
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـا الحـارث اسمع حديثاً جرى
علـــى قصـــة راق اعجابهــا
تشـــوقت يومـــاً للقيـــاكم
كــذا يجـذب النفـس أحبابهـا
فســـرت أنــص إلــى بــابكم
وقــد أرهـق النفـس أتعابهـا
ولمــا حللــت بـدار المـزور
ومــن عـادة الـدار ترحابهـا
إذا نحـــن بالبــاب زنجيــة
تقـــض الشــياطين أنيابهــا
فقلنــا لهــا أبلغـى أمرنـا
فقـــالت مقـــابركم بابهــا
وهــرت علينــا كمــا ينبغـي
وجـــاءت قضــايا وأســبابها
فقلنــا لشــخص إلــى جنبهـا
فــديتك هــل أنــت بوابهــا
فحـــول عــن وجهنــا وجهــه
وجملـــة نحـــو واعرابهـــا
فقلـت اقتصـر يـا بُنـيَّ اقتصر
فمــا نحــن حــرب وأحزابهـا
دعونــا لهـا قنـبراً والفـتى
يصـــف الصـــحاف وينتابهــا
فقـال اخرجـوا نحـو أشـغالكم
فمـــا للطفيلـــي أطيابهــا
فقلـــت لنفســـي لا تضـــجري
فهـــذي الزنـــوج وآدابهــا
وقــال بجنــبي فــتى صـبركم
تخــف علــى النفـس أوصـابها
لعـــل تمـــر بكـــم ســاعة
فتغنــى الزنــوج وأشــعابها
فيقضـــى لنــا فــرج عاجــل
وتعلــم فـي الـدار أصـحابها
فقلــت وبالصــبر ترجـو لنـا
فقـــال بصـــبرك يجتابهـــا
فقلــت نصــحت وطـال الوقـوف
وهاضـــت جســـوم وأصـــلابها
وعيــدانكم ودخــان الســجار
شــواظ علـى الـدار الهابهـا
وفـــوج يحــط وفــوج يطيــر
ورقــص الجــواري وألعابهــا
وأغـــرق وقـــتي بلا طـــائل
تمــــط ســـعال وأضـــرابها
فقلـــت العطالـــة مشــئومة
وشــر وقــد طــال اســهابها
فقمـــت أصــلي إلــى خلــوة
تــبين فــي الـدار محرابهـا
وطــالت صــلاتي ولــي وقفــة
إلـــى أن تقشـــر أرابهـــا
وبعـــد الصــلاة علــت ضــجة
مــن الــذكر أطنـب أحزابهـا
إلـى أن ثغـى الجـن من هولها
وفــر عــن الــدار أوشـابها
وزلزلــــت الأرض زلزالهــــا
وخـــذ علــى الأرض أقهابهــا
فلـم تغـن شـيئاً وطال المقام
وحـــالت ســـنون وأحقابهــا
وفيهــا بنينــا لنــا حـارة
وشــقت مــن الهنـد أخشـابها
ومــن حولهــا جنــة زخرفــت
وزانـــت وأقطـــف أعنابهــا
وقــارنت فــي منزلــي زوجـة
أطـــالت وأنجـــب انجابهــا
ولــم نـرزق الاذن مـن عنـدكم
وضــوعف فــي الـدار حجابهـا
ولمــا ضـجرنا انقلبنـا إلـى
ديــــار تطـــاول تقلابهـــا
وعنـد الرجـوع جهلنـا الطريق
وزال عــن الــدرب أنصــابها
ولا غــرو هــذا فـإن السـنين
يــدور علــى النـاس دولابهـا
وأضــللت داري إلــى أن بـدت
رســـوم حـــوتهن أعتابهـــا
وألفيــــت ذريـــتي كلهـــا
لطــول المـدى شـاب أعقابهـا
وألفيـــت كتـــبي محشـــورة
فقيــل بنـو الفـار تنتابهـا
فهـذا أبـا الحـارث المنتهـى
لأعجوبـــة طـــال أغرابهـــا
فكـــل بلايـــا أبــي مســلم
عليـــك ونومـــك أســـبابها
مـدد الحـق للقلـوب الصـوادي
هــن ملقـى الأنـوار والأمـداد
أخــذة الحــق للقلـوب إليـه
بعـد نسـف الوجود نسف الرماد
بعـد محـو الآثـار فـي طلب ال
عيـن وكون المريد عين المراد
بعــد إدراك وحـدة الحـق لـل
خلــق والغــاء وحـدة الاحـاد
آه والحــــب لا تســــليه آه
وحــــرام آه علـــى ذي وداد
لـي نفـس أذابهـا وهـج الشـو
ق فلـم يبـق غيـر خفق الفؤاد
قمـت أشـكو سـري بسري إلى ال
حـب فكان الشكوى كوري الزناد
ثــم ألقــت إلــيَّ هيمنـة ال
حـق اصطبر في محبتي يا مرادي
أيهـا الراكـب المغـذ إلينـا
يـا ترى هل شارفت ذاك الوادي
هـل ترحلـت منـك شـبراً إلينا
أنـت فـي مركـز الهوى متمادي
لـو سـبرت الأغـوار منـك لأبصر
ت جـــثى الأغيــار كــالأطواد
لـو خلعـت الملابـس السود سود
نـاك بيـن الرجال وسط النادي
أنت مفتاح الكنز لو كنت تدري
ومـــدار الاصــدار والايــراد
أنــت منـا ونحـن منـك ولكـن
حـال مـا بيننـا سواد الأعادي
لـو نعارضـك للجفـا لم نطالب
ك بصـدق الـدعوى وصفو الوداد
مـا رأى الحـق فيـك ذرة مشهو
د سـواه فـالقرب عيـن البعاد
فتخلـــص محمـــدياً مـــن ال
علـة واشـطح على رؤوس العباد
وافــن فينــا فلا حيـاة لحـي
وحيـاة الاحيـاء بعـد النفـاد
واحتجـب منـك بـي ولا تحتجب م
نـي بسـجف التـأثير والايجـاد
دعـك من ذا وتلك والرسم والاس
م فمـا فـي الميدان إلا جوادي
واحـترق مـن محبـتي أنا وحدي
مـن طباق النيران في كل وادي
فعلــى صــحة المحبــة تسـتع
ذب تعــذيب الصــد والابعــاد
وإذا صــحت المحبــة لـم تـح
فــل برقـص النعيـم والانكـاد
لــي فـي كـل ذرة مـن وجـودي
حكمـة قـد طويتهـا عـن عبادي
تتضـنى مـن الهـوى والهوى عن
ك بــواد وأنــت عنــه بـواد
لـو صـدقت الهـوى لأغنـاك حبي
وتمســكت فـي الهـوى بمـرادي
نطلـب الوصـل والمقـام صـدود
قبـل قـض الحصـا وخرط القتاد
رب لبيــك حجــة الحـق أعلـى
وعيــــون الجلال بالمرصـــاد
مــن تــوليته تجلــت عليــه
مـن كمـالات الحـق شمس الرشاد
مـن أنـا والأنـا فنـاء ومحـو
فـي مقـام التعـذيب والأشـهاد
مـن أنـا والأنـا خيـال ووهـم
فــي مقـام الخطـاب والارشـاد
مــن أنـا والأنـا مجـاز وظـل
فــي مقـام الابعـاد والايجـاد
بـل أنـا نسـبة إلـى أثـر ال
حــق شــهيد للحـق بـالانفراد
وأنـا مـن حيـث انتسابي إليه
ملـك الحمـد والثنـا والمجاد
وأنـا مـن حيـث انتسابي إليه
كــل نقـص ووصـمة فـي عـدادي
وأنـا مـن حيـث انتسابي إليه
منعــش الـروح بـاعث الأجسـاد
نسـبة الحـق صـرفتني إلـى أن
قمـت أتلو الزبور بين الجماد
إن يكـن فـي الوجود سمع شهيد
فأنـا فـي الوجـود أحسن شادي
مــا ألنــت الحديـد إلا لأنـي
قمــت أشــدو بنغمـة الحـداد
وارث الفيـض والكمـالات والحك
مـة مـن جـده الرسـول الهادي
موصــل السـالكين بـالحق لـل
حــق ومُجلــي مشـارق الامـداد
مـد مـن فيضه على الكون بحراً
فــي قصـيد كـالجوهر الوقـاد
فشــهدنا مــن مـدّه مجمـع ال
بحريـن مـن غـامض هنـاك وباد
مــن ســقته المحمديـة بحـراً
غيــر بــدع ارواؤه للعـوادي
فتلقــى تلــك المعـارف كشـا
ف المعمــى خــبيئة الأفــراد
مــن هيــولاوة النبـوة سـيطت
قبــل اظهــار نشـأة الايجـاد
مصدر الفضل أحمد ابن أبي بكر
شـــريف الأبـــاء والأجـــداد
عَلــــويّ محمــــدي عليــــه
من سنا النسبتين سيما السداد
جَمَـع العلـم في مزاد من التق
وى وللّــه جمــع ذاك المـزاد
واقتنـى الدر من علوم الاشارا
ت فحلــى بـه صـدور النـوادي
جـرَّد النفـس من كتائفها فانه
لــت عليهــا لطـائف الامـداد
وتلقـــى مــن ربــه كلمــات
صـبها الفيـض في لباس المداد
بـرزت مـن مضـارب الوهب ثكلى
فهـي مـن فقـد أهلها في حداد
فــترامت تــبين منــه خفيـا
ت طوَتهـــا فريــدة الحــداد
كُـن شرحاً لها وأعظم بهذا الش
رح كنـزاً مـا إن لـه من نفاد
يـبرق الحـق مـن مصادره العل
يــا وينهــل حكمــة للعبـاد
قـام بالشـرع والحقيقـة يدعو
باللســانين للهـدى والرشـاد
شـكل نـور بـهِ خبايـا زوايـا
رقبتهــــا دوائر الافــــراد
جـامع مـن ذخائر العلم والحك
مـة ذخـراً يبقـى ليوم المعاد
حاصـر مـن معارف القوم ما يف
تــح للسـالكين بـابَ المـراد
ولعــت بانتشـاره مكـة اللّـه
لتســري أنــواره فــي البلاد
فـادارت عليـهِ مـن فلـك الطب
ع نجــوم التوفيــق والاسـعاد
جـاء تاريـخ طبعـه ضـمن بيـتٍ
كــان تاجــاً لمفـرق الانشـاد
سلســـبيل مزاجـــه زنجبيــل
فاشـــربوه بمنهــل الــوراد
توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها quotالنفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلانيquot جمع فيه ما نظمه من أذكار وquotكتاب السؤالاتquot وquotالعقيدة الوهبيةquot وquotنثار الجوهرquot و quotثمرات المعارفquot وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)