
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـالي عـن مـورد الهـوى صـدرُ
يلــحُّ منّــي العـذُولُ أو يـذرُ
وكيـف أسـلو عـن الهـوى ولـه
ســيف علـى العاشـقين مُشـتهرُ
أمـا عصـت عُـذّ إلـي مطامعهـا
فـي سـلوتي عن هواهُ واقتصرُوا
وأيقنــوا أنّ فـي الملام لهـم
نقيـض مـا حـاولوهُ وانتظـرُوا
وأنّ أطمــــاعهم وإن عظمـــت
ليــس لهـم فـي بُرُوقهـا مطـرُ
حظّــي مـن الوصـل مثـل حظّهـمُ
مـن سـلوتي عـن هـواهُ مُفتقـر
لـم يقـض فـي وصـله وتسـليتي
عــن حُبّــه لـي ولا لهـم وطـر
أمــا درى العــاذلون عـذلهمُ
يُغـري بـي الحـبُّ كلّمـا كثرُوا
كــأنّهم بالســّلوّ إن أمــرُوا
نهوا وفي الحبّ إن نهوا أمرُوا
مــالي بطــرق السـّلوّ مخـبرة
لكـن بطـرق الغـرام لـي خـبرُ
كــأنّ مُـرّ الغـرام مـن شـغفي
شــهد وشـهدُ السـّلوّ لـي صـبرُ
إخــالُ مــن شــقوتي مُكــدّره
صــفوا علــى أنّ صــفوهُ كـدرُ
مـالي مـن مـذهب الهـوى بـدل
كلا ولا عـــن حمـــاهُ مُزدجــرُ
قُـوى اصـطباري عن الهوى ضعفت
مــن لـي بقلـب عليـه يصـطبرُ
ان رُمــتُ سـترالهوى أذاع بـه
واش مــن الـدّمع ليـس يسـتترُ
لحـبُ مـن فـي الفـؤاد منزلـهُ
ســُلطانُ قهــر علــيّ مُقتــدرُ
جُنـــدُ هــواهُ علــيّ مُنتصــر
وجُنــدُ صــبري عليــه مُنكــرُ
إن يغفـر الـذّنب في هواهُ فما
لــديث ذنــب الســّلوّ مُغتفـرُ
لا أنتهـي عـن غـرام مـن شهدت
بالحسـن فيـه البادُون والحضرُ
ظـبيٌ كحيـلُ الجفـوان فاترُهـا
مــا إن لليلـي بسـحرها سـحرُ
نـــواعس للغـــرام مُوقظـــةٌ
فـي مُقلـتي مـن نُعاسـها سـهرُ
إن أرســـلت خلفــهُ غــدائرُهُ
تُرســلُ مـن سـُحب مُقلـتي غُـدُرُ
فـي طُولهـا الشّعرُ طال والهفي
ممّـن بـه الشـّعرُ طـال والشّعرُ
عُــذّبتُ مـن ورد وجنـتيه ومـا
جنيــت لكنّــهُ جنــى النّظــرُ
بــدت مُحيّــاهُ روضــة فجــرى
مـن مـاء عينـي لروضـها نهـرُ
يُخجـل شـمس الضـّحى أليـس يُرى
فــي وجههـا كلّمـا بـدت خفـرُ
مــن نظــم دُرّ بفيـه أشـغلني
بــدرُ نظـم مـن دُونـه الـدُّرر
يا رامي الجمر في الحشا ودمي
فـي الحـبّ مـن سـيف لحظه هدر
لاتـرم فـي مُهجـتي الجمار ولي
دمٌ بــــه تركهـــنٌ ينجمـــرُ
سـهامُ جفنيـه فـي الفؤاد لها
ضــربٌ بكســر الفـؤاد يختـبرُ
لـم ينقسم في الهوى لغيرك بل
مُبـــاينٌ للســـّلو ومُنكســـرُ
يا قامة الغصن في الرّياض غدا
طــائر قلــبي عليــه ينهمـرُ
بكاســر الجفــن صـدت طـائره
مـن وكـره فغـدا للهـوى وكـر
جســمي أفنيتـهُ والـدُّموع فلا
عيــن بجســمي بــاق ولا أثـرُ
ضــنّ زمــاني بــه علـيّ كـان
عليـــه منّـــي بقلــه غيــرُ
يُخلــفُ وعــدي بــه ويمطلنـي
ويــزدري بــي لــهُ ويحتقــرُ
مــالي ثـوبٌ مـن الحظـوظ بـه
أحــاط بيــن الــورى وأتّـزرُ
إن أنـت يـا دهـرُ رُحت تمنعني
حظّـــي مــن وصــله وتنتهــرُ
فلا أبــالي فــإنّ حظّــي مــن
مُحمّــد بــن الأميــر يُنتظــرُ
المالـكُ الكامـلُ الّـذي نُصـبت
لــهُ علـى مفـرق السـّهى سـُرُرُ
نجـلُ مليـك الملـوك مـن ضعفت
عمّــا حــوى الأوّلــون والأخـرُ
مـن أشـرقت فـي الورى شهامتهُ
شمســا وليـلُ الحُـروب مُعتكـرُ
ســيفٌ علـى المعتـدين مُنصـلتٌ
ســيلٌ إلـى المعتفيـن مُنهمـرُ
مُوفّــــقٌ بــــالإلاه مُعتضـــدٌ
مُظفّــرٌ فــي الحُــروب مُنتصـرُ
إذا انتضى البيض وارتدى سُمرا
فـالبيضُ ترتـاعُ منـهُ والسـُمرُ
مـن رام يُبـدي الخلاف عنهُ فقد
هـانت عليـه الحيـاةُ والعمـر
ورُبّمـــا خـــالفت لشــقوتهم
قــومٌ بنعمــاء فضـله بطـرُوا
مـا أثمـرت دوحـةُ الخلاف لهـم
وهـــل خلافٌ يُــرى لــهُ ثمــرُ
لــو خـالفتهُ الجبـال وافقـهُ
فــي قطعهــا صـارٌم لـهُ ذكـر
كأنّمـــا دائمـــا يُتـــابعهُ
فـي مـا يُريـدُ القضاءُ والقدرُ
لـو زُجـر الـدّهرُ عـن إسـائته
بســـطوة منـــهُ راح ينزجــرُ
هــو المليــك الـذي عزائمـه
تشـرق منهـا الكـواكب الزهـر
هُــو المليــكُ الّـذي مفـاخرُهُ
علــى مُلــوك الأنــام تفتخـرُ
ذُو همّــة بالسـّماك قـد قُرنـت
ورُتبــة كــلّ دُونهــا البصـرُ
عـدلُ الملـوك الذي به اعتدلت
أمزجـهُ الـدّهر وانتفـى الخدرُ
آراؤُهُ فــي الأمـور تعجـزُ عـن
إدراكهــنّ العقــول والفكــرُ
إذا لهــا اســتنبطت قريحتـهُ
جــاءت بعيـن الصـّواب تنفجـرُ
لـو أنّ سـار بهـا استضاء دُجى
مـا شـكّ فـي أنّ رأيـهُ القمـر
إن يقـفُ فـي الرأي مثل والده
والعـزم والحـزم حيـن يبتـدرُ
لا غـرو إذ مُثمـرُ الفـروع بـه
تُنـبي عـن طيـب أصـلها الشّجر
ملــكٌ لـهُ راحـةٌ إذا انبسـطت
فزاخــرُ البحــر عنـدها جـزر
تبـــدوُ مـــن كفّــه وغُرّتــه
يـوم النّـوال البـدُورُ والبدُرُ
إذا بــدا وهــو فـوق سـابحة
تــرى عُقابـا مـن فـوقه قمـرُ
لــهُ معـاني الاداب قـد كشـفت
محاســنها عــن سـواهُ تختمـرُ
نــثرُهُ يفضــحُ النّجــوم سـنى
والــدُّرُّ مــن نظمـه لـهُ بهـرُ
لا غــرو إن خـطّ مُهرقـا فغـدت
فــرائدُ الــدُّرّ منــهُ تنتـثرُ
فإنّمـا الكـف منـهُ بحـرُ نـدى
ومـن سـوى البحـر لاتُرى الدُّررُ
بنــي علــىّ أمســت مــآثرُكم
إن تُحـص تُحـص الرّمـالُ والمدر
مــا كــلُّ فخــر علا ومنقبــة
إلا غـــدا فـــي عُلاك ينحصــرُ
مــآثرُ منــك مـا سـُبقت بهـا
بــل أنـت بـاد لهـا ومُبتكـرُ
تهنــا بالخلعـة الّـتي نُشـرت
عليك والخلقُ لها حولها نُشروا
طــوق تطــوّقت مــن عُلا ملــك
دانــت إليــه الأملاكُ والبشـرُ
مــن آل عُثمـان مـن لهـم دُول
أيّــامُكم فــي جباههــا غُـررُ
فابشـر وفُـز أيّها المليكُ بها
خلعــة عهــد عليــك تنتشــرُ
وانعـم بعيـد أتـاك فـي فـرح
ســُرُورُهُ فــي حمــاك مُعتمــرُ
بعيــد فطـر فطـرت فيـه علـى
عهـد مـدى الـدّهر ليـس ينفطرُ
واســعد بـدار حللـت سـاحتها
بهـا لـك السـّعدُ دام والعمـرُ
فهــاك منّــي قصــيدة شــرُفت
تغــرُ منهـا القصـائدُ الغـررُ
فريـدةُ الحسـن مـا لهـا ثمـن
بمثلهـــا لا يجيـــءُ مُتّجـــرُ
إن طــال مـدحي لكـم فلا عجـبٌ
مُطــوّل المــدح فيــك مُختصـرُ
ســـواكمُ بالمديـــح مُفتخــرٌ
والمــدحُ يسـمو بكـم ويفتخـرُ
زففتهـا بعـد عقـدها لـك مـن
بُيــوت فكــري ترجُـو وتنتظـرُ
تطلــبُ الاشـهاد مـن عُلاك وهـل
عقــدٌ بغيــر الإشـهاد يُعتـبرُ
لا زال أوج العلــى بطلعتكــم
تـأويه شـمسُ السـعود والقمـر
علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن.شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس.انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا تحول إلى علي بن حسين باي.ومدحه فعفا عنه وقربه وتوفي بتونس.له (مقامات أدبية) و(ديوان شعر -ط) في تونس.