
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَرَقَــتْ هُمُومُـكَ فَالرُّقـادُ مُسـَهَّدُ
وَجَزِعْـتَ أَنْ سـُلِخَ الشـَّبابُ الْأَغْيَدُ
وَدَعَــتْ فُــؤادَكَ لِلْهَـوَى ضـُمْرِيَّةٌ
فَهَــواكَ غَــوْرِيٌّ وَصــَحْبُكَ مُنْجِـدُ
فَدَعِ التَّمادِيَ فِي الْغَوايَةِ سادِراً
قَـدْ كُنْـتَ فِي طَلَبِ الْغَوايَةِ تُفْنَدُ
وَلَقَـدْ أَنَـى لَكَ أَنْ تَناهَى طائِعاً
أَوْ تَسـْتَفِيقَ إِذا نَهـاكَ الْمُرْشـِدُ
وَلَقَـدْ هُـدِدْتُ لِفَقْـدِ حَمْـزَةَ هُـدَّةً
ظَلَّـتْ بَنـاتُ الْجَـوْفِ مِنْهـا تَرْعُدُ
وَلَـوَ انَّـهُ فُجِعَـتْ حِـراءُ بِمِثْلِـهِ
لَرَأَيْــتَ رَأْســَيْ صـَخْرِها يَتَبَـدَّدُ
قَــرْمٌ تَمَكَّـنَ فِـي ذُؤابَـةِ هاشـِمٍ
حَيْـثُ النُّبُـوَّةُ وَالنَّـدَى وَالسُّؤْدُدُ
وَالْعـاقِرُ الْكُومَ الْجِلادَ إِذا غَدَتْ
رِيـحٌ يَكـادُ الْمـاءُ مِنْهـا يَجْمُدُ
وَالتَّـارِكُ الْقِـرْنَ الْكَمِـيَّ مُجَدَّلاً
يَـوْمَ الْكَرِيهَـةِ وَالْقَنـا يَتَقَصـَّدُ
وتَـراهُ يَرْفُـلُ فِـي الْحَدِيدِ كَأَنَّهُ
ذُو لِبْـدَةٍ شـَثْنُ الْبَراثِـنِ أَرْبَـدُ
عَـــمُّ النَّبِــيِّ مُحَمَّــدٍ وَصــَفِيُّهُ
وَرَدَ الْحِمـامَ فَطـابَ ذاكَ الْمَوْرِدُ
وَأَتَـى الْمَنِيَّـةَ مُعَلِمـاً فِي أُسْرَةٍ
نَصـَرُوا النَّبِـيَّ ومِنْهُمُ الْمُسْتَشْهِدُ
وَلَقَـدْ إخـالُ بِـذاكَ هِنْـداً بُشِّرَتْ
لِتُمِيــتَ داخِــلَ غُصــَّةٍ لا تَبْـرُدُ
مِمَّـا صـَبَحْنا بِالْعَقَنْقَـلِ قَوْمَهـا
يَوْمـاً تَغَيَّـبَ فِيـهِ عَنْهـا الْأَسْعَدُ
وَبِبِئْرِ بَــدْرٍ إذْ يَــرُدُّ وُجُـوهَهُمْ
جِبْرِيــلُ تَحْــتَ لِوائِنـا وَمُحَمَّـدُ
حَتَّـى رَأَيْـتُ لَـدَى النَّبِيِّ سَراتَهُمْ
قِسـْمَيْنِ: يَقْتُـلُ مَـنْ نَشاءُ وَيَطْرُدُ
فَأَقـامَ بِـالْعَطَنِ الْمُعَطَّـنِ مِنْهُـمُ
ســَبْعُونَ: عُتْبَـةُ مِنْهُـمُ وَالْأَسـْوَدُ
وَابْـنُ الْمُغِيـرَةِ قَدْ ضَرَبْنا ضَرْبَةً
فَـوْقَ الْوَرِيـدِ لَهـا رَشـاشٌ مُزْبِدُ
وَأُمَيَّــةُ الْجُمَحِــيُّ قَــوَّمَ مَيْلَـهُ
عَضــْبٌ بِأَيْـدِي الْمُـؤْمِنِينَ مُهَنَّـدُ
فَأَتــاكَ فَـلُّ الْمُشـْرِكِينَ كَـأَنَّهُمْ
وَالْخَيْــلُ تَثْفُنُهُــمْ نَعـامٌ شـُرَّدُ
شـَتَّانَ مَـنْ هُـوَ فِـي جَهَنَّمَ ثاوِياً
أَبَـداً وَمَـنْ هُوَ فِي الْجِنانِ مُخَلَّدُ
كَعْبُ بن مالِك الأَنْصارِيّ السُّلَمِيّ، شاعِرُ الإِسْلام، أَسْلَمَ قَدِيمًا وشَهِدَ العَقَبةَ وَلَمْ يَشْهَدْ بدرًا، وهُوَ أحدُ الثَّلاثَةِ الَّذين تِيبَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ تخَلُّفِهِمْ عَنْ غَزْوَةِ تَبُوك، وهُوَ مِنْ أَكابِرِ شُعَراءِ المَدِينَةِ؛اشْتُهِرَ في الجاهليّةِ بشعرِه، ثُمّ كان شاعرَ النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وشَهِدَ معَهُ أكثرَ الوقائع. روى عن النّبيِّ صلّى اللهُ علَيهِ وسلَّم ثَلاثينَ حديثًا، ثُمَّ روى عنه بنُوه كلُّهُم. وكانَ من أصحاب عثمانَ بن عفّان رضي الله عنه، وأنجده يوم الثورة وحرّض الأنصارَ على نصرتهِ، ولمّا قُتِل عثمان قعد عن نصرةِ عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه فلمْ يشهَدْ حروبَه، وعَمِيَ في آخر عمره وعاش سبعًا وسبعين سنة. تُوفّي سنة 50هـ.