
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لبابـك تُزجـي بالمديـح الرّكائبُ
وتبسـمُ فـي وجه العفاة المطالبُ
وفيك الثّنا صدقٌ وإن أطرأ الورى
وفـي غيرك المدحُ الّذي قيل كاذبُ
يكـادُ الجمادُ الصّلدُ ينطقُ شاهدا
بفضــلك والأشــجارُ عنـهُ كـواتبُ
فلو قيل من أزكى الملوك بأسرها
لقـالت علـيّ بـن الحسـين تُجاوبُ
مليــكٌ أقــرّت أنّهـا دُون قـدره
طوالــعُ آفــاق العلا والغـواربُ
لـه خُلـقٌ لـو لـم يُبق طيّبُ نشره
على الزّهر طيبا ظنه الدهر حاسب
ولولا انخسافُ البدر من نُور بشره
لقلنـا سناهُ عن سنا البدر نائبُ
وآدابُـه الغـرّاء مـن فرط لطفها
بهـا الحيوانُ العجمُ كادت تُخاطبُ
تغـذّي لبـان الحلم من قبل حُلمه
وقبـل لبـان الثّـدي إذ هو حاجب
إذا مـا بـدا من جمعه في مواكب
فبـدرٌ بـه أمسـت تحـفُّ الكـواكبُ
إذا فـي أراضي المحل حلّت خيامُهُ
به اعشوشبت وانهلّ عنها السّحائبُ
إذا صـال فـي يوم الوغى بحماته
لطــرد وهزّتـهُ الجيـادُ السـّلاهبُ
تطيـرُ إلـى الأعـداء عقبانُ خيله
أســـنّتها للطّـــائرات مخــالبُ
يُغـادرُهُم صـرعى الكماة لهم على
فرائسـهم منهـا الطّيـورُ جـواذبُ
سـما لسـماء العلـم حتّـى كأنّما
بـه جاهـلٌ حـاوي العلـوم وغائب
رفعـت مقـام العلم في نصب أهله
ألا فـاعجبوا مـن رافع وهو ناصبُ
مليــكٌ تحلّــى بــالتّقى فحليّـهُ
غـدت عـن حلاهـا تصطفيه الكواعبُ
لـهُ الجـودُ طبعـا حازهُ لا تكلّفا
وأيـن من الطّبع النّدى المتكاسبُ
وإن أمّـــهُ راج لــدفع نــوائب
دهـت كشـفت عنهُ الخطوبُ النّوائبُ
إذا مُعتــف يومـا حبـاهُ رغيبـة
تعـودُ مـن العافي تُنال الرّغائب
يُـوالي العطـا للمعتفي مُتتابعا
مــواهبُ تتلــو إثرهــنّ مـواهبُ
ولا عيــب فــي نُعمـاهُ إلا لأنّهـا
يضـيقُ بهـا المأوى لمن هُو راغب
محـت حسـد الحسـّاد حتّى غدو بها
وكـــلّ عـــدُوّ للعــدُوّ مُصــاحبُ
تـرى نُجـب العـافين عنك صوادرا
مُثقّلــة منهــنّ تشـكو الغـواربُ
حقـــائبهم مُلئن منــك وإنّمــا
حقـائبُ تـبر مـا تُقـلُّ النّجـائبُ
غـدوا كلّمـا مـرُّوا بحـيّ وبلـدة
ثنـو نحـو ما مرّت عليه الرّكائب
وعـاجُوا فأثنوا بالّذي أنت أهلهُ
ولـو سـكتوا أثنت عليك الحقائبُ
علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن.شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس.انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا تحول إلى علي بن حسين باي.ومدحه فعفا عنه وقربه وتوفي بتونس.له (مقامات أدبية) و(ديوان شعر -ط) في تونس.