
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَائِلْ قُرَيْشـاً غَـداةَ السَّفْحِ مِنْ أُحُدٍ
مَـاذا لَقِينـا وَمـا لاقَوْا مِنَ الْهَرَبِ
كُنَّا الْأُسُودَ وَكانُوا النُّمْرَ إِذْ زَحَفُوا
مــا إنْ نُراقِــبُ مِــنْ آلٍ وَلا نَسـَبِ
فَكَــمْ تَرَكْنـا بِهـا مِـنْ سـَيِّدٍ بَطَـلٍ
حـامِي الـذِّمارِ كَرِيـمِ الْجَدِّ وَالْحَسَبِ
فِينــا الرَّسـُولُ شـِهابٌ ثُـمَّ يَتْبَعُـهُ
نُـورٌ مُضـِيءٌ لَـهُ فَضـْلٌ عَلَـى الشـُّهُبِ
الْحَــقُّ مَنْطِقُــهُ وَالْعَــدْلُ ســِيرَتُهُ
فَمَــنْ يُجِبْـهُ إِلَيْـهِ يَنْـجُ مِـنْ تَبَـبِ
نَجْـدُ الْمُقَـدَّمِ ماضـِي الْهَـمِّ مُعْتَـزِمٌ
حِيـنَ الْقُلُـوبُ عَلَـى رَجْـفٍ مِنَ الرُّعُبِ
يَمْضــِي وَيَـذْمُرُنَا عَـنْ غَيْـرِ مَعْصـِيَةٍ
كَـأَنَّه الْبَـدْرُ لَـمْ يُطْبَعْ عَلَى الْكَذِبِ
بَـــدَا لنــا فاتَّبَعْنــاهُ نُصــَدِّقُهُ
وَكَـــذَّبُوهُ فَكُنَّــا أَســْعَدَ الْعَــرَبِ
جالُوا وَجُلْنا فَمَا فَاؤُوا وَما رَجَعُوا
وَنَحْـنُ نَثْفُنُهُـمْ لَـمْ نَـأْلُ فِي الطَّلَبِ
لَيْســَا سـَواءً وَشـَتَّى بَيْـنَ أَمْرِهِمـا
حِـزْبُ الْإلَـهِ وَأَهْـلُ الشـِّرْكِ وَالنُّصـُبِ
كَعْبُ بن مالِك الأَنْصارِيّ السُّلَمِيّ، شاعِرُ الإِسْلام، أَسْلَمَ قَدِيمًا وشَهِدَ العَقَبةَ وَلَمْ يَشْهَدْ بدرًا، وهُوَ أحدُ الثَّلاثَةِ الَّذين تِيبَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ تخَلُّفِهِمْ عَنْ غَزْوَةِ تَبُوك، وهُوَ مِنْ أَكابِرِ شُعَراءِ المَدِينَةِ؛اشْتُهِرَ في الجاهليّةِ بشعرِه، ثُمّ كان شاعرَ النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وشَهِدَ معَهُ أكثرَ الوقائع. روى عن النّبيِّ صلّى اللهُ علَيهِ وسلَّم ثَلاثينَ حديثًا، ثُمَّ روى عنه بنُوه كلُّهُم. وكانَ من أصحاب عثمانَ بن عفّان رضي الله عنه، وأنجده يوم الثورة وحرّض الأنصارَ على نصرتهِ، ولمّا قُتِل عثمان قعد عن نصرةِ عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه فلمْ يشهَدْ حروبَه، وعَمِيَ في آخر عمره وعاش سبعًا وسبعين سنة. تُوفّي سنة 50هـ.