
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــزت العـالم أدوار البشـر
ينقضـى الـدور بـأدوار أخـر
كــل دور رقــص الــدهر لـه
ضـايق العـالم وارتاد القمر
أيهــا العـالم سـعها جلـداً
إن نصـف الليـل يتلوه السحر
مـن كفيـل الكشف عن موضوعهم
هــل لـه مسـتودع أو مسـتقر
إن تكـن فلسـفة الـدهر علـى
حــدها الأول أدركنـا الخيـر
يُســقط الهــز علينـا كسـفاً
ثــم لا يلبـث اسـقاط الحجـر
ربمــا أشــهد ظبيـاً كانسـاً
دب فيـه الدور فاصطاد النمر
يـا بني الانسان هل من عزمكم
دفـع مـا يجري به حكم القدر
مــا تقــرون علـى مـألوفكم
كـل مـا يعجزكـم عيـن الوطر
لــو نغــت ناغيـة فـي زحـل
كـانت الهـم لكـم أو تعتقـر
همســـة عاليـــة أم نهمــة
أم شـرور النفس ترمي بالشرر
يطفــر الانســان عـن مركـزه
وهـو لا يـبرح مـن حيـث طفـر
مـارس الاعـراض كيـف اعترضـت
وانتحــى أخطرهـا أنـى خطـر
ثــم لا يثنيــه عـن مرغـوبه
خطـة العجـز ولا هـول الغيـر
فــإذا أوهــاه خطــب جلــل
قصــر الخطـوة عنـه واقتصـر
كـم لنـا نتقـن درسـاً واحداً
وهـو كـون الدهر ذا نصب وجر
كـم لنـا نـأمن مـن لا يتقـى
نزلـت مـن مكـره إحدى الكبر
كـم لنـا نحـذر محتوم القضا
ومـن المقـدور لا يغني الحذر
رُب خطــب عُنــي الــدهر بـهِ
وزنـه فـي رأينـا مثقـالُ ذَر
دَبّــب الحيّــة حــتى نهَســَتْ
فـي غصون العدل جهراً بَعدَ سِر
مـا تركناهـا وفـي أوهامنـا
أنهـا قـد تركـت ذاك الضـَرَر
إنمـا العـدل اقتضى ابقاءَها
تشـرب المـاء وتعتـام الشجر
يـا قطيـن النيـل مـا حادثة
بـاتَ جفن الدين منها في سَهَر
أقلقــت مصـر وغـاظت غيرهـا
خطــة القِيـط وذاك المـؤتمر
يـا لَقـومي والأسـى كـل الأسى
إن جرى النيل على هذا القدر
ضـايقوكم فـي المراعي مطلقاً
واشــرأبوا لاختصــاص واشــر
طلبــوا أعظـمَ مـن مقـدارهم
شـأن مـن اكسبه العدل البطر
أمـــة قوميّــة ليــسَ لهــا
فــي السياســات حـق يعتـبر
ليـت شـعري مـا الذي أبطرهم
ضـغطة الرومـان أم عـدل عمر
أم وصـايا المصـطفى في حقهم
إن ملكنــاهم وسـعناهم بـبر
أم لصـفح الـدين عنهم بعدما
جيـش نـابليون وَلاّنـا الـدبر
تبعــوا نعقتــه وانجفلــوا
نحــوه أشــباه ضــان وبقـر
ثــم لمــا صـَنَع اللّـه لنـا
وجلـى الخصـم وابنـا بالظفر
خالطونـــا بضـــمير محــرق
وبصــدر فيــه ضــب محتجــر
فاصــطنعناهم وقلنـا جارنـا
واذى الجـار جميـل المصـطبر
هــذه ســيرتهم حيـث انجلـت
قــترة جـاؤوا بـأدهى وأمـر
يـا بنـي الأقباط تلكم مصرنا
أنـت البنـكُ ونحـن المقتهـر
إن هــذا النيــل أمّ حافــل
كلنــا يَرضــع منهــا وَيَـذر
فغـــدت حافلنـــا ترضــعها
حيّـــة أشــبه شــيء بســقر
رضــعتها لبَنَــاً ثــم دمــاً
واغتبطنـــا بمشــاش وَوَبــر
وهــي لا يقنعهـا مـا ترتمـي
لا ولا يقنعهــا بلــع الحجـر
ذكرتنــا بعصــا موسـى علـى
أن ذي تلقــف أرواح البشــر
نِيلنـا فـي الغرب يجري ذَهَباً
وبقينـا نـترامى فـي الحفـر
أن يكــن جيــش احتلال غركـم
فهــي أمنيــة مَـن لا يفتكـر
مـا يريـد الجيـش باستقلالكم
بعـدما القـى عصـاه واسـتقر
عقَـد النيـر ومـا فـي همتـه
آمَـنَ المصـريُّ يومـاً أم كفـر
جــاء والمعيـة تلـوى معيَـهُ
فــامترى ثــم تعـاطى فعقـر
طمــت الجرفـة يـا أقباطهـا
إنهـــا مأدبـــة لا تنتقــر
أصـبح المطـران والمسـلم في
غمرهــا إعجـاز نخـل منقعـر
قــد تـدبرتم علـى بـأوائكم
دربـــة قاســـية ذات خطــر
فاشعبوا الوحدة وحَياً قبل أن
تتــداعى كهشــيم المحتظــر
إن فــي مصــرَ رجــالاً عرفَـت
كيـف تـأتي الأمر أو كيف تَذَر
لا تبـــارون لهـــم مــأثرةً
ولـو احتلتـم على كسف القمَر
صــَعّدوا فـي كـل هـمّ فكرهـم
فـاقتنوا حكـم ابتـداء وخبر
أثــر الحكمــة فيهــم نيّـر
كــادت الأفلاك منــه تنبهــر
مئلـــوا غيرتهــم مــؤتمراً
ينصـر اللّـه ونعـم المـؤتمر
وطئوا الآمــال بالـدرك لمـا
أدركـوه مـن تعـاليم النظـر
لا يــبيتون علـى الضـيم ولا
حيرة الذهن إذا الخطب انفجر
لا يهيمـــون بـــواد مبهــمٍ
هم إلى التحقيق أهدى من بصر
يـا بني التوحيد في مصر لقد
صـرتمُ فـي جبهـة الـدهر غُرَر
صــبغة اللّــه علـى نهضـتكم
إن مـن كـان مـع اللّه انتصر
بيئة مخلصـــــة صـــــادقة
لــم يدنســها ريــاءٌ واشـر
فخــذوا وجهتَكــم واصـطبروا
لا ينـال النجـح إلا مـن صـبر
ثــابروا جهــدكم لا تسـأموا
قـد بـدا لـي فتح أمر منتظر
ربمــا ضــاق علــى حيلتنـا
أعقـب الفتـح كلمـح بالبصـر
وإذا الفتـــح تلافــى أمــةً
جـدّ فـي نهضـتها أهـل الخطر
صــفوة الأمــة أنتــم وَعَلـى
أمركـم صـفوة أربـاب النظـر
بَطَــل الاسـلام قمقـام العلـى
رجـل المجـد الهمام المقتدر
ناصـع الحجـة معصـوم النهـى
جلـد الهمـة ذو العزم الذمر
صـاحب العـز ريـاض مـن غـدت
فطـرة التوحيـد منـه في وَزَر
هضـبة الفضـلَ عزيـز المحتمى
شـانه العـدل بمـا سـاء وسر
جــرد الغيـرةَ مـن أجفانهـا
فحمـى الحـق وأخـزى مـن غدر
عصـم النحلـة مرهـوب السـطى
ليـن الجـانب صـعب المنكسـر
يـا حمـيّ الانف يا ليث الشرى
ذد عـن الحـوض فقد جد الحذر
لا تـدع مصـر لمـن يعثـو بها
غيـر مـا عـزك من أمر القدر
قــائم أنــت علـى ارجائهـا
بملاك الأمــر والحــق الأغــر
قـم بحـول اللّـه لا تحفل بها
رقصــت أم ســكنت أم العِـبر
لـو يكون الشعر نصراً لم أزل
أنظـم إلا نجـم لا أرضى الدرُرَ
لو ملكنا السيف لم نرجع إلى
قَلَـم فـي النصـر إن قامَ عثر
والغيـور الحـر يُبـدى نصـرَهُ
لأخـــي ملتـــه كيــف قــدر
فخــذوا شـعري ثنـاءً بعـدما
مــدحَت نهضــتكم آيُ الســور
وليــدم حيّــاً ريـاض وليعـش
ثـابتَ العـزة هـذا المـؤتمر
توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها quotالنفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلانيquot جمع فيه ما نظمه من أذكار وquotكتاب السؤالاتquot وquotالعقيدة الوهبيةquot وquotنثار الجوهرquot و quotثمرات المعارفquot وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)