
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــاذا تريـد مـن الـدنيا تعانيهـا
أمــا تــرى كيـف تفنيهـا عواديهـا
غــداوة مــا وفـت عهـداً وإن وعـدت
خــانت وإن سـالمت فـالحرب توريهـا
مـــا خالصــتك وإن لانــت ملامســها
ولا اطمـــأن إلــى صــدق مصــافيها
ســـحر ومكـــر وأحــزان نضــارتها
فاحــذر إذا خالسـت مكـراً وتمويهـا
وانفــر فــديتك عنهــا أنهـا فتـن
وإن دعتـــك وإن زانـــت دعاويهــا
كذابـــة فـــي دعاويهــا منافقــة
والشــاهدات علــى قــولي معانيهـا
تريــك حســناً وتحـت الحسـن مهلكـة
يــا عاشـقيها أمـا بـانت مسـاويها
نســعى إليهــا علـى علـم بسـيرتها
ونســــتقر وإن ســـاءت مســـاعيها
أم عقـــــوق وبئس الأم تحضـــــننا
علــى غــذاء ســموم مــن أفاعيهـا
بئس القـــرار ولا ننفـــك نألفهــا
مـا أعجـب النفـس تهـوى من يعاديها
تنــافس النــاس فيهـا وهـي سـاحرة
بهـــم وهمهــم أن يهلكــوا فيهــا
يجنــون منهـا علـى مقـدار شـهوتهم
ومــا جنــوه ذعــاف مــن مجانيهـا
مــن الـذي لـم ترعـه مـن طوارقهـا
وأي نفــس مــن البلــوى تفاديهــا
كــل البريــة موتــور لمــا فتكـت
لا ثــار يؤخــذ لا أنصــار تكفيهــا
تروعهـــم روعـــة للحســن مدهشــة
وهــي الحبــائل تبــديها وتخفيهـا
مـا أغفـل النـاس فيهـا عن معائبها
وإنمـــا راقهـــم منهــا ملاهيهــا
وللبصـــائر حكـــم فـــي تقلبهــا
بـــأن عيشـــتها فيهــا ســترديها
غـــول تغـــول أشـــكالاً حقيقتهــا
مكــراً ولا يرعــوي عنهــا مـدانيها
نجــري إلــى غايـة فيهـا فتصـرعنا
لا بــد مـن صـرع جـار فـي مجاريهـا
وإن داراً إلــــى حـــد نصـــاحبها
مــن أحــزم الأمـر إنـا لا نصـافيها
أنــيَّ نصــافي الـتي آباءنـا طحنـت
والآن تطحننــا الانيــاب فــي فيهـا
أنســـتقر علـــى لهـــو بلا ثقـــة
ولا أمــــان ولا نفــــس تعافيهـــا
مـا سـالمت مـن نـأى عنهـا وحاربها
ولا تســـالم قطعــاً مــن يــداجيها
لا ترحــم الطفـل تـردى عنـه والـده
ولا الثكــالى ولــو ســالت مآقيهـا
لـم تهـدء الـدور مـن نـوح وصـارخة
ولا المقــابر مــن مســتودع فيهــا
نمـــر بــالطرق والايتــام تملأهــا
ولا نفكـــر فيمـــن كــان يؤويهــا
ونرســل الطــرف والأبــواب مغلقــة
والــدور فارغــة والــدهر يبليهـا
أيــن الــذين غنــوا فيهـا مقرهـم
أظنهــم فــي طبــاق الأرض تطويهــا
أيــن الــذين عهــدنا أيـن مكثهـم
أيــن القـرون لمـن تبقـى مغانيهـا
أيــن الحميــم الـذي كنـا نخـالطه
أيـــن الأحبــة نبكيهــا ونرثيهــا
أيـن الملـوك ومـن كـانت تطـوف بها
أو مــن ينازعهــا أو مـن يـداريها
أيـن الأباعـد أيـن الجـار مـا فعلت
بهــم بنـات الليـالي فـي تقاضـيها
لـو أمكـن القـوم نطـق كـان نطقهـم
ريــب المنـون جـرت فينـا عواديهـا
عظــامهم نخــرت بــل حـال حائلهـا
تربـا لـدى الريـح تـذروها عوافيها
لا شــبر فــي الأرض إلا مــن رفـاتهم
فخــل رجلــك رفقــاً فــي مواطيهـا
نبنـي القصـور وذاك الطيـن مـن جسد
بــال ونحــرث أرضــاً مزقـوا فيهـا
عواتـــق النــاس لا ترتــاح آونــة
مــن النعــوش ولا يرتــاح ناعيهــا
مــا بيــن غـارة صـبح تحـت ممسـية
يراقــب النــاس إذ نـادى مناديهـا
تغــدو وتمســي علـى الأرواح حاصـدة
لا ينتهـي الحصـد أو تفنـى بواقيهـا
ونحــن فــي أثرهــم ننحـو مصـيرهم
وجوعــة اللحــد تــدعونا ونقريهـا
والعيـــن جامــدة والنفــس لاهيــة
والــزاد ذنـب إلـى عقـبى نوافيهـا
ونهمــة النفـس فيمـا تشـتهيه طغـت
علـــى الأزمـــة والآمــال تطغيهــا
مــا هكـذا عمـل الأكيَـاس فـانتبهوا
مـــن غفلـــة وعمايــات نواتيهــا
حقـــاً ولا ســلك الأبــرار مســلكها
سـاروا خماصـاً مـن الدنيا وما فيها
شـدوا الحيـازيم صـبراً عـن زخارفها
إذ كــل مـا زخـترفته مـن مخازيهـا
لا تحســن الظــن فيهــا أنهـا ملئت
غــدراً ولا تتبعوهــا فــي دعاويهـا
فــالكيس الحـر مـن يقـوى بعفوتهـا
علــى الســلوك إلــى دار تنافيهـا
تــدعو حــذاراً وتزهـو مـن ملابسـها
تـــذللاً لجهـــول ليـــس يـــدريها
والمـــدركون لمعناهـــا رأوا أجلاً
ينعـى الركـون إليهـا فـي دواهيهـا
فشــمروا الـذيل واسـتاقوا نفوسـهم
ســوق القلاص ســراعاً عــن مراعيهـا
تعرضـــت لهــم فاستبصــروا جنفــا
عنهــا سـوى بلغـة فـي ربهـم فيهـا
مــاذا يريــدون منهـا وهـي شـاهرة
ســـيف الملاحــم لا ترثــي لأهليهــا
دســـت شـــباك هلاك تحــت زخرفهــا
فمــا تــورط فيهــا غيــر باغيهـا
تخفـي الدسـائس خـدعاً فـي بشاشـتها
لكنـــه بـــان للابصـــار خافيهــا
لـم ينـج منهـا سوى المستبصرين بها
ولا توهـــق فيهـــا غيــر غاويهــا
تــأثلوا صــالح الأعمـال وامتثلـوا
بغضـاً ولـم يسـتقيموا نحـو تاليهـا
وكـــان مــن شــأنهم أن لا تغرهــم
نضــارة حشــوها الحيــات تغريهــا
فـروا إلـى اللّـه مـن دنيا تجارتها
خســـر وغـــم وآفـــات تصـــاليها
رأوا يقينــاً بــأن اللّــه حقرهــا
فنابــذوها ولــم يصــغوا لـداعيها
وحـاربوا النفـس والشيطان واجتنبوا
ذل الحيـــاة لــري مــن ســواقيها
تلكــم همــوم رجــال نحــو ضـرتها
ليســت غضــارة دنيــاهم تناويهــا
أزكــى بضــاعتهم منهــا قنــاعتهم
علــى الكفــاء وأن تبقــى لأهليهـا
تلــك البضــاعة لا الأمـوال تجمعهـا
وعــن قريــب إلـى الـوراث تلقيهـا
تشــقى بمكســبها والخصــم يأكلهـا
صــفواً يمتــع نفســاً مــا يمنيهـا
دفنـت مـن بعـد اخـراج الـدفين لهم
وصـــار دفنـــك للأعــداء ترفيهــا
وصـرت فـي القـبر مرهونـاً بمأثمهـا
وفــات نفســك فـي العقـبى تلافيهـا
أعـدد جوابـك فـي حيـن الحسـاب إذا
نوقشــت كيـف أتـت أو كيـف تجريهـا
مــا تبتغــي مـن حطـام أصـله تعـب
والمنتهــى حســرة لا حــد يقصــيها
كــم تخـزن المـال لا تعطـى حقـائقه
تلــك المخــازن ملأى مــن مكاويهـا
مــاذا تريــد بجمــر عشــت تركمـه
جحيمــه باشــتداد الحــرص تـذكيها
هلا نجـــوت ســليماً مــن معاطبهــا
فـالنفس ميسـور هـذا العيـش يكفيها
قــرص وطمــر وشــكر فهــي مملكــة
عظيمـــة ملــك كســرى لا يوازيهــا
هــي الســلامة لا كــي الجبـاه بمـا
كنـــزت لا تتـــوخى فيــه تنزيهــا
ارفــق بنفســك لا تقــوى علـى سـقر
وافـزع إلـى اللّـه مـن ذنب سيخزيها
ارحــم عظامــك أن تصــلى بزفرتهـا
وخــز البعوضــة لـو فكـرت يؤذيهـا
ألا يهولــك مــا قــدمت مــن خطــأ
إن الــذنوب ديــون ســوف توفيهــا
بـادر إلـى توبـة تمحـو الذنوب بها
فمــا ســوى أوبــة الاخلاص ماحيهــا
بــادر لأوبــة نفــس كلمــا أدكـرت
قبــح الخطيئة نـار الخـوف تشـويها
وحقــق الصــبر واعـزم عـزم مصـطبر
فـي حربـك النفـس تغنيهـا وتطويهـا
واركب مطايا الليالي في العبادة لا
تنــم علـى غفلـة المغـرور تقضـيها
لطالمـــا شـــحنتها منــك منقصــة
شــغلاً بــدنياك عـن عقـبى سـتنهيها
يمــر عمــرك لا حســنى بهــا رمــق
تجــديك نفعــاً ولا شــنعاء تنفيهـا
ولا هـــوى يعقــب الأهــوال تــدفعه
ولا مراشــــد تأتيهـــا وتحويهـــا
تمضـي لياليـك صـفراً منـك مـن حسـن
وبالفظـــائع والحوبـــات تزجيهــا
جلال ربــــك لا تخشــــى وســــطوته
وأخــذة العــدل حتمـاً أنـت لاقيهـا
لزمـــت فعـــل معاصـــيه برحمتــه
أنعمــة اللّــه بــالكفران تجزيهـا
تغــذوك نعمــاه يــا بطـال ناميـة
بغيــر حولــك فضــلاً منــه يوليهـا
وأنــت تقــوى مليــاً فــي مسـاخطه
بنعمـــة منــه لا مخلــوق يحصــيها
فــافرغ الــدمع إن الــذنب منطبـق
يـا غمـة ليـس غيـر التـوب يجليهـا
مــن مقلــة ملأ العصــيان ســاحتها
دعهــا مــن الخـوف منصـباً عزاليـا
عســاك تغســل أدرانـا بهـا اتسـخت
صــحيفة طالمــا اســودت نواحيهــا
وانــدب حياتــك فالحــدباء باركـة
بعتبــة البــاب لا تــردى براقيهـا
حــامت عليـك المنايـا وهـي واقعـة
كيـف الأمـان ورأس الـروح فـي فيهـا
لا تبعــد المــوت وارقبــه بـاهبته
واهبــة المــوت بــالتقوى توفيهـا
خـذ فسـحة العمـر مـن أيـدي بطالته
إن الأمـــاني والتســـويف يرديهــا
إن المنيـــة لا تقـــدير يمنعهـــا
لهــا جيـاد إلـى الغايـات تجريهـا
الوالــدين ونسـل الظهـر قـد أخـذت
وأنــت مــن فعلهـا فيهـم تفاديهـا
كــم قـد دفنـت وكـم ترجـو لتـدفنه
وأنـــت نفســـك بالآمــال تغريهــا
كلا ســـتهجم عنــد الحــد غايتهــا
فليــس يفــديك شــاكيها وباكيهــا
فكـر إذا قعقعـت فـي الصـدر حشـرجة
هـل أنـت بالمـال تلك الحال تكفيها
والــروح تنسـاب مـن أقصـى اكنتهـا
والعيــن شاخصــة والكــرب يعميهـا
ملقــى صــريعاً وعزرائيــل ينزعهـا
وغصــة النــزع والحلقــوم تلويهـا
تلــك المصــارع لا تــوقى بمقــدرة
ولا يحــــاول أن يـــوقى ملاقيهـــا
لا بــد منهــا ولا أحكــام تكشــفها
وإنمــا الشـأن فـي إحسـان تاليهـا
قــد بيــن اللّـه للتقـوى مراشـدها
لـم يخـف عنـك هـداها مـن مناهيهـا
فـاثبت علـى خطـة التقـوى تفز أبداً
لا تلــق نفســك تهـوي فـي مهاويهـا
لا تســـتخفنك الـــدنيا بزهرتهـــا
فاخســر النـاس فـي أخـراه هاويهـا
فقــد تــبين منهــا فــوز تاركهـا
كمــا تــبين منهــا خســر غاويهـا
وارغـب إلـى اللّـه فـي إحسان خاتمة
تلقـى بهـا اللّـه والرضـوان يؤتيها
فإنمــا بـالخواتيم الأمـور عسـى ال
رب الكريــم بفضــل منــه يســديها
توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها quotالنفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلانيquot جمع فيه ما نظمه من أذكار وquotكتاب السؤالاتquot وquotالعقيدة الوهبيةquot وquotنثار الجوهرquot و quotثمرات المعارفquot وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)