
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مـن لهُ المشتكى ياراحم المهج
عجّـل لنـا بنـزُول الغيـث والفـرج
واســق البلاد وأرو الأرض مـن ظمـأ
بمــاء مُــزن علـى الأفـاق مُنتسـج
وأكســها حُلــل الأنــوار ضــافية
خُضــرا مُدبّجـة مـن نُورهـا البهـج
حتّـى يُـرى وجههـا الزاهـي بزهرته
فـي بهجـة بـدلا مـن وجههـا العسج
ويُصـبح الـبرُّ مـن صوب الغمام يُرى
كــأنّه البحـرُ بـالأمواج فـي لجـج
فيقتــلُ الجـدب إحيـاءُ البلاد بـه
فــي بحـره غرقـا مـن كـلّ مُختلـج
كــلٌّ أتـى بـاب فضـل منـك سـائلهُ
وليــس عـن بابـك الأسـمى بمنعـرج
وقلبـــهُ وجـــلٌ بالـــذّلّ مُتّــزرٌ
للــه مُفتقــرٌ فــي مـا لـديه رج
فــي أجمــع صــلحت بـأدمُع سـفحت
وأضــلع لفحــت رمضـى مـن الزّنـج
النّفـسُ فـي وصـب والجسـمُ فـي نصب
والقلـبُ فـي كـرب والصـّدرُ في حرج
إليــك مُــدّت أكُـفّ الخلـق سـائلة
وطفــاء سـائلة مـن فضـلك النّهـج
توجّهـوا لـك فـي الشـّكوى بقلب سج
بـاكي الـدّما ولسـان بالـدّعا لهج
مـن عـاجز مـن علـى أدنـى معاشهمُ
لا يقــدرون علــى ســعي ولا دلــج
أرامـــلُ وصــغارٌ لا مجــال لهــم
وواهـنُ الجسـم مـن ضـُرّ ومـن عـرج
وكــلّ عجمــاء لا تــدري مطالبهـا
مـن المعـاش بقفـر الأرض فـي همـج
فلا تُخيّــب رجــاء القاصـدين إلـى
أبـواب فضـلك يـا من بالوفاء رُجي
أنــت الملاذُ إذا مــا شـدّةٌ عظمـت
وليلهــا بصـباح الكشـف لـم يهـج
أنـت الغيـاثُ للهـب المسـتغيث بك
إذ أخلف الغيثُ أو ليلُ الخطوب دجى
أنـت المرجّـى لرفع البؤس حين أتى
أنـت المعـدّ لـدفع الحـادث العلج
مـن ذا أتـى بابـك الأعلـى يُـؤمّمه
يومــا بصــادق آمــال ولـم يلـج
مـن ذا يُناجيـك فـي تفـرج كربتـه
لـوم يبـت وهـو من تلك الكُروب نج
مــن ذا سـواك جـديرٌ بالإجابـة إذ
يــدعُوك داع بقلـب بـالهموم شـجي
يـا ربّ إن عظمـت منّـا الـذُّوبُ فما
تعظيمهـا فـي عظيـم العفو من نتج
وإن تجـاوز فـي ظُلـم الـورى أحـدٌ
حـدّا تجـاوز وتُـب عليـه لـم يهـج
ولا تُؤاخــذ جميــع العـالمين بـه
يغـدُو الـبريءُ مُصـابا والطلوبُ نج
يـا من خزائنُ رُحمى الفضل ما نفدت
منـهُ اجرنـا مـن اللأوا فلـم نحـج
رُحمـاك عمّـت عُصـاة العالمين عدوا
بالكفر أو ملحدا في الدين منك رج
توســّلوا لـك بالمختـار مـن مُضـر
مُحمّـد افضـل الرّاقيـن فـي الـدّرج
بمــا دعــاك بـه أيـوبُ فـي ظُلـم
لكشـف كـرب ومُوسـى حيـثُ كـان نجي
وما الخليلُ دعا في النّار حتّى غدت
بــردا لـهُ وسـلاما وهـي فـي وهـج
ومــا توســّل إسـحاقُ الذّبيـحُ بـه
ونــاح نُــوحٌ فــأنجى كـلّ مُـزدوج
ومــا تضــرّع يعقــوبٌ بــه أسـفا
علـى ابنـه يُوسف في الجبّ وهو سجي
ومـــا بـــه آدمٌ حُطّــت خطيئتــهُ
وتُبــت عنـه وعـن حـوّا فلـم يحـج
أرســل حوامــل مـاء منـك مُنسـجم
مُبــارك نــافع مــن كــلّ مُرتعـج
فتصـبحُ الأرضُ مـن صـوب الغمام تُرى
مُخضــرّة وهــي بالأزهــار فـي أرج
فــأنت أكـرمُ مسـؤُولن وأبلـغُ مـأ
مُــول وأكلأ موكــول إليــه لجــي
وصـلّ ربّـي على الهادي الشّفيع إذا
يـوم الجـزا ضـاقت الأهوالُ بالمهج
والال والصـّحب والأزواج مـا انهمرت
ســحابُ غيــث بنفــع الأرض مُــتزج
واغفـر لناظمهـا والسـّامعين لهـا
واختـم بخيـر لا يـا رافـع الـدّرج
علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن.شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس.انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا تحول إلى علي بن حسين باي.ومدحه فعفا عنه وقربه وتوفي بتونس.له (مقامات أدبية) و(ديوان شعر -ط) في تونس.