
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لجفنــي بشــرح الحــبّ درس يقـرّرُ
عليــه حواشـي السـّقم منـي تُحـرّرُ
وللقلـب مـن نـار الفؤاد استعارة
دُمُـــوعي مــن ترشــيحها تنحــدّرُ
غـدا الشـّوقُ من دمعي وسُقمي مُظهرا
علــيّ ولكــن فاعـلُ الشـّوق مضـمر
وكـم رُمـتُ صـدقا مـن تصـوّر سـلوة
فيكـذبُ فـي التّصـديق ذلـك التّصّوُرُ
وصــبري منســوخ الرُّســوم بناسـخ
لـه مـن سـواد اللّحـظ وهو المؤخّرُ
وســرّي ونــومي مــن كراهـة صـدّه
مُبـــاحٌ ومنــدُوبٌ ووصــلي يحظــر
وجســمي مــن شـوق لمنضـود ثغـره
غـدا عرضـا لمّـا بـدا وهـو جـوهر
فنضـدُ صـحاح الجـوهري منـه محكـمّ
عبـاب غرامـي فيـه مـا زال يزخـرُ
ومـا لمديـد الـدّمع قصـرٌ إذا جرى
وإنّ مديــد البحــر لا شــكّ يقصـر
لإنســـان عينــي مرســلاتُ مــدامع
لهــا نبــأ فيمـن ثنايـاه كـوثرُ
مـتى رُمـتُ ابهام الهوى عن عواذلي
فكشــــّافُها للمبهمـــات مُفســـّرُ
وبـي مـن مـا إذا نُحت يفترُّ قائلا
أتنكـرُ ضـوء الـبرق والنّـوء ممطرُ
ومـا افـترّ عند النطق إلا وقد غدت
سـوابقُ دمعـي فـي الثّنايـا تُسـيّرُ
ولو لا سني تلك الثنايا لما اهتدى
غــرامٌ لقلــبي وهـو فيهـا مُحيّـرُ
أقُـــول إذا شــاهدتُ ذاك تولّهــا
أيـا مـن يـرى دُرّا على الدُرّ يُنثرُ
إذا نُصــّبت أشــراكُ جفنـي وفرعـه
لجـرّ الكـرى والعقـل فهـو المظفّرُ
غــزالٌ تقـاد الأسـدُ طوعـا للحظـه
علـى أنّـهُ مـن قـائد النّـوم ينفرُ
فلو لم يكن في طرفه السّحرُ ما غدت
لـــدعوته كـــلُّ القلــوب تُســخّرُ
ولــو سـاحر يـدعو بأسـماء لحظـه
لأغنــاهُ عــن اسـم بـه ظـلّ يسـحرُ
ومهمــا بـدا محـرابُ حـاجب طرفـه
يقــل أزهـدُ العبّـاد اللـهُ أكـبرُ
لليلــي طــولٌ مــن عــذار بخـدّه
وطول الدّجى والشمس في القوس أجدرُ
ولـو أنّ تلـك الشـّمس كـان قرانـه
بأصــفر خـدّ الصـّبّ فالسـّعدُ يكـبرُ
فكيـوانُ طرفـي بـاع قلـبي بنظـرة
لزهــرة خـدّ المشـتري وهـو أحمـرُ
بـــدت بحواشــي خــدّه لامُ كــاتب
تُحيـط بـوجه مـن سـنى البدر انورُ
فقيـرُ مـن السـّلوان والوصـلُ مُعدمٌ
غنــيٌّ عــن الأشـواق والصـّدٌّ مُوسـرُ
لئن راح يُبــدي لــي مخـاوف صـدّه
ومـالي مـن قلـب علـى الصـّدّ يقدرُ
فلـي بمـن اسـتعلى الأنـام حمايـةٌ
ومــن بعلــيّ يحتمــي ليـس يصـغرُ
أبو الحسن الباشا الزّكيّ الّذي طوت
معـاليه مـن كـانت معـاليه تُنشـرُ
مليـكُ الورى الصّدرُ الّذي ذكرُ مجده
لــهُ بيــن أشـراف الملـوك تصـدّرُ
هُـو الملكُ الشّهمُ المهمامُ الّذي به
قضـى السـّعدُ فـي تيسـير ما يتعسّرُ
فلـو شـاء طاعـات الملـوك بأسرها
لكــان لــهُ خــرجٌ عليهــم مُقـرّرُ
وتُصــبحُ فــي أقطارهـا حرسـا لـه
وتغــدُو بهاتيــك الحراسـة تفخـرُ
مليـكٌ له في العلم والحلم والنّدى
صـبابةُ مُشـتاق مـدى الـدّهر تُـذكرُ
مليــكٌ لــه فضــل ومجــد وسـؤدد
وكــلُّ مليــك عــن معـاليه يقصـر
تـراه بفـرط الميـل للعـدل آمـرا
فيالــك ذو عــدل وبالميـل يـأمُرُ
لـــهُ عفَـــةٌ مقرونـــةٌ بصــيانة
عــن الفحــش فـي أفعـاله وتطهّـرُ
لـو انقسـمت بيـن الخلائق لـم تجد
علـــى مُســلم وزرا بــه يتــأزّرُ
لـه همـمٌ لـم يُـدرك الطـرفُ شأوها
ولا طــائرُ النّســرين لــو يتطيّـرُ
عزائمــهُ كــالبيض فـي كـلّ مطلـب
ولـم يُثنـه مـن مـانع عنـه يُحـذرُ
إذا ضــُربت للحــرب يومـا خيـامُهُ
يصــحُّ لــهُ بالضــّرب قســمٌ مُـوفّرُ
لـهُ وثبـاتٌ فـي وغـى الحرب تنثني
ليــوثُ الشـّرى عـن بأسـها وتُـؤخّرُ
إذا مـا دعـا للحـرب يـوم كريهـة
كمـاة لـه مـن بأسـها الدّهرُ يُذعرُ
تـرى كـلّ ليـث طالعـا فـوق غـارب
مـن الـدُّهم فـي شـُهب الأسـنّة يزأرُ
إذا مـا جـرت فـي الأرض شُهبُ جياده
تـرى الشـّهب فـي أفق العلى تتحيّرُ
وإن أصــبحت يومــا بسـاحة مُنـذر
يســوءُ صــباحُ المنــذرين ويكـدرُ
فمــا وطئت إلا علــى جُثـث العـدى
تُــقُّ مـن الأعضـاء مـا ليـس يُجـبرُ
كـأنّ لهـا بالمسـح علمـا وقد غدت
لأضـــلاع أشــكال العــداة تُكســّرُ
ومـــدّ العـــدى أعنــاقهم لبلاده
فمقصـورُ ممـدود العـدى منـه أبترُ
بمركزهـــم دارت دوائرهــم ومــن
دمــاهم ســُيوف الــدّائرات تُقطـرُ
وكـلّ ابـن همّـام غـدا وهـو حـارث
لمـا هُـو مـن جنـس المفاسـدُ مكثرُ
وظنــوا بـأنّ الّقـب يمنـعُ جمعهـم
نعــم مـانعٌ ممّـا أرادَوا وقـدّروُا
وقد زعموا بالجهل أن يضعوا الهنا
بموضــع ذاك النّقــب وهــو تغيّـرُ
فــوافت عليهــم خيلــه فكأنّهــا
مــن الجـوّ عقبـانٌ عليهـم وأنسـرُ
أحــاطت بهــم طُـرّا إحاطـة أبيـض
بأسـود مـن لحـظ الرّشـا وهو أحورُ
ولاذت بهــم مــن كــلّ أوب ووجهـة
وحــلّ بهـم منـهُ العـذابُ المنكّـرُ
كمــا زعمـت لمّـاشُ تنجـو بغربهـا
فكـان لهـا فـي القلـب غـربٌ يؤثّرُ
ولـو أنّهـا فـي مغرب الشمس أوغلت
لأدركهــا مـن مطلـع الشـمس تنفـرُ
أو اتّخـذت فـي الأرض سـربا لأمنهـا
أو اعتقلــت بالنّســر حيـثُ تُعـذرُ
فلـم يُغـن عنهـا كلُّ ما امتنعت به
ولــم يُجـد مـا كـانت بـه تتسـوّرُ
وحــاز بلاد الــزّاب طُـرّا وسـُوفها
وحُكمهمــا عــن إذنــه راح يصـدُرُ
وكـانُوا كـوادي النمل حتّى حطمتهم
بجنــد ســُليمان فولّـوا وأدبـرُوا
إذا وقعــت أســيافُهُ فــي عُـداته
رأيـــت رؤوس المعتـــدين تطيّــر
إذا رفــع الأعلام فــاجزم بفتحــه
لمــا أمّ والجمــع الصـّحيح يُكسـّرُ
وتخفـقُ مـن خفـق البنـود لعلمهـم
بتمليكـــه للخـــافقين وينصـــر
مليـكٌ لـه انقـاد الزّمـانُ بقهـره
فأصــبح للأعــداء بــالرّغم يقهـرُ
غــدا واثقـا بـالله مُعتصـما بـه
وعســكرُهُ المنصــورُ وهـو المظفّـرُ
مليـكٌ غـدت ترجُـو السّعادةٌ أن ترى
يُلاحظهــا بــالتطرف يومـا وينظـرُ
لئن حصــرُوا بالرّصـد بُعـد كـواكب
فهمّتـــهُ أبعادُهــا ليــس تُحصــرُ
إذا اســـتنتجت أفكــارُهُ لقضــّية
أتتـهُ القاضـايا بالنّتـائج تبـدُرُ
لـهُ فـي سـماء الفخـر شـُهبُ مـآثر
بهـا يُنظـمُ المـدحُ البـديعُ ويُنثرُ
يُحيّــي بمــا تـوي شـمائلهُ الّـتي
بزهــر الرُّبـى منهـا نسـيمٌ يعطّـرُ
لأنّ لـــهُ بيـــن ملـــوك مـــآثر
تـرى الزّهر في العلياء منهنّ تزهُرُ
لــهُ فرقــدا فضــل وفخـر كلاهُمـا
غـدا فـي سـماء العـزّ يعلو ويبهر
مليـك لـه فـي الأمـر حُسـنُ سياسـة
يُقـادُ بهـا مـن كـان يجفـو وينفر
كمــيّ لـه فـي الناّائبـات وقـائع
غــذا ذكرهـا فـي كـلّ طـرس يُسـطّرُ
هزبــرٌ لــه كــل الكمـاة فـرائس
يُقـرُّ بهـا مـن كـان للشـمس ينكـرُ
كريــمٌ لــه فـي المكرُمـات مـآثر
بهـا يتحلّـى المـدح نظمـا ويُنـثرُ
ومهمــا شـياطينُ الزّنـادق أفسـدت
غــدت بســليمان الشـّياطين تُـدحرُ
وإن ذكــرُوا مجــدا فــإنّ مُحمّـدا
لـه فـي العلـى ذكـر لمـن يتـدبّرُ
بهـم خُـصّ مـن دُون الملـوك كـأنّهم
هُـمُ الشـّهبُ في أفق العلى وهو نيّرُ
مليـك لـه فـي العلـم أشـرفُ رتبة
بهــا أعظـمُ الأعلام بـالعلم يصـغرُ
إذا اسـتغلق المعنـى فمفتاحُ ذهنه
لــهُ فيــه بالإيضــاح فتـحٌ مُيسـّرُ
لــه منطــقٌ يســقي غُصـون رياضـة
بيــان فتغــدو بالبلاغــة تُثمــرُ
لـي السـّعد عبد في البلاغة إذ غدا
لـــه ســـيّدٌ دُون الأنــام يُحــرّرُ
لـه فـي أُصـول الدّين كم من مقاصد
موقفهـــا عنــد التّأمّــل تبهــرُ
لـه فـي أُصـول الفقـه جمـعُ جوامع
يقــول محلّـي الصـّدرُ منـهُ ويفخـرُ
ترجّــح فــي الميـزان أن لا مُقـدّمٌ
ســواهُ وكــلٌّ فيــه تــال مُقصــّرُ
وأمّـا عُلـومُ النّحـو فهـو خليلهـا
وكـــلُّ خليــل بالمخالــل أخــبر
ولمّــا تبــدّى فيــه مُبـدع شـرحه
غــدا كـل شـرح ظـاهر منـه يُضـمرُ
ومـا كـان في ايدي الورى مُتعارفا
غــدا بعـد تلـك المعرفـات ينكّـرّ
لقـد شـاعت الأخبـارُ عنـد ابتدائه
بتحقيقــه والمتبــدا عنـه يخـبر
إذا وردت منـه اللّـواحظ لـم يكـد
يكـون لهـا مـن ذلـك الفعـل مصدر
ولـو بلـغ الشـّرحُ الخليـل ودونـه
بُحــورٌ وأمـواجٌ علـى الـبرّ تزخـر
لقطّعهــا ســبحا إليـك وهكـذا ال
خليــل بتقطيــع البحــور مُشــهّر
علومـك أخفـت كـلّ مـن كـان ظاهرا
بعلــم فــأنت الان بـالعلم أبصـرُ
فلـو لـم تكن في العلم أظهر منهمُ
لمـا جـاء فـي التاريخ علمك أظهر
حــويت فخــارا لسـت مُفتخـرا بـه
علـــى أحــد لكنّــه بــك يفخــرُ
تحاشــيت عــن موضــوع كـلّ قضـيّة
وذكـرُك محمـولٌ علـى النّجـم يزهـرُ
رأيـــت ثغـــورا مُهملات فأصــبحت
بعزمـــك تلـــك المهملاتُ تُســـوّر
حكى الكافُ ذات النّون في سلب حصنه
ومــا منهــا مـن عيـن داء مُسـتّر
كسـوتُهما درعـا مـن الأمـن سـابغا
تبيــدُ اللّيــالي دونــه وتقصــرُ
ألا أيّهـا الحـبرُ الّـذي بحـرُ علمه
تُجـاريه مـن فيـض النّدى منهُ أبحر
جواهرُهـــا مــن لفظــه ويمينــه
لســائلها والطّـرس والسـّمع تنـثرُ
إذا خـاض فيهـا الفقرُ مات غريقها
وطـيّ الغنـى مـن مـوته راح يُنـثرُ
إذا أمّــك المحتـاجُ يومـا لنـائل
غـدا وهـو مـن جـدوى يمينـك أيسرُ
أتيتـك أشـكو ضـيم دهـر قد اعتدى
لأنّـــك للأيّـــام تنهـــى وتــأمُرُ
قرنــت هلال الحــظّ منّــي بمـدحكم
لعــلّ هلال الحــظّ بالســّعد يُنصـر
جعلــت علـى عينـي زمـاني وصـفكم
دواء عســى أعمــى زمــاني يُبصـرُ
زرعـتُ بـروض المجـد نظمـي لعلّ ما
زرعــتُ بمــا أمّلتــه منـك يُثمـر
فخــذ لـك يـا مـولاي عقـد مـدائح
كــأنّ عُقــود الــدّرّ منهـنّ تغمـرُ
فرائدُهــا مـن بحـر فكـري أخرجـت
وذهنـــي غـــوّاصٌ لهـــا مُتخيّــر
فلــو أبصـرتها الغانيـاتُ تقلّـدت
بهــنّ وألقــت مــا عليهـنّ جـوهر
ولـو أبصرتها الشهبّ غارت ولو بدت
لبـدر الدُجى في التّم ما كان يُبدرُ
ولـو قابلتهـا رايـةُ البدر حُسنها
لظـــلّ هلالا بــدرّها وهــو يُقمــرُ
لهــا فــي لسـان الـذّائقين حلاوةٌ
إذا أنشــدت فــي وصــفكم تتكـرّرُ
لئن صـادفت منـك القبـول فقد غدا
مُحرّرُهـــا مـــن رقّـــة يتحـــرّرُ
ويــأمنُ مـن جُـور الزّمـان ومكـره
ويُرفــع مــا بيـن الأنـام ويُـذكر
ومـن ينتخـب فـي غيـر وصـفك مدحهُ
فصــفقتهُ فــي ذلـك المـدح تخسـرُ
فلا زلــت محــرُوس الجنـاب مُؤيّـدا
ومُلكــك بالنّصــر العزيــز مُـؤزّرُ
ولا زال منهــاج الشــّريعة مُشـرقا
بعــدلك والحـقُّ الخفـي بـك يظهـرُ
ولا زلــت للرّاجيــن أصــدق مأمـل
وكلّهُــم مــن ســيب فضــلك يغمـر
علــوت مُلــوك الأرض عــزّا ورفعـة
فلا زلـت طـول الـدهرن بالعزّ تعمرُ
عُــداتُك فــي خفــض يحـزُّ رقـابهم
وأنــت علــيٌّ كامـل الفضـل أكـبرُ
عليــك ســلام أذفـرُ المسـك بـدؤهُ
علــى أمـد الأيّـام والختـمُ عنـبرُ
علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن.شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس.انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا تحول إلى علي بن حسين باي.ومدحه فعفا عنه وقربه وتوفي بتونس.له (مقامات أدبية) و(ديوان شعر -ط) في تونس.