما انسكبت
خلافــة اللّـه فـي بلعـومه البحـر
حكمتــه فـي حـدود اللّـه ينسـفها
نسـف العواصـف منـدوفاً مـن الوبر
بـأي أمريـك نرضـى يـا أبا الحسن
تحكيــم قاسـطهم أم قتلـة الـبرر
أم بانقيـادك عزمـاً خلـف أشـعثها
يفــري أديمــك لا يـألوا بلا ظفـر
أرضــعته درة الـدنيا فمـا مصـحت
وأنــت مـن دمهـا ريـان فـي غمـر
مـا زال ينقـب خيـل اللّـه مشـئمة
فــاعرقت صــهوات الخيـل بالـدبر
ألــم تقـاتله مرتـداً فمـذ علقـت
بــه الـبراثن ألقـى سـلم محتضـر
يلقــى شراشـره مكـراً عليـك ومـا
ينضــم مــن حنــق الأعلــى ســعر
أصــبحت فـي أمـة أوتـرت معظمهـا
بهيمـة اللّـه بيـن الـذيب والنمر
تســدد الــرأي معصــوماً فتنقضـه
بطانـة السـوء مركوسـاً إلى الحفر
تنـافرت عنـك أوشـاب النفـاق إلى
دنيـا بنـي عبـد شـمس نفرة الحمر
محكميـــن بـــراء مــن معاويــة
ومـن علـي ويـا ليـت الأخيـر بـري
والقاســطين أبــي موسـى وصـاحبه
عمـرو اللعيـن فـتى قطاعـة البظر
وقاسـطي الشـام والراضـي حكومتهم
مـن أهـل صـفين والراضي على الأثر
ليـت الحكومـة مـا قـامت قيامتها
وليتهـا مـن أبـي السبطين لم تصر
ملعونــة جعلتهــا الشـام جنتهـا
من ذي الفقار وقد أشفت على الخطر
عجـت بتحكيـم عمـرو بعـدما حكمـت
همـدان فيمـا بحكـم البيض والسمر
تبــاً لهـا رفعـت كيـداً مصـاحفها
ومقتضــاهن منبــوذ علــى العفـر
مهلاً أبــا حســن إن الــتي عرضـت
زوراء فـي الدين كن منها على حذر
ضــغائن اللات والعـزى رقلـن بهـا
تحــت الطليــق وعثمانيــة الأشـر
لا تلبســن أبــا السـبطين مخزيـة
فــذلك الثــوب مطــوي علـى غـرر
لـم تنتقـل عبـد شـمس من نكارتها
دم الكبـود علـى أنيابهـا القـذر
فمــا صــحيفة صـفين الـتي رقمـت
إلا صــحيفة بيــن الركـن والحجـر
نسـيت بـدراً واحـداً يـا أبـا حسن
ونـدوة الكفـر ذات المكـر والغدر
ويــوم جــاءك بــالأحزاب صــخرهم
فانـدك بالريـح صخر القوم والذعر
وفتـــح مكــة والأعيــاص كاســفة
وأنــت حيــدرة الاســلام كــالقمر
والقــوم مــا أسـلموا إلا مؤلفـة
والرأي في اللات بين السمع والبصر
مـتى تـرى هاشـم صـدق الطليق بها
وثغـرة الجـرح بيـن النحر والفقر
مـا لابـن هنـد بثار الدار من عرض
لـه مـرام وليـت الـدار فـي سـقر
لقــد تقاعــد عنهـا وهـي محرجـة
حـتى قضـت فقضـى مـا شـاء من وطر
تربــص الوغـد مـن عثمـان قتلتـه
فقـام ينهـق بيـن الحمـر والبقـر
ينـوح فـي الشـام ثكلى ناشراً لهم
قميـص عثمـان نـوح الـورق بالسحر
حــتى إذا لــف أولاهــا بآخرهــا
بشــبهة مــا تغطـى نقـرة الظفـر
أتــاك يقـرع ظنبـوب الشـقاق لـه
روقـان فـي الكفر من جهل ومن بطر
تعــك عــك نفاقــاً خلــف خطـوته
كأنهــا ذنــب فــي عجمـه الوضـر
يـــدير بيــن وزيريــه سياســته
عمـرو وابليـس فـي ورد وفـي صـدر
وعــزك الجـد والتوفيـق فانصـدعت
سياســة الـدين صـدعاً سـيء الأثـر
قـد كنـت فـي وزر ممـن فتكـت بهم
أحسـن عـزاءك لسـت اليـوم في وزر
مـا ذنـب عيبة نصح الدين إذ عصفت
بهــم رياحــك لا تبقـي ولـم تـذر
بقيــة اللّــه قـد هاضـت عظـامهم
عـرارة الحـرب أواهـون فـي السحر
اقعصــتهم فـي صـلاة لا بـواء لهـم
هلا مشــابرة والقــوم فــي حــذر
قـد حكمـوا اللّـه لم يفلل عزيمهم
عـن نصـرة اللّه قرع الصارم الذكر
رميـت سـهمك عـن كبـداء فـي كبـد
حـرى مـن الـذكر والتسبيح والسور
إن القلـوب الـتي ترمـى تطير بها
مصـاحف الـذكر والايمـان لـم يطـر
مـا علقوهـا علـى أعنـاقهم غرضـاً
فـاكفف سـهامك واكسـرها عن الزبر
أعظمتهـا يـوم أهـل الدار ترفعها
واليـوم ترمـى كرمى العفر والبقر
هــانت عليـك جبـاة ظلـت ترضـخها
لطالمــا رضــختها ســجدة السـحر
لـم تقتـل القـوم عـن سوء بدينهم
وإنمــا الأمـر مبنـي علـى القـدر
قتلتهــم بروايــات تقيــم بهــا
عـذر القتـال وليسـت عـذر معتـذر
مــا ذو الثديــة إلا خدعـة نصـبت
للحــرب تـوهم فيهـا صـحة الخـبر
ومــا حـديث مـروق القـوم معتـبر
فيهـم لمـن سـلك الانصاف في النظر
خلصــت نفســك بـالتحكيم منخـدعاً
وأنـت أولـى بهـا مـن سائر الفطر
فحكمـوا اللّـه واختـاروك أنت لها
فكــان قــولهم نوعـاً مـن الهـذر
وقلـت قـد مرقـوا إذ هـم على قدم
صـدق مـن الحـق لـم يبطر ولم يجر
مضــوابه قــدماً جريـا علـى سـنن
للمصــطفى وأبــى بكـر إلـى عمـر
مـا بـدل القـوم فـي دار ولا جمـل
وهـم علـى العهد ما حالوه بالغير
شــفيت نفسـك مـن غيـظ بهـا بـدم
مـن مهجـة الـدين والايمـان منفجر
دم ابــن وهــب وحرقــوص وحـبرهم
زيـد ابـن حصـن خيـار الأمة الطهر
دمـاء عشـرين ألفـاً وقـت جمعتهـم
وسـط الصـلاة همـت كالوابـل الهمر
ليهنـك الـدم يـا منصـور قد رجفت
منـه السـموات والارضـون مـن حـذر
لـو أن رمحـك فـي حرقـوص اشـتركت
فيـه الخليقـة أرداهـم إلـى سـقر
يــا فتنـة فتكـت بالـدين حمتهـا
تـذوب مـن هولهـا ملمومـة الحجـر
مـا سـاءني أن أقـول الحـق إنهـم
قـــوم قتلتهــم بغيــا بلا عــذر
وإنهـــم أوليــاء اللّــه حبهــم
فــرض وبغضــهم مـن أفظـع النكـر
صــلى الإِلـه علـى أرواحهـم وسـقى
أجــدائهم روحــه بالأصـل والبكـر
توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها quotالنفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلانيquot جمع فيه ما نظمه من أذكار وquotكتاب السؤالاتquot وquotالعقيدة الوهبيةquot وquotنثار الجوهرquot و quotثمرات المعارفquot وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)