
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيــأبى عـذُولي أن يكـفّ عـن العتـب
وقـد صـحّ فـي حكـم الهوى عندهُ قلبي
دع اللّـوم عنّـي واعـذل الحبّ هل ترى
يُخلّصــني التقليـدُ مـن ربقـة الحـبّ
علـــى أنّنـــي مُســـتعذب لعــذابه
أأبصـرت مـن عـدّ العـذاب مـن العذب
إذا مــنّ لــي طيـفُ الخيـال بـزورة
نهـاهُ سـُهادُ الليـل زجـرا عن القرب
تُغــالطني بــالطّيف عـن وعـد وصـله
غُــرُور الأمـاني للتّـبرّي مـن الكـذب
فللّــــه أيّـــام تقضـــّت برامـــة
تقـولُ لضـيف الشـوق انزل على الرّحب
فلـم نـر مـن عيـن بهـا غيـر نرجـس
ولا واشـــيا إلا الأزاهـــر بالقضــب
يُنــاولني الرحــات مــن راح ثغـره
ومُقلتــه ظــبيٌ غريــرٌ مــن العـرب
لكــأس الحميّــا مــن مراشـفه حيـا
ألـم ترهـا تحمـرُّ فـي حالـة الشـّرب
وليــس حبــابٌ مــا علاهــا وإنّمــا
تسـتّر منهـا الـوجه خوفـا من الثّلب
علـــى دافــق يلهــو وروض أزاهــر
بــذات المثـاني والمثـالث والنّقـب
يحــثُّ مطايــا الكــأس شـاد بلحنـه
غـدا مُعربـا عـن لحـن داوُود بالنّصب
وقــد راح يُـزري بـالقريض إذا شـدا
بمـدح علـي بـاي المجلّـي دُجى الخطب
هُـو ابـنُ حُسـين المالك الأعدل الرضى
صـبورٌ عـن الشـّحناء مُغمـر عن الذّنب
مليـكٌ بماضـي العـزم والـرّأي مُقتـد
خــواطرُهُ عــن كــلّ مُســتقبل تُنـبي
لـهُ الرُّتبـةُ العليـاءُ والمنزلُ الّذي
بـه هامـةُ الجـوزاء فـي رتبة الكعب
تعـالى إلـى الافـاق حـتى انتهى إلى
مــداها علا عنهـا وقـالت لـهُ حسـبي
إذا رُمــتُ إيجابــا لســلب ضــرُورة
فيحكـمُ فـي الإيجـاب فيهـا مع السّلب
أمــولاي دُم فـي الملـك دهـرك آمنـا
بغيــر خلاف فــي الــدّوام ولا شــغب
فبـويعت يـا ملـك الورى بيعة الرّضا
بغيــر نــزاع فـي التـولّي ولا غصـب
علــى أهــل إفريقيّــة مــن صـبرها
بكـم منّـت الوطفـا على الأرض بالخصب
عليــك مــدارُ الأمــر صــار جميعـه
كمــا دارت الأفلاكُ طُـرّا علـى القطـب
بملكــك ضــاء الأفــقُ حتّــى تـوهّمت
أهـو الشـّرق أنّ الشّمس لاحت من الغرب
لقـد سـرت فـي جيـش مـن الأسـد حافل
فكشــّفت عــن غــمّ وفرّجـت عـن كـرب
حللـــت بــدار القيــروان بجحفــل
فخلنـا بُـدُور الأفـق حلّـت مـع الشّهب
وفســطاطُك الميمــونُ حيــن نصــبتهُ
ظننّـا ريـاض الزّهـر فـي أخضر العشب
فســعدُ ســُعود الملــك أنـت وإنمـا
خبــاؤُك فيهــا سـعدُ أخبيـة النّصـب
وشـــرّعت أحكامـــا بهـــا عُمريّــة
فأصـبح منهـا الشـّاءُ يـرى مع الذّئب
لئن أقبلــت كــلُّ القبـائل وانثنـت
بطيـب الثّنـا والحمد تُثنّي على الرّب
لكـم كـلّ يـوم مـن نـدى يـدكم يـدا
رأى النّاسُ منها الخصب في زمن الجدب
لكـلّ امـرئ فـي الـدّهر مـن صدقاتكم
يســارُ يــد منـهُ كفتـه عـن الكسـب
لطاعتــك الأيّــامُ دانــت فلـو بهـا
دعـوت ثـبيرا جـاء يسـعى على الترب
فلـولا اسـمك الميمـونُ فـي كـلّ مشهد
لخلنـاك عيسـى جـاء فـي أعدل الحقب
فلا زلــت فــي حــرز منيــع ورتبـة
تـرى مـن عُلاهـا رُتبـة الشّهب في حجب
بجــاه رســُول اللــه أفضــل شـافع
وعـــترته الأبـــرار والال والصــّحب
علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن.شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس.انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا تحول إلى علي بن حسين باي.ومدحه فعفا عنه وقربه وتوفي بتونس.له (مقامات أدبية) و(ديوان شعر -ط) في تونس.