
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لعلَّــكَ بــالوادي المُقَـدَّسِ شـاطئُ
فكـا لعَنْبَـرِ الهِنْدِيِّ ما أنا واطئُ
وإنِّــيَ فــي رَيّـاكَ واجِـدُ رِيْحِهِـمْ
فَـرَوْحُ الهـوى بيـن الجوانحِ ناشئُُ
ولِـي في السُّرَى من نارِهِمْ ومَنارِهِمْ
هُــداةً حُــداةٌ والنُّجُــومُ طـوافئُ
لــذلك مـا حَنَّـتْ رِكـابِي وحَمْحَمَـتْ
عِرابِـي وأَوْحَـى سـَيْرُها المتبـاطئُ
فهـل هاجَهـا مـا هاجَني أو لعلَّها
إلـى الوَخْدِ من نيران وَجْدِي لواجئُ
رُوَيْــداً فـذا وادي لُبَيْنَـى وإنَّـه
لَــوِرْدُ لُبَانــاتي وإنِّــي لَظَـامِئُ
ويـا حَبَّـذا مـن آلِ لُبْنَـى مَـواطِنٌ
ويـا حَبَّـذَا مـن أرض لُبْنَـى مَوَاطِئُ
ميــادينُ تَهْيـامِي ومَسـْرَحُ نـاظِري
فَلِلشــَّوْقِ غايــاتٌ بــه ومبــادئ
ولا تَحْسـِبُوا غِيْـداً حَمَتْهـا مقاصـِرٌ
فتلـــك قلــوبٌ ضــُمِّنَتْها جــآجئ
وفـي الكِلَّـة الزَّرْقَـاءِ مَكْلُوْءُ عَزَّةَ
تَحِـفُّ بـه زُرْقُ العـوالي الكَـوَالئُ
مَحَـا مِلَّـة السـُّلْوانِ مَبْعَـثُ حُسـْنِهِ
فكــلٌّ إلـى دِيْـن الصـَّبابةِ صـابِئُ
تَمَنَّــى مَـدَى قُرْطَيْـهِ عُفْـرٌ تَوالِـعٌ
وتَهْـوَى ضـيِا عَيْنَيْـهِ عِيْـنٌ جـوازئُ
وفـي مَلْعـب الصـَّدْغَيْن أبيـضُ ناصِعٌ
تخلَّلَـــهُ للحُســْنِ أحمــرُ قــانئُ
أفاتكــةَ الألحـاظ ناسـكةَ الهـوى
وَرِعْــتِ ولكــنْ لَحْـظُ عَيْنِـكِ خـاطئُ
وآلُ الهـوى جَرْحَـى ولكـنْ دمـاءُهُم
دُمُــوعٌ هَــوامٍ والجُــرُوْحُ مــآقِئ
فكيـف أُرَفِّـي كَلْـمَ طَرْفِكِ في الحَشَا
وليــس لتمزيــق المُهَنَّــد رافـئُ
ومن أين أرجو بُرْءَ نَفْسِي من الجَوَى
ومـا كـلُّ ذي سـُقْمٍ من السُّقْم بارئُ
ومـا لـيَ لا أسـموا مُـراداً وهِمَّـةً
وقــد كَرُمَــتْ نَفْـسٌ وطـابتْ ضآضـئُ
ومــا أَخَّرَتْنـي عـن تَنـاهٍ مبـادئُ
ولا قَصــَّرَتْ بِـي عـن تَبـاهٍ مَناشـئُ
ولكنَّــهُ الــدّهرُ المُنـاقَضُ فِعْلُـهُ
فـذو الفضل مُنْحَطٌّ وذو النَّقْص نامِئُ
كــأنَّ زمــانِي إذ رآنــي جُـذَيْلَهُ
قلانــي فَلِــي منــه عَـدُوٌّ مُمـالِئُ
فــداريْتُ إعتابـاً ودارأتُ عاتبـاً
ولــم يُغْنِنـي أنّـي مُـدارٍ مُـدارئُ
فــألقيْتُ أعبـاءَ الزمـانِ وأهلَـهُ
فمــا أنــا إلاَّ بالحقـائقِ عـابئُ
ولازمْـتُ سـَمْتَ الصـَّمْتِ لا عـن فَدامةٍ
فَلِـي منطـقٌ للسـَّمْع والقلـب مالئُ
ولـولا عُلَـى المَلْـكِ ابنِ مَعْنٍ محمَّدٍ
لَمَــا بَرِحَــتْ أصــدافَهُنُّ اللآلــئُ
لآلــــئُ إلاَّ أنَّ فِكْــــرِيَ غـــائصٌ
وعِلْمِــيَ دأمــاءٌ ونُطْقِــيَ شــاطئُ
تجـاوزَ حَـدَّ الوَهْمِ واللَّحْظِ والمُنَى
وأَعْشــَى الحِجَــى لألاؤُه المتلالــئُ
فَتَتْبَعُــهُ الأنصــارُ وهــي خواسـِرٌ
وتنقلــبُ الأبصــارُ وهــو خواسـئُ
ولــولاه كـانت كالنسـيء وخـاطري
كفُقَيْـــــمٍ للمُحَــــرَّمِ ناســــئُ
هـو الحُـبُّ لـم أُخْرِجْـهُ إِلاَّ لمجـدِهِ
ومِثْلِـــي لأَعْلاقِ النَّفَاســةِ خــابِئُ
كــــأنَّ عُلاَهُ دولــــةٌ أمويَّــــةٌ
ومـا نـابَ مـن خَطْـبٍ عُمِيـرٌ وضابئُ
وإنْ يَمْسـَسِ العاصـِيْنَ قَرْحُـكَ آنفـاً
فأيـدي الـوَغَى عمّـا قليـلٍ تَوَالِئُ
عَســُوا فعَصـَوْا مُسْتَنْصـِرِيْنَ بخـاذلٍ
وأخـذلَ أَخْـذُ الحَيْـنِ مـا منه لاجئُ
وشـُهْبُ القَنَا كالنُّقْبِ والنَّقْعُ ساطِعُ
هِنــاءً وأيـدي المُقْرَبـاتِ هـوانِئُ
يُعَــوِّدُ تخضــيْبَ النُّصـُوْلِ وإنْ رَأَى
نُصــُوْلَ خِضــابٍ فالــدِّماءُ برايـئُ
محمد بن أحمد بن عثمان القيسي النميري، أبو عبد الله بن الحداد. الوادآشي: من كبار شعراء الأندلس ترجم له ابن بسام في "الذخيرة" قال:وكان أبو عبد الله هذا شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة؛ وضح في طريق المعارف وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل؛ إلى جلالة مقطع، وأصالة منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره، وله في العروض تأليف، وتصنيف مشهور معروف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الخليلية، ورد فيه على السرقسطي المنبوز بالحمار، ونقض كلامه فيما تكلم عليه من الأشطار. وأصل أبي عبد الله من وادي آش إلا أنه استوطن المرية أكثر عمره، وفي بني صمادح معظم شعره، ومع ذلك طولب عندهم هنالك؛ ولحق بثغر بني هود، وله فيهم أيضاً غير ما قصيد، وهو القائل بعد خروجه من المرية من قطعة فلسفية:لزمــت قنــاعتي وقعـدت عنهـم فلسـت أرى الـوزير ولا الأميـراوكنــت ســمير أشــعاري سـفاهاً فعـــدت لفلســـفياتي ســميراوكان أبو عبد الله قد مني في صباه بصبية نصرانية، ذهبت بلبه كل مذهب، وركب إليها أصعب مركب، فصرف نحوها وجه رضاه، وحكمها في رأيه وهواه؛ وكان يسميها "نويرة" كما فعله الشعراء الظرفاء قديماً في الكناية عمن أحبوه، وتغيير اسم من علقوه. (ثم أورد منتخبا من نثره وشعره.وترجم له العماد في الخريدة وأورد قطعة كبيرة من شعره، وليس فيها شيء من شعره في نويرة، وافتتح ترجمته بقوله:(من شعراء المغرب المتأخّرين. سألت القاضي الفاضل عنه، وقوله حجة، فقال: كان في الصمادحية وهو أديب فاضل وله القصيدتان المهموزتان وكل واحدة أكثر من مائة بيت وليس في العرب أشعر منه. ووجدت له في مجموع من قصيدة في ابن صمادح الفهري: ثم أورد 21 بيتا من القصيدة الهمزية التي اولها:لعلّــك للــوادي المقـدّس شـاطئفكـالعنبر الهنـدي ما أنا واطئواتبعها بمنتخب من شعره، منه قطعة في محبوبة له اسمها هنيدة. وأخرى همزية في حبيبة له سماها لبنى. قال:وقـد هـوت بهـوى نفسي مها سبأ وهــل درت مضـر مـن تيمـت سـبأكــأن قلــبي ســليمان وهدهـدهلحظي وبلقيس لبنى والهوى النبأوترجم له الوزير لسان الدين ابن الخطيب في "الإحاطة" قال:شاعر مفلق، وأديب شهير، مشار إليه في التعاليم، منقطع القرين منها، في الموسيقى، مضطلع بفك المعمى. سكن ألمرية، واشتهر بمدح رؤسائها من بني صمادح. وقال ابنبسام، كان أبو عبد الله هذا، شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة، وضح في طريق المعارف، وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل، إلى جلالة مقطع، وأصاله منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره له ديوان شعر كبير معروف. وله في العروض تصنيف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الجليلة.وحدث بعض المؤرخين، مما يدل على ظرفه، أنه فقد سكناً عزيزاً عليه، وأحوجت الحال إلى تكلف سلوة، فلما حضر الندماء، وكان قد رصد الخسوف بالقمر، فلما حقق أنه قدابتدأ، أخذ العود وغنىشـــقيقك غيـــب فـــي لحــده وتشــرق يــا بــدر مـن بعـدهفهلا خســـفت وكـــان الخســـوف حـــداداً لبســت علــى فقــدهوجعل يرددها، ويخاطب البدر، فلم يتم ذلك، إلا واعترضه الخسوف، وعظم من الحاضرين التعجب.قال، وكان مني في صباه بصبية من الروم، نصرانية، ذهبت بلبه وهواه، تسمى نويرة، افتضح بها، وكثر نسيبه.ثم أورد منتخبا من شعره ثم قال:وإحسانه كثير. دخل غرناطة، ومن بنات عملها وطنه رحمه الله.