
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سَلِ البَانَةَ الغَينَاءَ عن مَلْعَبِ الجُرْدِ
ورَوْضـَتَها الغَنَّـاءَ عـن رَشـَإِ الأَسـْدِ
وسَجْسـَجَ ذاكَ الظِّـلِّ عـن مُلْهِبِ الحَشَا
وسَلْسـَلَ ذاكَ المـاءِ عن مُضْرِمِ الوَجْدِ
فَعَهْـدِي بـه فـي ذلـك الدَّوْحِ كَانِساً
ومَـنْ لـيَ بـالرُّجْعَى إلى ذلك العَهْدِ
وفـي الجنَّـةِ الألْفَـافِ أَحْـوَرُ أَزْهَـرٌ
تُلاعِـبُ قُضـْبَ الرَّنْـدِ فيه قَنَا الهِنْدِ
فــأيُّ جَنَـانٍ لـم يُـدَعْ نَهْـبَ لَوْعَـةٍ
وقـد لاحَ مـن تلـك المحاسِنِ في جُنْدِ
وفــي صـُدْغِهِ اللَّيْلـيِّ نـارُ حُبَـاحِبٍ
مِـنَ القُـرْطِ يَصـْلاَهَا حَبَابٌ من العِقْدِ
وفــي زَنْــدِهِ الرَّيَّـانِ سـُوْرٌ تَعَضـُّهُ
فَيَـدْمَى كمـا ثَارَ الشَّرارُ من الزَّنْدِ
أُحــاذِرُ أنْ يَنْقَــدَّ لِيْنـاً فـأَنْثَنِي
بِقَلْــبٍ شــَفِيقٍ مــن تَثَنِّيْـهِ مُنْقَـدِّ
وقــد جَرَحَــتْ عَيْنَــايَ صـَفْحَةَ خَـدِّهِ
علـى خَطَـإٍ فاختـار قَتْلِـي على عَمْدٍ
وآمُــلُ مــن دَمعِــي إلاَنَــةَ قَلْبِـهِ
ولا أَثَـرٌ لِلْغَيْـثِ فـي الحَجَـرِ الصَّلْدِ
وإنِّــي بــذاتِ الأَيْـكِ أُسـْعِدُ وُرْقَـةُ
فهل عند ذاتِ الطَّوْقِ ما لِلْهَوَى عِنْدِي
ولــكَ مِــنْ نَهْــرٍ صــَؤوْلٍ مُجَلْجِــلٍ
كـأنَّ الثَّـرَى مُـزْنٌ بـه دائمُ الرَّعْدِ
إذا صــافَحَتْهُ الرِّيْـحُ تَصـْقُلُ مَتْنَـهُ
وتَصـْنَعُ فيـه صـُنْعَ داودَ فـي السَّرْدِ
كـأنَّ يَـدَ المَلْـك ابـنِ مَعْـنٍ مُحَمَّـدٍ
تُفَجِّـرُهُ مِـنْ مَنْبَـعِ الجُـوْدِ والرِّفْـدِ
ويَرْفُــلُ فــي أزهــارِهِ واخضـرارِهِ
كمـا رَفَلَـتْ نُعْمَـاهُ فـي حُلَلِ الحَمْدِ
وقـد وَرَدَتْ فـي غَمْـرِهِ نُهَّـلُ القَطَـا
كمـا ازدَحَمَـتْ فـي كَفِّـه قُبَلُ الوَفْدِ
مَفِيْـضُ الأيـادِي فـوقَ أَدْنَـى وأَرْفَـعٍ
وصـَوْبُ الغَوَادِي شامِلُ الغَوْرِ والنَّجْدِ
فَمِـنْ جُـوْدِهِ ما في الغَمَامةِ من حَياً
ومِـنْ نُـوْرِهِ ما في الغَزَالَةِ مِنْ وَقْدِ
تَلأْلأ كالإِفْرِنْــدِ فــي صـَارِمِ النُّهَـى
وكُـرِّرَ كـالإبْرِيْزِ فـي جَـاحِمِ الوَقْـدِ
وإنْ وَلِهَــتْ فيــه أَذَيْهــانُ مَعْشـَرٍ
فلا فَضـْلَ للأنـوار فـي مُقْلَـةِ الخُلْدِ
ومِنْــكَ أَخَـذْنا القـولَ فيـكَ جَلاَلَـةً
ومـا طـابَ ماءُ الوِرْدِ إلاَّ من الوِرْدِ
محمد بن أحمد بن عثمان القيسي النميري، أبو عبد الله بن الحداد. الوادآشي: من كبار شعراء الأندلس ترجم له ابن بسام في "الذخيرة" قال:وكان أبو عبد الله هذا شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة؛ وضح في طريق المعارف وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل؛ إلى جلالة مقطع، وأصالة منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره، وله في العروض تأليف، وتصنيف مشهور معروف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الخليلية، ورد فيه على السرقسطي المنبوز بالحمار، ونقض كلامه فيما تكلم عليه من الأشطار. وأصل أبي عبد الله من وادي آش إلا أنه استوطن المرية أكثر عمره، وفي بني صمادح معظم شعره، ومع ذلك طولب عندهم هنالك؛ ولحق بثغر بني هود، وله فيهم أيضاً غير ما قصيد، وهو القائل بعد خروجه من المرية من قطعة فلسفية:لزمــت قنــاعتي وقعـدت عنهـم فلسـت أرى الـوزير ولا الأميـراوكنــت ســمير أشــعاري سـفاهاً فعـــدت لفلســـفياتي ســميراوكان أبو عبد الله قد مني في صباه بصبية نصرانية، ذهبت بلبه كل مذهب، وركب إليها أصعب مركب، فصرف نحوها وجه رضاه، وحكمها في رأيه وهواه؛ وكان يسميها "نويرة" كما فعله الشعراء الظرفاء قديماً في الكناية عمن أحبوه، وتغيير اسم من علقوه. (ثم أورد منتخبا من نثره وشعره.وترجم له العماد في الخريدة وأورد قطعة كبيرة من شعره، وليس فيها شيء من شعره في نويرة، وافتتح ترجمته بقوله:(من شعراء المغرب المتأخّرين. سألت القاضي الفاضل عنه، وقوله حجة، فقال: كان في الصمادحية وهو أديب فاضل وله القصيدتان المهموزتان وكل واحدة أكثر من مائة بيت وليس في العرب أشعر منه. ووجدت له في مجموع من قصيدة في ابن صمادح الفهري: ثم أورد 21 بيتا من القصيدة الهمزية التي اولها:لعلّــك للــوادي المقـدّس شـاطئفكـالعنبر الهنـدي ما أنا واطئواتبعها بمنتخب من شعره، منه قطعة في محبوبة له اسمها هنيدة. وأخرى همزية في حبيبة له سماها لبنى. قال:وقـد هـوت بهـوى نفسي مها سبأ وهــل درت مضـر مـن تيمـت سـبأكــأن قلــبي ســليمان وهدهـدهلحظي وبلقيس لبنى والهوى النبأوترجم له الوزير لسان الدين ابن الخطيب في "الإحاطة" قال:شاعر مفلق، وأديب شهير، مشار إليه في التعاليم، منقطع القرين منها، في الموسيقى، مضطلع بفك المعمى. سكن ألمرية، واشتهر بمدح رؤسائها من بني صمادح. وقال ابنبسام، كان أبو عبد الله هذا، شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة، وضح في طريق المعارف، وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل، إلى جلالة مقطع، وأصاله منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره له ديوان شعر كبير معروف. وله في العروض تصنيف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الجليلة.وحدث بعض المؤرخين، مما يدل على ظرفه، أنه فقد سكناً عزيزاً عليه، وأحوجت الحال إلى تكلف سلوة، فلما حضر الندماء، وكان قد رصد الخسوف بالقمر، فلما حقق أنه قدابتدأ، أخذ العود وغنىشـــقيقك غيـــب فـــي لحــده وتشــرق يــا بــدر مـن بعـدهفهلا خســـفت وكـــان الخســـوف حـــداداً لبســت علــى فقــدهوجعل يرددها، ويخاطب البدر، فلم يتم ذلك، إلا واعترضه الخسوف، وعظم من الحاضرين التعجب.قال، وكان مني في صباه بصبية من الروم، نصرانية، ذهبت بلبه وهواه، تسمى نويرة، افتضح بها، وكثر نسيبه.ثم أورد منتخبا من شعره ثم قال:وإحسانه كثير. دخل غرناطة، ومن بنات عملها وطنه رحمه الله.