
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرَبْــرَبٌ بـالكثيبِ الفَـرْدِ أم نَشـَأُ
ومُعْصـِرٌ فـي اللِّثـام الوَرْدِ أم رَشَأُ
وبـاعثُ الوَجْـدِ سـِحْرٌ منـكِ أم حَـوَرٌ
وقاتِــلُ الصـّبِّ عَمْـدٌ منـكِ أَم خَطَـأُ
وقـد هَـوَتْ بهـوَى نَفْسـِي مَهَـا سـَبَأٍ
فهــل دَرَتْ مُضــَرٌ مَــنْ تَيَّمَـتْ سـبَأُ
كـــأنَّ قلبِــي ســليمانُ وهُدْهُــدُه
لَحْظِـي وبِلْقِيـسُ لُبْنَى والهَوَى النَّبَأُ
فـأعجَبْ لهمْ وَتَرُوا نَفْسِي وما شَعَرُوا
ولا دَرَوْا مَـنْ بِعَيْنَـيْ رِيمِهِـمْ وجَأُوْا
إِذا تجلَّــى إِلـى أبصـارِهِمْ صـَعِقُوْا
وإِن تَغَلْغَــلَ فـي أفكـارِهِمْ هَمَـأُوْا
لو أَغْلَظَ المَلْكُ أَمْراً فيهِمُ ائتَمروا
لـو اقتضـى الجيشُ رَدّاً منهُمُ رَدَأَوْا
وكــلُّ مـا شـاءَ مِـنْ حُكْـمٍ ومُحْتَكَـمٍ
يمضـي على ما أحبُّوا منه أو نَدَأُوْا
أَغَــرُّ فــي مجــده الأعلـى وغُرَّتِـهِ
للُّـــبِّ مُنْحَســِنٌ واللَّحْــظُ مُنْخَســَأُ
وفـــي ســَناهُ ومَســْناهُ ونــائِلِهِ
للشــُّهْبِ والسـُّحْبِ مُسـْتَحْياً ومُنْضـَنَأُ
جَلالــــةٌ لســــليمانَ ومُلْتَمَــــحٌ
ليوســـفٍ يــومَ للنِّســْوانِ مُتَّكَــأُ
وللملـــوكِ اختفــاءٌ أنْ تُشــابِهَهُ
وليــس تَشــْتَبِهُ العِيْـدانُ والحَفَـأُ
والكــلُّ مُعْتَــرِفٌ بالســابقاتِ لـه
ومَــنْ زَكَــا فلــه بـالحقِّ مُنْزَكَـأُ
مُمَلَّــكٌ هـو مـن سـَمْتِ الهُـدَى مَلْـكٌ
وواحــدٌ هـو فـي شـَيْد العُلـى مَلأُ
يَقِــلُّ أنْ يَطَــأَ العَيُّــوْقُ أَخْمَصــَهُ
وكــلُّ مَلْــكٍ علــى أعقــابِه يَطَـأُ
حَـوَى المحاسـنَ فـي قـولٍ وفـي عَمَلٍ
فَمِثْــلَ مَهْنَئِهِ الأَملاكُ مــا هَنَــأوا
وللثُّغُـــورِ بــذكرى عَــدْلِهِ وَلَــعٌ
وللقلـــوبِ لِمَثْـــوَى حُبِّــه لَطَــأُ
والمــالكون ســِواهُ مِثْــلُ عَصـْرِهِمُ
فكلمــا دَنَــأَتْ أحــداثُهُ دَنَــأُوا
والعَـدْلُ أَلْـزَمُ ما تُعْنَى الملوكُ به
فَلْيُزْجَـرُوا عن سبيلِ الحَيْفِ ولْيَزَأُوا
وكيـف يَلْقَـى قنـاةَ الـدَّهْرِ قائمـةً
وفَوْقَنَــا لِقِســيِّ الشــُّهْبِ مُنْحَنــأُ
ومــا الزَّمـانُ علـى حـالٍ بمُعْتَـدِلٍ
كأَنَّمــا أَهْلُــهُ فـي شَخْصـِهِ دَنَـأُوا
فالـدهرُ ظَلْمـاءُ والمعصومُ نورُ هُدىً
يُضـِيءُ والشـمسُ فـي أنوارهـا تَضـَأُ
فَخَـلِّ مـا قيـل عـن كَعْـبٍ وعـن هَرِمٍ
فلِلأَقاويــــلِ مُنْهـــارٌ ومُنْهَـــرَأُ
وتلــك أنبـاءُ غَيْـبٍ لا يقيـنَ لهـا
وقلَّمـا فـي التَّنـائي يَصـْدُق النَّبَأُ
ومــا اختبـارٌ كأخبـارٍ ومـا مَلِـكٌ
إلاَّ ابـنُ مَعْـنٍ وَذَرْ قوماً وما ذَرَأوا
تُغْنـي أيـاديه مـا تُغْنـي صـوارِمُهُ
وللْغِنـــاءِ هـــو الإِقلالُ والفَنَــأُ
سـِيّانِ منـه فُتُـوْحٌ فـي العِدَى طرأتْ
ومُعْتَفُــون علــى إنعــامه طـرأوا
فكــم أنــاسٍ أَقـاصٍ عنـده نَبَهُـوا
كــأنهمْ قُرْبَــةٌ فـي حِجْـره نَشـَأوا
وكيــف تُحْصــَى عَـوَافي مَرْتَـعٍ مَـرِعٍ
للهــائمينَ بــه مَــرْويً ومُحْتَصــَأُ
ومَــنْ نَبَــا وَطَــنٌ مِنــه كمثلِهِـمُ
مَضــَى بــه مُنْتَــأىً عنـه ومُنْتَبَـأُ
وللظُّبَــى والطُّلَــى لَثْــمٌ ومُعْتَنَـقٌ
وللقَنَــا والكُلَــى ضــَمٌّ ومُرْتَشــَأُ
وحيـثُ مـا أَزْمَعَـتْ عُلْيـاكَ واعْتزمَتْ
حَــدَا جَحافِلَــكَ التأييـدُ والحَـدأُ
فلا تَضــَعْ مَرْبَــأً للجيــشِ تَنْهَــدُهُ
فالنصــرُ مُرْتَبِــئٌ والسـَّعْدُ مُرْتَبَـأُ
تَحِيْــدُ عــن أُفْقِــكَ الأملاكُ مُجْفِلَـةٌ
ولا تُحَــوِّمُ حيــثُ اللَّقْــوَةُ الحِـدَأُ
فَـــوَيْحَهُمْ يـــومَ للأعلامِ مُلْتَطَـــمٌ
عليهِـــمُ وبِهِــمْ للجُــرْدِ مُلْتَطَــأُ
وَوَيْلَهُــمْ إِنْ شـآبيبُ القَنَـا هَمَـأَتْ
وحــاقَ بــاللامِ والأجســام مُنْهَمَـأُ
والحَيْـنُ يظهـر فـي وادي سـوالِفِهِمْ
كمـا بـه فـي ثغـور البِيْـضِ مُنْكَمَأُ
وقـد بَـدَا عـن عَرانيـن الظُّبَى شَمَمٌ
وفــي أنــوفِهِمُ الإِرغــامُ والفَطَـأُ
وللقَنــا مُنْهَــوىً فيهــمْ ومُنْسـَرَبٌ
وللظُّــبى مُنْبَــرى فيهــمْ ومُنْبَـرَأُ
كــأنَّ ســُمْرَكَ والإِقبــال يَعْطِفُهــا
بَنــانُ قـومٍ إليهـمْ بـالرَّدَى وَمَـأُ
وقـد غَـدُوا قُضـُباً بالهـامِ مُثْمِـرَةً
ومُجْتَنِيْهــا مــن الصَّمْصـَامِ مُجْتَنَـأُ
وصـــالَ مُطَّعِـــنٌ فيهــمْ ومُمْتَصــِعٌ
فســـال مُنْهَــزِمٌ منهــمْ ومُنْهَــزَأُ
وقــال حَوْضــُهُمْ والســَّيْلُ يَغْمُــرُهُ
قَطْنِــيْ فقــد هَـدَمَ الأَرْجـاءَ مُمْتَلأُ
هنــاك يَبْغُــون لـو يَلْقَـوْنَهُ لَجَـأً
ومــا لِخَلْـقٍ عـن المقـدورِ مُلْتَجَـأُ
وكـم لِبَاسـِكَ فيهـمْ مـن مَصـالِ وَغىً
لِلَّيْــثِ مــن ســَمْعِهِ رَوْعٌ ومُجْتَبــأُ
وكـــان فــي ذَأْلِهِــمْ وُدٌّ ومُتَّعَــظٌ
لــوْ صـَحَّ مـن مِثْلِهِـمْ وَعْـظٌ ومُتَّـدَأُ
هـاجُوا ظُباكَ التي بالسِّلْمِ قد هَجِئَتْ
فَسـَوْفَ يَسـْكُنُ منهـا الظِّمْـءُ والهَجَأُ
راعَيْــتَ تَقْـواكَ حـتى فـي جَزائِهـمُ
ومــا رَعَـوْا مـا تُراعيـه ولا كَلأُوا
والآن قـد آنَ مـن شـُهْب الصِّفاح لهمْ
دَرْءٌ ومــن صـافناتِ الخيـلِ مُنْـدَرَاُ
تَهْــوي لقلــبِ أعــاديه مَكــائدُهُ
كأنهـــا قُتَـــرٌ للأُســْدِ أو بُــرَأُ
مُـذَهَّبُ الشـمسِ مـا فـي نُورِهـا كَلَفٌ
ورايـةُ الشـُّهْبِ مـا فـي سَيْرِها خَطَأُ
وهِمَّــةٌ فَـوْقَ مـا ظَـنَّ الغُـواةُ بِـهِ
والقَــوْمُ آمِنَــةٌ إِنْ أَمْكَـنَ الغَـوَأُ
وبالمعاقـــــل لِلأَمْلاكِ مُقْتَنَـــــعٌ
ومــا لــه بِســِوَى الأفْلاكِ مُجْتَــرَأُ
ولــو يَـرُوْمُ نِـزالَ الطَّـوْدِ يَبْلُغُـهُ
أو يَنْزِلـوا مـن صَياصيْه كما زَنَأُوا
وبَـــرْدُ أيــامِهِمْ مَرْفُــوُّ ســِلْمِهِمُ
والحـرْبُ تَخْـرِقُ منهُـمْ كلَّمـا رَفَأُوا
مَلْـكٌ لـه العِـزُّ مـن ذاتٍ ومـن سَلَفٍ
فَحَسـْبُ كـلِّ الملـوكِ الهُـوْنُ والجَزَأُ
نَمَتْـهُ بَـدْراً نجـومُ السـَّرْوِ من يَمَنٍ
ومـا كَمِثْـلِ النُّجُـومِ النَّقْع والحَيَأُ
تَكَســـَّبَا عَصــْرُهُ فَخْــراً وعُنْصــُرُهُ
فقــد عَلاَ الفَلَـكَ الأعلـى بـه سـَبَأُ
إِذا صـــُمادِحَهُ أَبْـــدَى وعـــامِرَهُ
فَلِلْمُبِيْرِيْـــنَ مُســـْتَخْفىً ومُنْضــَنَأُ
مِـنَ الأُلَى مَلَكُوا الدنيا وما بَرِحُوا
يَبْنُـوْنَ أَسـْمِيَةَ العُلْيَـا وما فَتَأُوا
فالحُسـْنُ فـي سـِيَرٍ منهـمْ وفـي صُوَرٍ
إِنْ مُوْجِدُوا مجدوا أو رُوْضِئوا رَضَأوا
وأبـدعوا في صنيع الجُوْد وابتدعوا
فكلَّمــا ســُئِلوا مـن مُعْـوِزٍ سـَلأُوا
لـولاهُمُ مـا يَصـُوبُ المُـزْنُ مُسـْتَهِماً
مـتى رَوَى سـُيَّباً مـن وَبْلِـهِ مَتَـأَوا
وبَيْـــتُ وَفرِهِــمُ إيمــانُ وَفْــدِهِمُ
فَهُـمْ مياسـيرُ مـن حَمْـدِ الوَرَى تُكَأُ
أقمـــارُ مُلْتَئِمٍ آســـادُ مُلْتَحَـــمٍ
يَرُوْعُنـــا مُجْتَلــىً منهــمْ ومُخْتَلأ
ومــا صــوارِمُهُمْ إِبلاً وقـد سـَرَحُوا
وليـس إِفْرِنْـدُها عُـرَى وقـد هَنَـأوا
ولا عــوامِلُهُمْ غِيْــداً وقـد وَمَقُـوا
ولا أَســِنَّتُها شــَيْباً وقــد حَنَـأوا
ومِـنْ مُنـاهُمْ منايـاهُمْ إِذا حَمَلُـوا
وليــس بالجـالِهِ الهَيّابـةِ الخُبَـأ
إنْ قَوَّضـوا خِلْتَ أنَّ الهُوْجَ ما رَكِبُوا
أو خَيَّمـوا خِلْتَ أنَّ الشُّهْبَ ما خَبَأُوا
لا يَعْبَــأُوْنَ بمَكْــرٍ فــي مُقَـاوِمِهِمْ
وليــس للأُســْدِ بالســِّيْدانِ مُعْتَبَـاُ
إِذا خَطُـوْا وَتَـروا في الأَرض شانِئَهُمْ
وللخطــوبِ بهــا مَســْرىً ومُنْســَرَأُ
فـإنْ رَمَيْـتَ بهمْ أقصى النَّدَى بلغوا
وإن مَنَيْـتَ بهـمْ شـُوسَ العِدَى نَكَأُوا
والخَلْـقُ مـن مَلَكَـاتِ الظُّلْمِ في ظُلَمٍ
وقــد مَضـَتْ هِنـأُ مِـنْ بَعْـدِها هِنَـأُ
ومُخْلِـــبٍ منــه للأهــواءِ مُخْتَلِــبٌ
ومُرْتَــمٍ فيــه للعَلْيَــاءِ مُرْتَمَــأُ
إذا جَلاَ النَّصــْرَ مِـنْ خِرْصـانِهِ وَضـَحٌ
عَلاَ الغزالــةَ مــن قَســْطاله صـَدَأُ
مِـنْ كـلِّ أَحْـوَسَ نَثْـرُ النَثْـرِ دَيْدَنُهُ
إذا يَــرَى لُــدْنَهُ مُســْتَلْئِماً يُـرَأُ
يجيــءُ كالهَصــِرِ الفَضـْفاضِ مقتتلاً
أَصــَمُ كــالأرقم النَضـْناض إذْ يَجَـأُ
وللمَنُــوْنِ بِيُمْنَــاهُ عُيُــونُ دِمَــا
فــي جــدولٍ يتحـامَى وِرْدَهُ الظَّمَـأ
فــراح نحــو دَمِ الأبطــال تَحْسـِبُهُ
راحـاً لهـا بالقَنـا العَسّالِ مُسْتَبَأُ
فــي مَوْقِـفٍ للمَنَايَـا فيـه مُرْتَكَـضٌ
علــى الجِيَــادِ وللأجْنــادِ مُنْهَـدَأُ
وتلــك عَنْقاؤُنــا وافَتْــكَ مُغْرِبَـةً
بِحُسـْنها فاسـتوى العِقْبـانُ والحدَأُ
بِـدْعٌ مـن النَظْـمِ مَوْشـِيُّ الحُلَى عَجَبٌ
تُنْسي الفحولَ وما حاكوا وما حكَأَوا
وكـــلُّ مُخْتَـــرَعٍ للنَّفْــس مُبْتَــدَعٍ
فمنــه للــرُوْح رَوْحٌ والحِجَـى حَجَـأُ
أَنْشــَأْتُهَا للعقـول الزُهْـر مُصـْبِيَةً
كأنّهــا للنُّفــوْسِ الخُــرَّدُ النَشـَأُ
لـم يـأتِ قبلـيْ ولن يأتي بها بَشَرٌ
وحُـقَّ أَنْ يَخْبَـأوا عنهـا كما خَبَأُوا
قَبَضـْتُ منهـا لُيُـوثَ النَّظْـمِ مُجْتَرِئاً
وغيــرُ بِـدْعٍ مـن الضـِّرْغام مُجْتَـرَأُ
وفـي القريـض كما في الغِيل مَأْسَدَةٌ
والقومُ حَوْزٌ بمرعى البهَمِ قد جَزَأُوا
وجَمْــعُ بعــضِ قوافيهــا يَــؤُودُهُمُ
ولــو مُنُـوا بمبانيهـا إذاً وَدَأُوا
أَشـْجَى مسـامِعَهُمْ تِيْهـاً بمـا سَمِعُوا
ولا تَقَــرُّ لهــمْ عَيْــنٌ إِذا قـرأوا
محمد بن أحمد بن عثمان القيسي النميري، أبو عبد الله بن الحداد. الوادآشي: من كبار شعراء الأندلس ترجم له ابن بسام في "الذخيرة" قال:وكان أبو عبد الله هذا شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة؛ وضح في طريق المعارف وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل؛ إلى جلالة مقطع، وأصالة منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره، وله في العروض تأليف، وتصنيف مشهور معروف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الخليلية، ورد فيه على السرقسطي المنبوز بالحمار، ونقض كلامه فيما تكلم عليه من الأشطار. وأصل أبي عبد الله من وادي آش إلا أنه استوطن المرية أكثر عمره، وفي بني صمادح معظم شعره، ومع ذلك طولب عندهم هنالك؛ ولحق بثغر بني هود، وله فيهم أيضاً غير ما قصيد، وهو القائل بعد خروجه من المرية من قطعة فلسفية:لزمــت قنــاعتي وقعـدت عنهـم فلسـت أرى الـوزير ولا الأميـراوكنــت ســمير أشــعاري سـفاهاً فعـــدت لفلســـفياتي ســميراوكان أبو عبد الله قد مني في صباه بصبية نصرانية، ذهبت بلبه كل مذهب، وركب إليها أصعب مركب، فصرف نحوها وجه رضاه، وحكمها في رأيه وهواه؛ وكان يسميها "نويرة" كما فعله الشعراء الظرفاء قديماً في الكناية عمن أحبوه، وتغيير اسم من علقوه. (ثم أورد منتخبا من نثره وشعره.وترجم له العماد في الخريدة وأورد قطعة كبيرة من شعره، وليس فيها شيء من شعره في نويرة، وافتتح ترجمته بقوله:(من شعراء المغرب المتأخّرين. سألت القاضي الفاضل عنه، وقوله حجة، فقال: كان في الصمادحية وهو أديب فاضل وله القصيدتان المهموزتان وكل واحدة أكثر من مائة بيت وليس في العرب أشعر منه. ووجدت له في مجموع من قصيدة في ابن صمادح الفهري: ثم أورد 21 بيتا من القصيدة الهمزية التي اولها:لعلّــك للــوادي المقـدّس شـاطئفكـالعنبر الهنـدي ما أنا واطئواتبعها بمنتخب من شعره، منه قطعة في محبوبة له اسمها هنيدة. وأخرى همزية في حبيبة له سماها لبنى. قال:وقـد هـوت بهـوى نفسي مها سبأ وهــل درت مضـر مـن تيمـت سـبأكــأن قلــبي ســليمان وهدهـدهلحظي وبلقيس لبنى والهوى النبأوترجم له الوزير لسان الدين ابن الخطيب في "الإحاطة" قال:شاعر مفلق، وأديب شهير، مشار إليه في التعاليم، منقطع القرين منها، في الموسيقى، مضطلع بفك المعمى. سكن ألمرية، واشتهر بمدح رؤسائها من بني صمادح. وقال ابنبسام، كان أبو عبد الله هذا، شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة، وضح في طريق المعارف، وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل، إلى جلالة مقطع، وأصاله منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره له ديوان شعر كبير معروف. وله في العروض تصنيف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الجليلة.وحدث بعض المؤرخين، مما يدل على ظرفه، أنه فقد سكناً عزيزاً عليه، وأحوجت الحال إلى تكلف سلوة، فلما حضر الندماء، وكان قد رصد الخسوف بالقمر، فلما حقق أنه قدابتدأ، أخذ العود وغنىشـــقيقك غيـــب فـــي لحــده وتشــرق يــا بــدر مـن بعـدهفهلا خســـفت وكـــان الخســـوف حـــداداً لبســت علــى فقــدهوجعل يرددها، ويخاطب البدر، فلم يتم ذلك، إلا واعترضه الخسوف، وعظم من الحاضرين التعجب.قال، وكان مني في صباه بصبية من الروم، نصرانية، ذهبت بلبه وهواه، تسمى نويرة، افتضح بها، وكثر نسيبه.ثم أورد منتخبا من شعره ثم قال:وإحسانه كثير. دخل غرناطة، ومن بنات عملها وطنه رحمه الله.