
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خليلــيَّ مِــنْ قَيْـسِ بـنِ عَيْلاَنَ خَلِّيَـا
رِكــابي تُعَــرِّجْ نَحْــوَ مُنْعَرَجَاتِهــا
بِعَيْشـــِكُمَا ذاتِ اليميـــنِ فــإنَّني
أَرَاحٌ لِشــَمِّ الــرَّوْحِ مِــنْ عَقَـدَاتِها
أَمَــا إنَّهــا الأَعْلامُ مِــنْ هَضـَبَاتِها
فكيــف تَكُــفُّ العَيْـنُ عَـنْ عَبَرَاتِهـا
ذَرَانِـــي وإذْرَاءُ الـــدُّمُوْعِ لَعَلَّــهُ
يُســَكّنُ مـا قـد هـاجَ مِـنْ ذُكُرَاتِهـا
فَقَــدْ عَبِقَـتْ رِيْـحُ النُّعَـامَى كأنَّمـا
ســَلامُ ســُلَيْمَى رَاحَ فــي نَفَحَاتِهــا
وتَيْمَــاءُ للقَلْــبِ المُتَيَّــمِ مَنْــزِلٌ
فَعُوْجَــا بتســليمٍ علــى ســَلَمَاتِها
وإنْ تُسـْعِدَا مَـنْ أَسـْلَمَ الصـَّبْرُ قَلْبَهُ
يُعَــرِّسْ بـدوحِ البَـانِ مِـنْ عَرَصـَاتِها
فَبَانَتُهــا الغَيْنَــاءُ مَــأْلَفُ بَانَـةٍ
جَنَيْـتُ الغَـرَامَ البَـرْحَ مِـنْ ثَمَرَاتِها
ورَوْضــَتُها الغَنَّــاءُ مَســْرَحُ رَوْضــَةٍ
تَبَخْتَــرُ فـي المَوْشـِيِّ مِـنْ حَبَرَاتِهـا
هنالــك خُــوْطٌ فــي مَنَــابِتِ عَــزَّةٍ
تَخَـالُ القَنَـا الخَطِّـيَّ بَعْـضَ نَبَاتِهـا
مَشـــَاعِرُ تَهْيَـــامٍ وكعبــةُ فِتْنَــةٍ
فـــؤاديَ مِــنْ حُجَّاجِهــا ودُعَاتِهــا
فكـم صـافَحَتْنِي فـي مِنَاهَا يَدُ المُنَى
وكـم هَـبَّ عَـرْفُ اللَّهْـوِ مِـنْ عَرَفَاتِها
عَهِــدْتُ بهــا أَصـْنامَ حُسـْنٍ عَهِـدْنَنِي
هَــوىً عَبْــدَ عُزَّاهَـا وعَبْـدَ مَنَاتِهـا
أُهِـــلُّ بأشــواقِي إليهــا وأَتَّقِــي
شــَرَائِعَها فــي الحُـبِّ حَـقَّ تُقَاتِهـا
غَــرَامٌ كإقــدامِ ابـنِ مَعْـنٍ ومَغْـرَمٌ
كإنْعَـــامِهِ والأرضُ فـــي أَزَمَاتِهــا
فَتَـى البَـأْسِ والجُوْدِ اللَّذيْنِ تَبَارَيَا
إلــى غايــةٍ حَــازَا لـه قَصـَبَاتِها
تَــدِيْنُ يَــدَاهُ دِيْــنَ كَعْــبٍ وحـاتِمٍ
فَحَتْــمٌ عليهـا الـدَّهْرُ وَصـْلُ صـِلاَتِها
يُجَاهِـدُ فـي ذَاتِ النَّـدَى بَيْـتُ مالِها
ولا جَيْـــشَ إلاَّ مِــنْ أَكُــفِّ عُفَاتِهــا
إذا البِـدَرُ انثـالتْ عليهـمْ تَخَالُها
بأَيْـــدِي مَوَالِيْهَــا رؤوسَ عُــدَاتِها
وكَــمْ قـدْ رَأَتْ رَأْيَ الخـوارِجِ فِرْقَـةٌ
فَكُنْــتَ عَلِيَّــاً فــي حُـرُوبِ شـُرَاتِها
بِعَـــزْمِ أَبِـــيٍّ لا يُـــرَدُّ مَضـــَاؤُه
وهــل تُمْلَــكُ الأفْلاكُ عَــنْ حَرَكَاتِهـا
هـو الجاعِـلُ الهَيْجَـا حَشـاً وسـِنَانَهُ
هَــوىً فَهْـوَ لا يَعْـدُو قُلُـوبَ كُمَاتِهـا
وكـم خَطَبَتْنِـي مِصـْرُ فـي نَيْـلِ نِيْلِها
ورامَــتْ بنــا بَغْـدادُ وِرْدَ فُراتِهـا
ولـم أَرْضَ أَرْضـاً غيـرَ مبـدإ نَشـْأتي
ولـو لُحْـتُ شَمْسـاً فـي سـماءِ وُلاتِهَـا
ولِــي أَمَـلٌ إنْ يُسـْعِدِ السـَّعْدُ نِلْتُـهُ
ويُفْهَــمُ ســِرُّ النَّفْـسِ فـي رَمَزَاتِهـا
وأَسْنَى المُنى ما نِيْلَ في مَيْعَةِ الصِّبَا
وهــل تَحْسـُنُ الأشـياءُ بعـد فَواتِهـا
محمد بن أحمد بن عثمان القيسي النميري، أبو عبد الله بن الحداد. الوادآشي: من كبار شعراء الأندلس ترجم له ابن بسام في "الذخيرة" قال:وكان أبو عبد الله هذا شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة؛ وضح في طريق المعارف وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل؛ إلى جلالة مقطع، وأصالة منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره، وله في العروض تأليف، وتصنيف مشهور معروف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الخليلية، ورد فيه على السرقسطي المنبوز بالحمار، ونقض كلامه فيما تكلم عليه من الأشطار. وأصل أبي عبد الله من وادي آش إلا أنه استوطن المرية أكثر عمره، وفي بني صمادح معظم شعره، ومع ذلك طولب عندهم هنالك؛ ولحق بثغر بني هود، وله فيهم أيضاً غير ما قصيد، وهو القائل بعد خروجه من المرية من قطعة فلسفية:لزمــت قنــاعتي وقعـدت عنهـم فلسـت أرى الـوزير ولا الأميـراوكنــت ســمير أشــعاري سـفاهاً فعـــدت لفلســـفياتي ســميراوكان أبو عبد الله قد مني في صباه بصبية نصرانية، ذهبت بلبه كل مذهب، وركب إليها أصعب مركب، فصرف نحوها وجه رضاه، وحكمها في رأيه وهواه؛ وكان يسميها "نويرة" كما فعله الشعراء الظرفاء قديماً في الكناية عمن أحبوه، وتغيير اسم من علقوه. (ثم أورد منتخبا من نثره وشعره.وترجم له العماد في الخريدة وأورد قطعة كبيرة من شعره، وليس فيها شيء من شعره في نويرة، وافتتح ترجمته بقوله:(من شعراء المغرب المتأخّرين. سألت القاضي الفاضل عنه، وقوله حجة، فقال: كان في الصمادحية وهو أديب فاضل وله القصيدتان المهموزتان وكل واحدة أكثر من مائة بيت وليس في العرب أشعر منه. ووجدت له في مجموع من قصيدة في ابن صمادح الفهري: ثم أورد 21 بيتا من القصيدة الهمزية التي اولها:لعلّــك للــوادي المقـدّس شـاطئفكـالعنبر الهنـدي ما أنا واطئواتبعها بمنتخب من شعره، منه قطعة في محبوبة له اسمها هنيدة. وأخرى همزية في حبيبة له سماها لبنى. قال:وقـد هـوت بهـوى نفسي مها سبأ وهــل درت مضـر مـن تيمـت سـبأكــأن قلــبي ســليمان وهدهـدهلحظي وبلقيس لبنى والهوى النبأوترجم له الوزير لسان الدين ابن الخطيب في "الإحاطة" قال:شاعر مفلق، وأديب شهير، مشار إليه في التعاليم، منقطع القرين منها، في الموسيقى، مضطلع بفك المعمى. سكن ألمرية، واشتهر بمدح رؤسائها من بني صمادح. وقال ابنبسام، كان أبو عبد الله هذا، شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة، وضح في طريق المعارف، وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل، إلى جلالة مقطع، وأصاله منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره له ديوان شعر كبير معروف. وله في العروض تصنيف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الجليلة.وحدث بعض المؤرخين، مما يدل على ظرفه، أنه فقد سكناً عزيزاً عليه، وأحوجت الحال إلى تكلف سلوة، فلما حضر الندماء، وكان قد رصد الخسوف بالقمر، فلما حقق أنه قدابتدأ، أخذ العود وغنىشـــقيقك غيـــب فـــي لحــده وتشــرق يــا بــدر مـن بعـدهفهلا خســـفت وكـــان الخســـوف حـــداداً لبســت علــى فقــدهوجعل يرددها، ويخاطب البدر، فلم يتم ذلك، إلا واعترضه الخسوف، وعظم من الحاضرين التعجب.قال، وكان مني في صباه بصبية من الروم، نصرانية، ذهبت بلبه وهواه، تسمى نويرة، افتضح بها، وكثر نسيبه.ثم أورد منتخبا من شعره ثم قال:وإحسانه كثير. دخل غرناطة، ومن بنات عملها وطنه رحمه الله.